منظومة الجودة الشا
/
منظومة الجودة الشاملة في المؤسسات
التعليمية :
اهتم عدد من الباحثين والمهتمين بمجال الجودة
الشاملة ببناء نموذج لمنظومة الجودة الشاملة تتركز على ما يأتي: (5) .
1-
المدخلات :
- خصائص
الطلاب ويرتبط بها نظام القبول بالتعليم الجامعي والعالي .
- خصائص
البيئة العامة المحيطة بالجامعة أو المعهد .
- خصائص البيئة الخاصة بالجامعة أو المعهد
وتشمل:
● أعضاء
هيئة التدريس ومعاونيهم .
●
الإدارة الجامعية والجهاز الإداري.
● نظام
الدراسة والخطط الدراسية.
● المناخ
العام والروح المعنوية.
● المبنى
والمعامل والتجهيزات والموارد.
2-
العمليات التحويلية:
وهي لابد
أن تتناسب مع عملية المدخلات, ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تتم العملية
التحويلية لأحد الأنظمة التعليمية إلا إذا توافرت عناصر المدخلات المختلفة وتشمل
العمليات التحويلية:
-
عمليات التعليم والتعلم وتتضمن:
●
البرامج والمناهج والمقررات.
● طرق
التدريس وأساليب التعلم.
● عمليات
تقويم الطلاب.
● أدوات
ووسائل نقل المعرفة وتتضمن:
● الكتب
ومواد التعليم وتكنولوجيا التعليم.
●
الأجهزة وتجهيزات المعامل والورش.
●
المكتبة ومراكز تكنولوجيا المعلومات.
3-
المخرجات:
وهي الخدمات والمنتجات التي تذهب إلى المستفيد
وتحقق رضاه وتشمل :
-
النواتج التعليمية المقيسة في الخريجين (باستخدام الامتحانات وأدوات التقويم).
-
النواتج التعليمية غير المقيسة في الخريجين (معرفية, اجتماعية, أخلاقية, شخصية).
- نواتج
عامة أو مهارات الحياة (اقتصادية , ثقافية , مهنية) .
4-
الضبط والتغذية الراجعة :
وتشمل
الأجزاء الخاصة بتقييم أداء النظام وأساليب تصحيح المسار لتحقيق الهدف ويتضمن:
- تقويم
جودة العناصر السابقة 0المدخلات – العمليات – المخرجات).
- مراقبة
النظام وضبطه لضمان صلاحيته لأداء وظائفه وتحسينها.
ـ
التقويم ألبعدي ( تتبع الخريجين).
وهذا
التقويم الذي يرتكز أساسا على المدخلات والوسائل المادية هو: ( 6 ).
النهج
الأكثر شيوعا في عملية تقويم البرامج الجامعية الذي يستند على تقويم المدخلات
والمصادر في جامعة ما , وقد يرجع ذلك إلى سهولة التعبير عن عناصر هذه المدخلات
بصورة كمية .
وبتحليل محتويات المنظومة المذكورة أعلاه
يتضح أن الطالب يعتبر من أهم مكونات المنظومة ويقصد بخصائص الطالب هنا مدى تأهيله
علمياً وصحياً (جسمياً , وعقلياً , ونفسياً) لتلقي البرنامج التعليمي الجامعي
والانسجام معه , وتكامل معطياته مع ما تم تلقيه في المرحلة الثانوية أي مدى اكتمال
متطلبات تأهيله في مراحل ما قبل التعليم الجامعي.
كما
تؤكد المدخلات على: (7).
جودة عضو هيئة التدريس وتأهيله العلمي والسلوكي
, ومدى تزوده بالخبرات العملية التي تتكامل مع مصادره الأكاديمية وتأهيله النظري
بما يشكل هيكلاً متكاملاً
ومنسجما
في إثراء العملية التعليمية . كذلك تؤكد المدخلات على جودة العملية الإدارية أهمية توجهها لسوق العمل . كما يتناول هذا
البعد جودة التشريعات واللوائح الجامعية ويقصد بذلك تواكب هذه التشريعات مع
المتغيرات التي تتوالى اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعياً في البيئة المحيطة .
ولا شك أن مكان التعليم (البيئة الداخلية) يحتل عاملاً هاماً ومؤثراً في استثمار
العناصر السابقة لتحقيق الهدف المطلوب فهي تشمل:
أ-
البيئة المادية وما تعنيه من مكان مجهز ومناسب للنظام التعليمي.
ب-
والبيئة المعنوية وما تعنيه من كيفية التعامل مع الطلاب في ظل المبادئ والأسس
التربوية والنفسية السليمة .
كما تستخدم مدخلات المنظومة في التعامل مع
مكونات العملية التحويلية والتي تتمثل في: (8).
