مراهقتك تختلف
مراهقتك تختلف عن مراهقة ابنتك..؟
تلعب الصديقة دورا هاما في هذه المرحلة بل هى
محور الحياة التي تدور حولها اهتمامات المراهقة، وتحل الصديقة محل العائلة ويتم قضاء
معظم الأوقات معها. ويكون للبعض منهن تأثير سلبي والبعض الآخر لهن تأثير إيجابي.
ومن السمات التي تميز العلاقة بين الآباء والأبناء من ناحية وبين الأصدقاء من
ناحية أخرى هي بعد الأبناء عن آبائهم وازدياد الصراع بينهم، مع ازدياد القرب من الأصدقاء
ويحدث ذلك غالبا لعدم تفهم الآباء لطبيعة التغيرات التي يمر بها المراهق في
هذه المرحلة العمرية الحرجة. وتزداد هذه الفجوة في ظل الضغوط الاقتصادية مثل انخفاض
الدخل والضغوط الاجتماعية مثل الطلاق.
ونجد أن العلاقة التي توجد بين الآباء
والأبناء تحكمها أربعة عوامل رئيسية:
الإحباط الذي يولد الرفض
صراع السيطرة
الحب (الذي يصفه البعض على أنه حب قاس)
الإحباط الذي يولد الرفض:
دائما ما يصطدم الأبناء بالرفض من قبل آبائهم
لأنهم لا يعون أن "الأذن
التي تسمع أفضل بكثير من اللسان الذي يرفض"
كما أن الآباء لا يدركون فكرة التغيير التي
يمر بها أبنائهم خلال هذه المرحلة سواء بطريق مباشر أو غير مباشر دون أن يشعرون
بذلك من خلال النقد المفرط،و عدم الصبر في التعامل معهم، و الغضب،و مقارنة الأبناء
بعضهم ببعض، والشك في تصرفاتهم. ويحاول المراهق الهرب من ذلك كله باتباع سلوك
غير حميد مثل اللجوء إلى الكذب- الخداع-السرقة- المشاجرة- إدمان العقاقير- شرب الكحوليات-
التدخين- خرق القانون- ترك المدرسة- الانحراف الجنسي. فلابد أن يكون بجانب
النقد التشجيع، والحزم،و الحب،و التوجيه، والاحترام
صراع السيطرة:
يأتي دائما
الاختلاف الذي ينشأ بين الآباء والمراهقين من حب السيطرة وصراع القوى حول من هو
المسئول؟ وأين تقع نطاق حقوق كل طرف منهما. فالآباء على حق حين يقولون أن الأبناء
ليسوا مسئولين بالدرجة الكافية لأن يسمح لهم بأن يتخذوا قرارات. كما أن الأبناء
محقون في قولهم أن الآباء يعاملوننا على أننا ما زلنا أطفال صغار. ومن هنا ينشأ
الصراع من الاختلاف ما إذا كان الأبناء استطاعوا أن يمارسوا المسئولية بكفاءة في
الماضي لاتخاذ قراراتهم الحاسمة في المستقبل أم لا؟!. كما أن الصراع ينشأ من ممارسة
الآباء للسلطة ثم تركها في بعض الأحيان ومن ممارسة المراهق لها أيضا في بعض الإجازات
والعطلات ثم انسحابهم منها باقي أيام الأسبوع. ويزيد من تعقد الموقف، المشاعر
القوية الجارفة التي تميز شخصية الأبناء في هذه المرحلة إلى جانب طبيعة الآباء
التي تغمرها روح الغضب والرفض