مهام التعليم الالكتروني
يعــد التعليم الالكتروني أحـــــد الأوجه الأخيرة الفعالة لأنماط التعليم عن بعد (24) هذا الأخير بدوره توسعت مهامه وتجددت أدواره لكونه يمارس المهام التالية:
1. إنه وسيلة ميسرة لنشر التعليم والتغلب على الصعوبات التي تواجه توافر الأماكن الدراسية،حيث يمكن أن تستوعب برامج التعليم عن بعد أعدادا ضخمة من المتعلمين في وقت واحد، دون أن يكون هناك أدنى تمييز ضد هؤلاء الذين يعيشون في المناطق النائية أو البعيدة،وهو بذلك يوفر فرصة جيدة لتدريب أعداد كبيرة من العاملين المنتشرين في أماكن متباعدة، وفي أقصر وقت دون أن يغادروا أعمالهم، وبما يساعد على توحيد المعايير والمستويات المهنية في مختلف المواقع والفروع.
2. يحقق التعليم عن بعد درجة عالية من التوازن والمواءمة بين مطالب المجتمع المتغيرة والحاجات التعليمية المتنوعة، ولهذا يعتبر من أنسب البدائل للتعليم المستمر وتعليم الكبار، والذي يقدم لمن يسعى إلى تنمية المعارف في مجال تخصصه، أو دراسة تخصص جديد، وهنا نسجل بروز تخصصات تعليمية حديثة يتطلبها سوق الشغل، مثل " المصرفة الالكترونية" و "دبلوم صيانة الشبكات"...
3. يستجيب لمبادئ التعليم النفسية و البيداغوجية مثل ديمقراطية التعليم، والمرونة في بيئة التعلم،
4. توفير قدر من المرونة والاستقلال للدارس فيما يختص بانتظام و مواعيد ومكان الأنشطة التعليمية، أو من خلال تخفيف أو إلغاء مواصفات الالتحاق التي تشترطها المؤسسات الأكاديمية التقليدية.
5. يخفض هذا النمط من التعليم التكلفة التعليمية للفرد بالمقارنة مع النمط التقليدي، وتؤكد ذلك بعض الدراسات الاقتصادية للتعليم عن بعد، مثل دراسة ليسيك واير Lesic Waher أستاذ الاقتصاد بالجامعة المفتوحة في بريطانيا الذي أجرى دراستين عن اقتصاديات التعليم في الجامعة المفتوحة مقارنة بالتعليم في الجامعات التقليدية في بريطانيا، وذلك في عامي 1972 و 1977 وخلص إلى أن معدل التكلفة السنوية للدارس في الجامعة المفتوحة لا يتعدى ربع تكلفة زميله في الجامعات التقليدية، ويصل إلى الثلث إذا ما أخذ في الاعتبار النشاط البحثي الذي تقوم به الجامعات التقليدية، وتصل إلى النصف إذا ما أخذ في الاعتبار معدل التسرب في الجامعات المفتوحة، كما أن التكلفة الشاملة للدارس في الجامعة المفتوحة قد تصل إلى سدس التكلفة الشاملة للطالب في الجامعات التقليدية (25).
6. يعد أسلوب التعلم الالكتروني من وسائل التعلم مدى الحياة Life long learning إذ يتيح الفرصة للأساتذة من خارج المؤسسات التعليمية دون حواجز الزمن من المساهمة في التدريس وذلك بتسجيل محاضراتهم على أشرطة أو أقراص مضغوطة (CD) أو على مواقع أفراد الهيئات التدريسية على شبكة الانترنت حيث موقع الجامعة أو الكلية أو المعهد.
7. تظهر الدراسات المجراة في العقد الأخير أن التكوين والتعليم الالكتروني ساهم في تحسين منحنيات التعلم ووضع مستوى ترسيخ المعلومات بنسبة تفوق الـ 50% (26) كما أنه ساهم في تعزيز وتجسيد المقاربة الحديثة المرتكزة على الجماعة، بدل تلك الأنماط التقليدية التي كانت متمركزة على المعلم والمتعلم، فهذا النمط الحديث يتلاءم مع متطلبات الواقع المعيش حاليا حيث يتطلب الإقدام من طرف المتعلم لجمع المعلومات والتفاعل مع الآخرين لبناء المهارات و المعارف (27).
8. يمنح التعليم الالكتروني فرصة للمتعلمين لإيجاد فضاءات حديثة الكترونية لتبادل الآراء والمعارف بفضل الملتقيات والدردشات الالكترونية، كما يسمح بإمكانية الجمع بين الدراسة و ممارسة النشاطات المهنية المختلفة، و تفيد الأساتذة المكونين في تسهيل و تطوير المحتوى البيداغوجي للمقررات الأكاديمية بما يتوافق مع مقتضيات البيئة التعليمية الدولية