محتوى
البرامج التعليمية من حيث حداثتها ومدى مناسبتها لاحتياج الطلاب والعملاء والأساليب المستخدمة في توصيل المعلومات
والمهارات للطلاب , وكفاءة هذه الأساليب في جذب وتنشيط التفاعل بين المعلم والطلاب
, والآلات والأجهزة المستخدمة والمتمثلة
فيما توفره تكنولوجيا التعليم من أجهزة ومعينات متطورة تسهم بقدر كبير في
عملية تسهيل وصول المعلومة واكتساب المهارات المطلوبة . وكذلك فإن جودة الكتاب
الجامعي تعتبر من أهم العناصر التي تؤثر في العمليات التعليمية فهناك عدة مقومات
لجودة هذا الكتاب , أهمها : تكامل عناصره, جدة المحتويات مع التحديث المستمر بما
يواكب الجديد في العمل وفي المتغيرات البيئية , ومع الأهمية المعقودة على جودة
الكتاب الجامعي فمن الأهمية بمكان حث الطلاب والطالبات على ارتياد المكتبات وإمداد
المكتبة الحديثة المجهزة بأحدث أساليب التعليم , ودون شك فإن جودة عناصر المكونات
السابقة سوف تؤدي بالضرورة في النهاية إلى تخريج طالب (منتج) ذي جودة عالية في
تفكيره وتحليله ونقده , ومهارته في حل المشكلات غير أنه يمكن القول أن هناك حدا
أدنى من المتطلبات التي يجب توافرها في الخريجين حتى تتحقق الجودة , وهي على سبيل
العموم
متطلبات
لغوية : وتتعلق
بضرورة احتواء البرنامج على لغة علمية إضافة إلى اللغة القومية للدارسين في هذا
البرنامج.
متطلبات
فنية : وتختص
بالجوانب الفنية اللازمة لأداء مهام الوظائف التي يتوقع أن يلتحق بها الخريجون .
متطلبات
سلوكية :
وترتبط بتزويد الخريجين بالمهارات اللازمة للتعامل مع الزملاء والرؤساء والمرؤوسين
والمستفيدين.
متطلبات
إبداعية: وتختص
بتنمية مهارات الابتكار والقدرة على الاستنتاج واكتشاف العلاقات والقدرة على
التجديد والتطوير في أساليب وطرق العمل.
أما
الضبط والتصحيح فيمثل النتيجة النهائية لتفاعل النظام ويتطلب ذلك بالطبع معايير
التقييم وهي العناصر الرئيسية الآتية:
أ-
الطالب.
ب-
البرنامج التعليمي شاملاً طرق التعليم ووسائله .
ج- عضو
هيئة التدريس.
د-
التمويل الجامعي.
ﻫ-
الإدارة الجامعية.
و-
الخريجون أثناء الخدمة.
ثالثا/الجامعة
كمنظمة تعلم( مفهوم يقود للاعتماد الأكاديمي) :
نعيش عصراً تدفقت فيه المعرفة الإنسانية
وتنوعت الإنجازات الفكرية والعلمية والثقافية والاجتماعية،وتعاظمت الإبداعات
التكنولوجية والطموحات الاقتصادية،وفي كل ذلك توثقت العلاقة بين الانتصارات
العلمية والتكنولوجية وبين مدى توافر نظم المعلومات في مختلف أوجه النشاط
الإنساني،وأصبحت الحصيلة المعرفية لمجتمع ما هي القوة التي تصوغ حاضرة وتؤمن
مستقبله،ومن ثم أصبحت الأمة القوية هي الأكثر معرفة ودراية،والأغنى بمفكريها
ومبدعيها الذين يضيفون إلى المعرفة كل جديد نافع.
فلقد
حظيت عمليات إصلاح التعليم باهتمام كبير في معظم دول العالم إلى حد جعل المفكرين
يطلقون على هذا العصر،عصر الجودة الشاملة،باعتباره إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديد
الذي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية والمحلية ومحاولة التكيف معها،فأصبح المجتمع
العالمي ينظر إلى الجودة الشاملة والإصلاح التربوي باعتبارهما وجهين لعملة
واحدة،بحيث يمكن القول إن الجودة هي التحدي الحقيقي الذي يواجه الأمة في العقود
القادمة.
وتعد
الإدارة هي المفتاح الرئيس في عمليات تحسين الجودة، فالإدارة هي التي تحدد مدى
الاحتياج لتحسين الجودة،والمصادر المستخدمة،والطرق والأساليب التي تحتاجها لإنجاز
ذلك الهدف.
