مزايا وعيوب الاعتم
مزايا وعيوب الاعتماد الأكاديمي :
يرى مجلس السياسة الوطنية للتعليم
العالي في الولايات المتحدة الأمريكية أن الاعتماد الأكاديمي ضرورة تمليها تطورات
الحياة ليس فقط داخل المؤسسات التربوية ولكن عبر المؤسسات المجتمعية،الاقتصادية
منها والاجتماعية في المجتمع الكبير، وأعظم نقاط القوة التي يتميز بها الاعتماد هو
كونه عملية إشرافية مشروعة في الأوساط الأكاديمية لضمان استمرار الجودة النوعية في
البرامج التعليمية التي
تقدمها
الجامعات ومؤسسات التدريب لخدمة مجتمعاتها، وهذه العملية هي في واقع الأمر مرحلة
طويلة جداً بحيث لا تنتهي عند تحقيق غاية أو هدف معين،بل هي مستمرة دون توقف،لأن
هدفها المتجدد باستمرار هو إصدار الأحكام اللازمة التي تشهد بأن برامج المؤسسة
التعليمية تفي بمعايير الاعتماد الأكاديمي من حيث المحافظة على المستوى العلمي
الجيد والسير المنتظم لتحقيق التطور المستمر وهذه البراءة هي الوسام الفخري الذي
يزين جبين المؤسسات التعليمية وترضاه الأوساط الأكاديمية بلا نقاش أو تردد.
أما
أهم أوجه الضعف في الاعتماد الأكاديمي فهو صعوبة توصيف طبيعته لعامة الناس، ولا
يكاد أحد أن يفهم مضمونه بوضوح تام خارج حدود الوسط الأكاديمي.ويشير النقاد إلى أن
المهيمنين على آلية الاعتماد يركزون جهودهم فقط على مدخلات الاعتماد وليس
مخرجاته،أي إن فرق التقويم في هيئات الاعتماد الأكاديمي يهمهم بالدرجة الأولى توفر
المصادر المالية ومحتوى المكتبة لدى مؤسسة التعليم ولا يعنيهم كثيراً مستوى خريجي
المؤسسة العلمي.
تلخص جين
هافتن Jeanne
Houghton))
في مقالها:
الاعتماد
الأكاديمي: من ، ماذا ،متى ، أين ، ولماذا؟ ماهية الاعتماد الأكاديمي وذلك
بالإجابة مباشرة عن الأسئلة التي تنقل للباحث أهم ما يجب أن يعرفه عن الاعتماد
الأكاديمي،وقد قامت الكاتبة بالإجابة عن أهم تلك الأسئلة المتعلقة بالموضوع على
النحو التالي:
ما
لاعتماد؟ هو المكانة أو الصفة العلمية التي تحصل عليها المؤسسة التعليمية أو
البرنامج الأكاديمي مقابل استيفاء معايير الجودة المعتمدة لدى مؤسسات التقويم التربوية.
لماذا؟
إن الهدف من إجراءات الاعتماد هو ضمان مستوى من الجودة في البرامج التعليمية التي
تقدمها مؤسسات التعليم المتنوعة لزبائنها كما أن من أهدافه أيضاً المساعدة في
تحقيق التطور المستمر للبرامج التعليمية التي تقدمها مؤسسات التعليم العام تلبية
لاحتياجات المستفيدين المختلفة،وتجدر الإشارة إلى أن البرامج المعتمدة حالياً قد
أخضعت خلال فترات زمنية طويلة،لإجراءات تقويمية صارمة وبذلك استوفت بجدارة الشروط
اللازمة التي تقتضيها معايير الاعتماد القوية،وأصبح خريجوها مؤهلين تأهيلاً أولياً
للدخول ي المهنة.
ما
المعايير؟ هي النصوص المعبرة عن المستوى النوعي الذي يجب أن يكون ماثلاً بوضوح في
جميع الجوانب الأساسية المكونة لأي برنامج تعليمي، وهذه الجوانب تشمل الفلسفة التي
ينطلق منها البرنامج،والإدارة،والهيئة التعليمية والطلاب،والمصادر
التعليمية،الكفايات المهنية التي تنص عليها دساتير الاعتماد التحكمية.
