مفهوم التذوق
مفهوم التذوق
التذوق عند دافيد بيرت هو تربية المشاعر من خلال الفنون ويتفق ذلك مع ان التربية الفنية لها دور كبير في تنمية التذوق الفني
والتذوق عند لطفي زكي هو اثراء في تعليم الفن واتساع مدي العرفة والخبرة في الفن وتعزيز دلالة رؤية الجمال الطبيعي وتقدير قوة التقدير الفني له
والتذوق عندجون هوسبر هو الحسن الرقيق للجماليات وهو تمتع جمالي بشئ ما
ويمكن تفسير التذوق الفني على انه استجابة انفعالية لموقف خارجي يتأثر فيه الرأي بالعلاقات الجمالية وبالقيم والمعاني التي يتضمنها العمل الفني ، وهذا التأثر معناه ان ينفعل بهذه القيم ويندمج فيها وتصبح جزءا من كيانه 0
ويمكن أيضا تعريف التذوق الفني على أنه " حالة وجدانية تقوم على عملية الإدراك للظواهر الموجودة في الواقع وأعمال الفن " وهناك عوامل كثيرة تلعب في تشكيله منها البيئة والثقافة وعادات الناس وكل ما حولهم من مجالات يتفاعلون معها ويتأثرون بها 0
وهناك تعريف آخر للتذوق الجمالي على أنه القدرة على تمييز الشكل الجميل من الشيء العادي أو القدرة على استنباط كل ما هو جميل في الطبيعة والفن ، أو نمو حساسية الفرد بحيث يستجيب لأنواع مختلفة من العلاقات 0 والعمل يعتبر فنيا عندما يتضمن قيما وعلاقات جمالية ويمنح الرائي بقدر ما ينال منه ، ويتأثر به الرائي بقدر ما يحمله من شحنة انفعالية تمكنه من رؤية هذا العمل والمتعة به ، ولكن الفكرة العامة عن الانفعال قد تجعل هذا التحديد مضللا إذ ان الشخص الانفعالي يكون مدفوعا بانفعالاته كالبراكين الثائرة لطفل شاذ 0 على حين أن انفعالات الشخص المتزن تحمل في أرقى حالاتها قيما تنم عن خبرات معقدة تتميز بالحركة واستمرار التغير 0
ظهر مصطلح الذوق أو التذوق في دلالاته الفنية في انجلترا منذ عام 1760م ، كما أشار الناقد الكندي ( نورثورب فراي ) ، وفي عام 1712ذكر ( أديسون) أن معظم اللغات تستخدم هذه الاستعارة الخاصة بالتذوق في مجال الأطعمة والمشروبات إلى السلوك الخاص بالمجال الفني من أجل التعبير عن ملكة العقل التي تقوم بتمييز كل الأخطاء البادية ، ومظاهر الاكتمال المرهفة في عمليات الكتابة ، وعرف ( أديسون) هذه الملكة بأنها الروح التي تنبع إلى مظاعهر عدم الاكتمال إليه ، وتستجيب لها من خلال الكراهية أو عدم التفضيل 0 وليس معنى ذلك أن ظاهرة التذوق الفني هي ظاهرة معاصرة بل هي ظاهرة شغلت أجيالا من المفكرين والفلاسفة وحتى الآن 0 وظهرت نظريات وطرحت قضايا عبير هذه الأزمنة حول ماهية التذوق الفني ، والمتأمل لنتائج جهود العلماء في هذا المجال يجد ان العلماء تناولوا هذه الظاهرة على أنها ظاهرة معقدة وليست بسيطة ، فعلى سبيل المثال نجد ( ايزنك) كان مهتما بتحديد عامل للتذوق ، وتحديد عمليات أسهام هذه العامل في الخبرة الجمالية ، وكذلك كيفية تهذيب عمليات ارتقائه ، وعبر هذا التاريخ اكتشف (ايزنك) من خلال التحليل العلمي وجود عامل ثان يتعلق بتفضيل الأشكال البسيطة في مقابل الأشكال المركبة ، ومن خلال دراسات ( بيرت) ( سيشور) يتضح ان التذوق الفني أحد عوامل أربعة للقدرة الفنية وأطلقا عليه ( عامل إدراك الصيغ) وذكرا أنه يوجد عند الذين يتذوقون التصوير ، وعندما تناول ( بيرت ) و(سيشور) مكونات القدرة الفنية ذكران ان التذوق الفني هو أحد مكونات هامة لهذه القدرة وذكرا انه قدرة تساعد الفنان إلى حد كبير على ان يختار من بين التكوينات العديدة التي يمكن ان يقوم بها ، أما باقي المكونات فهي عامل الطلاقة ،وعامل الأصالة ، وعامل إعادة التحديد ، وعامل الوجدان 0
وقد أكد علماء آخرون ان التذوق الفني قدرة ، فقد ذكر ( يوسف مراد) ان التذوق الفني قدرة كامنة في كل شخص تماما كالقدرة على الإبداع ، كما ذكر كل من ( سيرل بيرت) (وفؤاد أبو حطب) أن التذوق الفني قدرة متمايزة 0 كما أكد العالمين أن الفروق الفردية في القدرة على التذوق الفني لها نفس خصائص الفروق الفردية في غيرها من القدرات العقلية 0 حيث ان قليل من الأفراد يظهرون التفوق أو التخلف فيها ، وأن الأغلبية الكبيرة تكون متوسطة الأداء في اختبارات التذوق الفني ، وذكر ( فؤاد أبو حطب ) أن العالم الأمريكي ( ماير وهو أكثر علماء النفس اهتماما بدراسة القدرة الفنية ، قام بتحليل القدرة الفنية عن طريق دراسة سلوك الفنانين وإنتاجهم دراسة موضوعية ، وقد انتهت هذه الدراسات إلى تحديد ستة عوامل تدخل في القدرة الفنية ، وكان التذوق الجمالي هو أحد هذه العوامل أما بقية العوامل فهي عامل الذكاء الجمالي ، وهو مجموعة من العوامل المكانية والإدراكية ، أو هو القدرة على إدراك المساحات كما تقيسها اختبارات ( نبرستون) وعامل الخيال ابتكاري وهو القدرة على تنظيم الانطباعات الحسية في إنتاج جمالي ، وعامل السهولة الإدراكية ويقصد بها القدرة على ملاحظة واستدعاء الخبرات الحسية ، وعامل المهارة اليدوية ، وأخيراٌ عامل المثابرة ، وبالنسبة لعامل التذوق الجمالي فقد أشار ( فؤاد أبو حطب) على أن ( ماير) ذكر انه نمط مركب من السلوك يتطلب في جوهره إصدار أحكام على قيمة شيء أو فكرة موضوع من الناحية الجمالية ، ويمكن التمييز بين ثلاث عمليات في هذا السلوك هي الحساسية الجمالية ، والحكم الجمالي ، والتفضيل الجمالي ، وقد التزمت الدراسة الحالية بتحليل ( ماير) للتذوق الجمالي واعتمدت عليه في إنشاء مقياس التذوق الفني المستخدم فيها