مفهوم تقنيات التعليم:
مفهوم تقنيات التعليم:
كانت بدايات
التعامل مع كلمة تقنيات التعليم واهتمام التربويين بتلك الكلمة مع الاهتمام بتحسين
عملية التعليم في الصف الدراسي بقصد تجويد شرح المعلم لتلاميذه التي كان فيها
المعلم نشطا فعالا يقدم الموضوع ويشرحه ويفسره ويضرب الأمثلة ويسأل ويحاور المتعلم
وكان المتعلم سلبيا في اغلب الأحوال، هذه المرحلة كثر فيها استخدام الرسوم
التوضيحية والنماذج والخرائط لتوضيح ما عجزت عنه كلمات المعلم ثم تطور الفكر والعلم
فدخلت الأفلام السينمائية والفانوس السحري في الأجهزة الضوئية بمختلف أشكالها
وأجهزة التسجيل الصوتي إلى آخره من الأجهزة إلى الموقف التعليمي وقد كان لهذه
الأجهزة سحر خاص في عمليات التعليم والتعلم ومن هنا التصق استخدام الأجهزة
والماكينات في الموقف التعليمي بتكنولوجيا التعليم حتى بات يعتقد أن تكنولوجيا
التعليم هي الأجهزة التعليمية وقد ظهر تربويون مفكرون عملوا على وضع أسس هذا العلم
الحديث فقد أسهمت روح الطريقة العلمية التي دعا إليها جون ديوي وأسلوب حل المشكلات
ومراحلها التي أسسها روجر بيكون على تطور هذا العلم بالإضافة إلى إسهامات تيارات
بحوث الوسائل التعليمية وعلم النفس التربوي والنظرية التربوية والإدارة بالأهداف
والقياس التربوي وتحليل المهارات وتطوير المناهج والتعليم المبرمج وأخيرا تم
إدخال طرق وتقنيات تحليل منظومات على أساس
من النظام والنظرة التكاملية للنظام ومن مدخل النظام يرى تشارلز هوبمان أن تكنولوجيا التعليم لا
تعني استخدام الأدوات والأجهزة بل هي طريقة في التفكير والتعامل مع الأشياء
والأدوات وأساليب العمل والإدارة في إطار
نظام محدد وعلى هذا فيمكن القول أن تكنولوجيا التعليم طريقة للتفكير في التعليم
والتعلم تفكيرا واعيا منظما وان خلا الموقف من الأجهزة والأدوات فليس المهم هو
استخدام الآلة ولكن الأهم هو الأخذ بالأسلوب المنهجي أو أسلوب النظام لتحقيق أهداف
محددة سلفا تحديدا دقيقا بكفاءة عالية. ( المدخل إلى تقنيات التعليم ، د.هناء محمد
ود.عائشة العمري ، دار الزمان )
إن تقنية
التعليم عملية فكرية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجي لنظريات التعلم والتعليم
والاتصال ونتائج البحوث المرتبطة لتطوير العملية التعليمية في حين أن الحواسيب
وأجهزة العرض تمثل جزءاً يسيرا ً مما يعرف بتقنية التعليم أو هي ما يعرف بالجزء
الملموس والمشاهد من تقنية التعليم وما ذاك إلا رأس جبل جليدي ضخم أما باقي جسم
ذلك الجبل الضخم فهو الجانب غير الملموس من تقنية التعليم وهي العمليات والنظم
والمهام المعقدة التي ينبغي تخطيطها، وإدارتها، وتقويمها،
للحصول على المنتجات المرغوبة، ومن هنا تأتي أهمية تعريف التقنية بأنها "التطبيق المنظم
للمعرفة العلمية"، ليؤكد على أن الآلة تعتمد على الأسلوب (النظام أو
العملية أو الطريقة) وهي تعتبر جزءا بسيطا من هذا الميدان الواسع ، وهذه بعض
تعريفات تقنيات التعليم ، التعريف الصادر عام 1994م عن جمعية الاتصالات التربوية
والتكنولوجيا الأمريكية( AECT ) :
" تكنولوجيا
التعليم هي النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر
وتطويرها واستخدامها وإداراتها وتقويمها من أجل
التعلم ". سيلز وريتشي ، 1994م
( تكنولوجيا التعليم ، التعريف ومكونات المجال ،
ترجمة د.بدر الصالح ، 1998)
ويرى على عبد
المنعم (1998) أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن: "طريقة منهجية تقوم على تطبيق
المعرفة القائمة على أسس علمية في مجالات المعرفة المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج
وتنفيذ وتقويم وضبط كامل للعملية التعليمية في ضوء أهداف محددة "
(مدخل إلى منظومة تكنولوجيا التعليم ، د.محمد
المشيقح )