وفي ضوء ذلك , سيتم عرض أهم مرتكزات
مفهوم الجامعة كمنظمة تعلم , شأنها في ذلك المفاهيم الأخرى ـ الجودة الشاملة , إعادة هندسة الإدارة , التقويم
الأكاديمي , وغيرها ـ التي تصب في خانة الاعتماد الأكاديمي , الذي تقوم به
الجامعات المرموقة في العلم اليوم , و وفق ما يلي:
أ
ـ مفهوم منظمة التعلم: ( 9).
لقد أدت
الحاجة لدى الجامعات للبقاء في ظل تلك البيئة المتغيرة إلى ظهور مفهوم منظمات
التعلم، ويعرف بيدلر وآخرون Pedler et al منظمة التعلم على أنها ذلك التنظيم الذي تعلم جميع الأعضاء
العاملين فيه والقادر على تغيير وتطوير نفسه.
ومنظمة
التعلم هي ذلك التنظيم الذي:
0يسوده
ثقافة التعلم بحيث تتضمن العملاء والموردين ومشاركين آخرين.
0يعتبر
إستراتيجية تنمية الموارد البشرية أساسية للسياسة الإدارية.
0يتبنى
عملية مستمرة للتحويل التنظيمي.
وخلاصة
القول فإن منظمة التعلم هي ذلك التنظيم الذي يعتبر إستراتيجية التعلم أكثر أهمية
من الموارد البشرية أو إستراتيجية تنمية العاملين،ولذا فهي عنصرا رئيساً في كل
العمليات.
وعلى الجانب الآخر فقد تم تعريف الجامعات
بصورة تقليدية عن طريق تنوعها ودورها وعلاقتها بالمعرفة والتعلم عبر مجموعة من
النظم المختلفة وقد شهد ذلك الانتقال إلى عصر يتطلب معرفة جديدة حيث أصبح من الصعب
على الجامعة أن تصبح رائدة في جميع مجالات المعرفة بنفس القيم والمعايير والأفكار
التقليدية القديمة، وعلى الرغم من أن إدارة المعرفة في منظمات التعلم قادرة على
إتاحة الفرصة للابتكار وإيجاد معرفة بيانية إلا أن ما يثار هنا هو كيف يمكن إيجاد
منظمات تعلم في داخل الجامعة؟
في الواقع يوجد اتفاق عام على أنه لا يوجد
نموذج فريد لمنظمات التعلم فلا يمكن تعريفها في ضوء نماذج معيارية للممارسة الجيدة
فمنظمة التعلم تعمل على خلق القيم والممارسات والإجراءات التي يعتبر فيها كلا من
التعلم والعمل مترادفات في داخل التنظيم.
ب ـ
ملامح منظمة التعلم في الجامعة: (10).
وتتلخص
ملامح منظمات التعلم في الجامعة على النحو التالي:
هي
منظمات موجهة بالإدارة،وتعتمد في بنيتها على المؤسسة ومرتبطة بموقع العمل وبيئة
التنظيم العامة.
تهدف إلى
دعم التنمية المستمرة للطلاب وقدراتهم الأساسية(وخصوصاً طلاب الدراسات العليا) عن
طريق مشاركتهم في المشروعات البحثية الكبرى.
تعتمد
على التعلم المتمركز حول المشكلات،والقائم على البرامج كأجزاء من التعلم مدى
الحياة والتعلم الإجرائي وتلك تعتبر سمات خاصة بمتطلبات التعليم.
إطار
البرامج البحثية،والمشروعات الاستشارية لكي يتم تبادل المعرفة والخبرات والأفكار
الابتكارية وتحويلها إلى الطلاب والأفراد العاملين.
تركز على
جميع المعلومات وتخزينها،ومشاركتها واسترجاعها واستخدامها وخير أمثلة على الأنشطة
التي يتم استخدامها في منظمات التعلم هي البحث ومشاركة الطلاب في المؤتمرات
العالمية،والنشر،وتنمية المعرفة المتاحة ومستودعاتها كالمكتبات وقواعد المعرفة(متضمنة
العروض التقدمية وبروتوكولات المشاريع،والتقارير البحثية،والدروس المستفادة،
والممارسات الجيدة)وشبكات
المعرفة،والنظم
الجيدة لحل المشكلات المحددة ونشر المعرفة واسترجاعها،ونظم الإعلام
المتعددة،والبريد الإلكتروني والعمل الجماعي،والمناقشات الموجهة،والعصف
الذهني،واجتماعات جماعات العمل.
تشجيع
إجراء البحوث سواء كانت بحوث الماجستير أو الدكتوراه والتي تعد ذات توجه
إداري،وتتضمن مشروعات العمل الضرورية وذلك لتضيق الفجوة بين حاجات وتوقعات كلا من
العالم الأكاديمي والإداري.