كيف يتم
اعتماد البرامج؟ يتم اعتماد البرامج بشكل عام إذا استوفت هذه البرامج شروطاً معينه هي بالتحديد:
0أعداد
تقرير مفصل يشتمل على نتائج دراسة ذاتية شاملة تقدمها المؤسسة عن البرامج المراد
اعتمادها.
0استضافة
فريق تقويم فني ليقوم بزيارة المؤسسة التعليمية المراد اعتماد برامجها من أجل
الإطلاع على نشأتها وأنشطتها التعليمية.
0استلام
التقرير المكتوب المشتمل على النتائج التي توصل إليها فريق التقويم والإجابة عن
البنود التي يتضمنها التقرير.
0المثول
أمام مجلس الاعتماد في الجلسة المخصصة للنطق النهائي بالقرار المتعلق بمنح
الاعتماد أو عدم منحه.
وهذه
الإجراءات تتكرر كل خمس سنوات كما يتم تزويد مجلس الاعتماد بالتقارير التي تستجد
في حينها لإطلاعه على كافة التطورات،ومن ذلك تحديد التواريخ المتعلقة بإجراء
المراجعات السابقة واللاحقة.
5-
من يقوم بإجراءات الاعتماد؟ يقوم بهذه المهمة مجلس الاعتماد التابع لكل من الجمعية
الوطنية الأمريكية للمنتزهات والحدائق العامةNARPA)) والجمعية الأمريكية للترفيه واستغلال وقت
الفراغ (AALR)،ويعقد هذا المجلس
اجتماعين كل عام يقوم خلالها بأنشطة محددة،أهمها:
مراجعة
البرامج المعتمدة،وإعادة النظر في معايير الاعتماد وإجراءاته بهدف تحديثها أو
إدخال التحويرات اللازمة عليها،ومناقشة قضايا المجلس الإدارية والمالية.
ويتكون
هذا المجلس من عشرة أعضاء يتم تعيينهم من قبل المنظمتين الراعيتين،وهؤلاء الأعضاء
يتم اختيارهم من جمهور المستفيدين،وهم المربون ، والممارسون الميدانيين وممثلوا
المجتمع،كما يخضع المجلس أيضاً لإجراءات المراجعة والإشراف كل خمس سنوات من قبل
هيئة وطنية- وذلك من أجل- تقويم لجان الاعتماد ذاتها.
أما هيئة
اعتماد التعليم العالي (CHE)التابعة
لرابطة الكليات والمدارس بولايات الوسط الأمريكية فإنها تعرف الاعتماد بأنه تعبير
عن الثقة التي تمنحها الهيئة للمؤسسة التعليمية من حيث القيمة للعناصر الأساسية
المكونة للمؤسسة التعليمية وهي: الفلسفة أو لرسالة،والأهداف ونوعية
الأداء،والمصادر المادية والبشرية.
كيف يمنح
الاعتماد للمؤسسة التعليمية الراغبة في الحصول عليه:
بناء على
الدراسة الذاتية التي تقوم بها المؤسسة التعليمية ذاتها، ونتائج التقويم الذي
يتوصل إليه فريق الاعتماد المكلف من قبل هيئة اعتماد التعليم العالي(CHE)فإن الاعتماد يمثل شهادة اعتراف
تصدرها هيئة الاعتماد مفادها أن المؤسسة التعليمية قد استوفت شروطها ومعايير
الاعتماد ولذلك تشهد الهيئة بأن هذه المؤسسة تتوفر لديها امكانات الاعتماد
اللازمة، فقد ثبت ؟أنها:
تستمد
فلسفتها وسياساتها العملية من أهداف علمية محددة قد أحكمت صياغتها بوضوح تام.
تعمل على
تحقيق الأهداف باستخدام منظومة من اللوائح الإجرائية المنطقية التي تساعد في
النهاية على بلوغ تلك الأهداف بدرجة كافية من الدقة والإنجاز.
