موطن صناعة السجاد:
موطن صناعة السجاد:
تعددت الآراء وتشعبت عن تاريخ نشأة السجاد الوبري المعقود فقد قال المؤرخون بوجوده ونشأته في آسيا، ومن المحتمل أن تكون قبائل وسط آسيا من صنعه اعتماداً على توفير مادة الصوف الضرورية لهذه الصناعة، هذا بالإضافة إلى طبيعة البيئة القارصة البرد شتاء التي تحتاج إلى مثل هذه المنسوجات الوبرية السميكة.
وقد كشفت الحفائر الأثرية Excavations في سنة 1949م في مدينة بازيرك Pazyryk بجبال الطاي في روسيا عن قبر ظل مدفوناً تحت الثلوج نحواً من ألفي عام عن سجادة صغيرة مربعة الشكل محفوظة حالياً بمتحف الهرميتاج بلينينجراد بها زخارف مختلفة من فرسان وحيوانات وزهور ورسمت في أشرطة متوازية وهي تنسب إلى القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد.
وفي العصر الإسلامي أظهرت الحفائر الأثرية بالفسطاط أولى العواصم الإسلامية في مصر إحدى عشرة قطعة صغيرة من السجاد الوبري بعضها يزدان بزخارف هندسية وبعضها يجمع بين الزخرفة الهنسدية والكتابات العربية تحتفظ بها متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، ومعظم هذه القطع تسير في صناعاتها على النهج القديم الذي كان معروفاً في مصر منذ عصرها الفرعوني والعصور التي تليه قبل العصر الإسلامي. بالإضافة ما يحتفظ به متحف المنسوجات بواشنطون بقطعتين نشرها المرحوم الدكتور كونيل Kuhnel وأرجعهما إلى العصر العباسي، وقطعتين شبيهتين بالسويد نشرها الاستاذ لام Lamm.
وتنقسم مجموعة السجاجيد الإسلامية المبكرة التي يحتفظ بها متحف الفن الإسلامي بالقاهرة إلى مجموعتين:
الأولى: تشتمل على سجادتين من العصر الأموي.
الثانية: تشتمل على تسع سجادات من العصر العباسي. تنقسم من حيث زخارفها إلى:
سبع سجاجيد ذات زخارف وكتابات.
سجاديتن بزخارف فقط.
وتنحصر الزخارف في سجاجيد العصريون الأموي والعباسي في الطيور وأشكال المعينات الهندسية والحبيبات وهي زخارف ذات تأثيرات هلينستية وساسانية.
وتعتبر هذه السجاجيد هامة جداً لأن قطعة منها تشير كتابتها إلى (مصر) كمركز لصناعة السجاد الإسلامي المبكر، وهذا يؤكد أن مصر عرفت صناعة السجاد ذات الوبرة منذ وقت مبكر يرجع إلى النصف الثاني من القرن 1هـ/7م.