ومعنى
ذلك أن منظمة التعلم ترى العمليات الفعالة كعمل إداري حيث يتم النظر إلى العمل على
أنه جزء من المناهج المتقدمة وليس كوظيفة إجرائية.
ج0ركائز
منظمة التعلم في الجامعة: (11).
يرى سينج Senge أنه لكي يتم تحقيق دائرة
مستمرة من التعلم والتغير فلا بد أن تعتمد منظمة التعلم على خمس أسس وهي:
الاتفاق/التفوق
الشخصي:وهي ما يرتبط بنظام وضع رؤية شخصية واضحة،تستفيد من طاقات وجهود الأفراد
العاملين،وتساعد على رؤية الحقيقة بموضوعية.
النماذج
الفكرية:وتتضمن نظم العمل من خلال نماذج فكرية تسمح للأفراد بإيضاح الافتراضات
والعموميات التي تؤثر على فهمهم للعالم وتحدد طريقة تصرفهم في المواقف المختلفة.
وضع رؤية
مشتركة:وتتضمن توضيح الصور المشتركة والروي الخاصة باستكشاف المستقبل الذي تدعم
التزام الأفراد بقواعد العمل داخل التنظيم وتشجعهم على تحسين إدارتهم وتنمية
مهارتهم وقدراتهم.
التعلم
التعاوني:ويعتمد على قدرة أعضاء الفريق على التوقف عن إبداء وطرح الافتراضات
والدخول في مرحلة جديدة من التفكير معاً،ويتضمن أيضاً تعلم كيفية إدراك نماذج
التفاعل في الفرق مثل الدفاعية التي قد تكون حائلاً لعملية التعلم.
التفكير
النظمي:والنظام الخامس يتكامل مع الأربع السابقة في كيان موحد كل من النظرية
والممارسة.
ويتضح من
النظم الخمس أن الهدف الرئيس فيها هو توضيح كيف ينبغي تصميم التنظيم وإدارته بحيث
يدعم عملية التعلم الفعالة.
د0خصائص
منظمة التعلم: ( 12).
لقد اتفقت معظم الدراسات التي تناولت
مفهوم منظمة التعلم على الخصائص الآتية:
الهيكل: تتميز منظمة التعلم بهيكلها
المسطح وتدرجه المرن الذي يساعد في إتاحة الفرص للعاملين للمشاركة في عملية صنع
القرار، ووضع الأهداف داخل التنظيم ويتم تمكين الأفراد بقدر من السلطة،وفضلاً عن
ذلك،فإن مثل هذه الهياكل تدعم بناء فرق العمل، والعلاقات الإنسانية القوية،وإقامة
الشبكات عبر الروابط التنظيمية سواء
كانت
داخلية أم خارجية(مثل فرق المشروعات) وتشجع هذه الملامح التفكير النظمي، والمعرفة
المشتركة،والانفتاح المعرفي الضروري للتعلم التنظيمي.
نظم
المعلومات:تتطلب منظمة التعلم معلومات أكثر جدوى من التي تم استخدامها في المنظمات
التقليدية حيث تعتبر المعلومات التي يتم استخدامها بطريقة عامة بغرض عملية
الرقابة،كما يتطلب التغيير التحويلي نظم المعلومات الجيدة التي تسهل الاكتساب
السريع للمعلومات،ومعالجتها،والاشتراك فيها،وكذلك المعلومات المعقدة التي تدعم
الإدارة الفعالة للمعرفة.
ممارسة
الموارد البشرية: يتم انظر إلى الأفراد العاملين على أنهم المبدعين،والمستخدمين للتعلم التنظيمي،ومن
ثم تركز إدارة الموارد البشرية على مدى الاستعداد والمساندة للتعلم
الفردي،وتهتم
نظم التقييم والإثابة بقياس الأداء على المدى الطويل والبحث على اكتساب وتنمية
مهارات ومعرفة جديدة.
الثقافة
التنظيمية: تتمتع
منظمات التعلم بثقافات قوية تشجع الانفتاح والابتكار والإبداع والتجريب بين أعضاء
التنظيم،كما تشجع الأفراد على اكتساب المعلومات ومشاركتهم فيها،وإعطاء الحرية لهم
لإجراء محاولات جديدة والتعلم من الأخطاء.
القيادة: تعتمد منظمة التعلم بدرجة كبيرة
على القيادة الفعالة،حيث يسعى القائد إلى وضع نماذج الابتكار وتقبل
المخاطرة،وتعزيز التأمل والتفكير اللازمين للتعلم،وتوصيل رؤية التنظيم ودعم
سلوكيات الإدارة لتوجيه الأفراد العاملين نحوها.