تسير
بانتظام نحو تحقيق أهدافها التي تنص عليها سياستها التعليمية.
تمتلك من
وسائل التنظيم والقوى البشرية،والتمويل ما يضمن لها الاستمرار في تحقيق أهدافها
على المدى القريب والمدى البعيد.
وأخيرا،تفي
المؤسسة بمعايير الاعتماد المعتبرة من قبل هيئة اعتماد التعليم العالي التابعة
لرابطة الكليات والمدارس بولايات الوسط الأمريكية(CHE).
والسعي
للحصول على الاعتماد الأكاديمي يكون غالبا عملا تطوعيا مبنيا في الأساس على رغبة
المؤسسة التعليمية في الحصول عليه من قبل هيئة الاعتماد الرسمية،وحسب تعريف
كتاب:المرجع في الاعتماد- 1994م-1996م الذي أصدرته رابطة كليات ومدارس ولايات شمال
الوسط الأمريكية بشيكاغو، فإن الاعتماد يمنح للمؤسسات التعليمية بناء على
المبادرات التطوعية التي تبديها تلك المؤسسات من جانبها،والمعبرة عن الرغبة في
الحصول عليها من قبل هيئات الاعتماد المستقلة عن الحكومات ويوضح هذا المنشور أيضا
أن للاعتماد الأكاديمي التطوعي غرضين
أساسيين هما:ضمان الجودة النوعية،واستمرار تحسين المؤسسة التعليمية
وبرامجها بشكل منتظم،كما يوضح أن هناك نمطين من الاعتماد التطوعي:أولهما اعتماد المؤسسة ذاتها، وثانيها الاعتماد الخاص،فأما الاعتماد الأول فإنه
يركز على التقويم الشامل للمؤسسة ثم منحها الاعتماد المناسب الذي يتضمن اعترافا
بكيانها المؤسسي الكامل،وبموجب إجراءات هذا النمط من الاعتماد فإن التقويم لا يقتصر
فقط على فحص الأنشطة التربوية المألوفة التي تقوم بها المؤسسة،بل يشمل ذلك أيضا
تقويم خصائص مؤسسية مهمة:مثل السلطة القانونية والإدارية التي تحكم المؤسسة،ومدى
قوة ثبات مصادر التمويل،ونظام القبول والخدمات الطلابية،والمصادر المؤسسية
الأخرى،والتحصيل العلمي للطلاب،وفعالية المؤسسة وكفايتها،وأخيرا علاقة المؤسسة
بالمجتمع المستفيد من خدماتها التعليمية،أما الاعتماد الخاص فإنه متعلق بمنح
الاعتماد لبرامج معينة داخل تلك المؤسسة التعليمية أيضا وفي مثل هذه الحالة فإن
الاعتماد الخاص معني بتقويم وحدات أكاديمية خاصة،أو كليات ومدارس،أو برامج داخل
المؤسسة ذاتها،وهذا النمط من الاعتماد غالبا مرتبط بهيئات اعتماد فنية وطنية،مثل
هيئات اعتماد برامج التعليم الهندسي،أو الطبي،أو القانوني،أو هيئات اعتماد برامج
أخرى كالبرامج التجارية أو التربوية،أو علم النفس،أو العلوم الاجتماعية.
إن
الاعتماد الأكاديمي للمؤسسات أو البرامج التعليمية يتطلب صيغا معاصرة لتكون بمثابة
وسائط لمراقبة الأنشطة العلمية وتوجيهها الوجهة المناسبة،ونظرا لأن مفهوم الاعتماد
الأكاديمي يتناول عددا من الأبعاد في الوقت نفسه كالبعد السياسي،والبعد
الاقتصادي،والبعد الثقافي،والبعد الاجتماعي،هذا إلى جانب البعد الأكاديمي نفسه وهو
أكثر أهمية،فإن من الأهمية بمكان التأكيد على حقيقة أن هذه الأبعاد متداخلة ويصعب
الفصل بينها أحياناً،كما أن درجة تأثير هذه الأبعاد تتمايز بحسب الظروف المحيطة.