معايير التذوق الفن
1- تكوين المعيار الجمالي عند الفرد
تلك الأهمية تحتل المكانة الأولى في التربية الجمالية عند الفرد وهي من أهم أهداف التذوق الفني فهي تتيح للفرد قدرا من الخبرة الجمالية الضرورية لإصدار حكم جمالي وبذا يكون قادراٌ على التعرف والتمييز بين مواطن الجمالي والقبح وهذا بدوره ينعكس على نشاط الإنسان في شتى مناحي الحياة السلوكية والعملية 0
2- تكوين الحس الجماعي
يتميز الفن بأنه ظاهرة اجتماعية يشترك الناس في الاستجابة له بحيث يظل العمل الفني فرديا كما لو كان حلما فالمعايير التي نقدر بها العمل الفني وتذوقه هي معايير اجتماعية مشتركة فعملية التواصل من خلال التذوق الفني تعمل على تنمية روح التألف بين الفنان والجمهور وبين الجمهور بعضهم البعض وتحدث الاستجابة نمو الإحساس بالمشاركة وانتماء الفرد نحو الجماعة وتنمية روح الانتماء نحو الوطن 0
3- تنمية روح الإبداع لدى الفرد
منذ قديم الأزل والحاجات الجمالية والروحية والإبداعية تميز الإنسان عن الحيوان الذي يشاركه الحاجات الفسيولوجية هذه الحاجات الجمالية تدخل في تشكيل الشخصية الإنسانية بصورة تعد أساسية وعملية كبت الدوافع أو الحاجات الجمالية والإبداعية تهدد الصحة ونوعية الحياة 0 والتذوق الفني يلعب دورا هاما في الارتقاء بخبرة الفرد نحو التأمل والتحليل وتبعث فيه استجابات عديدة منها التطلع إلى المعرفة وحب الاستطلاع والاستكشاف والتجريب 0 كل هذه العوامل من شأنها الوصول بالفرد إلى درجة ما من البحث الدائم عن الإبداع الذي هو سمة ومطلب حضاري لا غنى عنه للسير في ركب التقدم والحضارة 0
4- المساهمة في تحقيق التكيف الذاتي
فكما نعلم ان الشخصية الإنسانية لها جوانب ثلاثة الجانب الأول يتصل بالجسم والثاني يختص بالعقل وقدراته أما الثالث تعمل كوحدة واحدة مترابطة متداخلة والمحصلة النهائية هي الشخصية بكل سماتها ومقوماتها 0
والتذوق الفني يلعب دوراٌ في تحقيق التوازن بين الجوانب الثلاثة ويرتقي بالحس الجمالي عند الفرد عن طريق الاستمتاع بالجمال وتنمية القدرة على كشف واستقراء مواطن الإبداع ومن ثم يكون الفرد مواطنا إيجابيا محققا التكيف الذاتي لنفسه ومتكيفا مع مجتمعه 0
5- إدراك القيمة الجمالية في الأشياء والاستمتاع بها
التذوق الفني ليس مجرد عملية تقبل سلبي وإنما يفترض القيام بعمليات تفاعل إيجابية من جانب المتذوق وتتحقق في المقدرة على الاختيار والانتباه لعناصر الجمال ومعرفة خصائص العمل الفني والقيم الجمالية الكامنة فيه من تناسب وتناسق وإيقاع وتنوع وحركة واتزان وبساطة وتعقيد كل ذلك من خلال وحدة فنية متكاملة 0
ورؤية العمل الفني وتذوقه على الخبرة السابقة وعلى مدى المعرفة والفهم للمعايير والمقاييس الجمالية والقيم الأساسية التي تواجه نشاط الإنسان هي : الحق والخبرة والجمال وقد يرى البعض ان الجمال يتمثل فيما يثير اللذة وقد يراه البعض فيما يرضى العقل وما يهمنا هو الإشارة إليه ان التذوق الفني قادرا على إدراك القيمة الجمالية في بيئته والتعامل معها بما يحقق الاستمتاع الجمالي لعناصر الحياة 0
ولقد أكد الإسلام على تلك الأهمية حين أشار إلى أهمية النظر والتأمل في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء لأدراك بديع خلق الله في الجزء الدقيق وفي الكل الشامل وما تتصف به مخلوقاته عز وجل من جمال وكمال هما جوهر العمل الفني ومصدر التأمل وإثراء الفكرة مما يهيئ الذهن لتقبل المعارف والمعلومات والاستفادة منها عمليا 0 وزيادة الخبرة البصرية فالرؤية تهتم بتنشيط الملاحظة حيث النظر والتأمل والتفكير في قانون تشكيل نظام البناء والتركيب الطبيعي وقد حث الله عباده إلى النظر في قانون الخلق ونظامه للتأمل وتوليد المعرفة وأيضا للاستمتاع ببديع صنعه يقول الله سبحانه وتعالى : " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " ( الغاشية الآية 17) " وأنظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما " ( البقرة الآية 259) و " أنظروا إلى ثمرة إذا أثمر وينعه " ( الأنعام الآية 99) ، " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " ( العنكبوت الآية 20) 0
" أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض ( الأعراف ألآية 185) 0 " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج تبصره وذكرى لكل عبد منيب ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ، والنخل باسقات لها طلع نضيد ، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج " ( ق الآية 7-11) " واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا ببينهما زرعا كلتا الجنتين أتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر" ( الكهف الآية 23-34)