نبذة عن بعض المدار
التكعيبية.
ظهرت التكعيبية في فرنسا عام 1907م، وأهم أعلامها جورج براك وبابلو بيكاسو. وكانت المدرسة بمثابة ثورة ضد تصوير الطبيعة بالأساليب التقليدية فرفض فنانوها تصوير العواطف، والقصص في لوحاتهم، كما رفضوا تصوير الجو أو الضوء أو إثبات المنظور. واهتمّوا بتصوير الأشكال في تكويناتها الهندسية الأساسية. ولتحقيق هذا فقدصوروا الشكل الواحد من عدة جوانب وزوايا في محاولات لإيجاد أشكال ثلاثية الأبعاد على مساحات مسطحة. وتعمَّد بعض التكعيبيين ألا يكون هناك أي شيء يشبه الطبيعة، وبهذا مهدوا للمدرسة التجريدية.
صحوة المدينة للفنان أمبرتو بوكشيوني 1910م. رسمت بالزيت على القماش. |
المستقبلية.
ظهرت المستقبلية في إيطاليا في نفس الوقت الذي ظهرت فيه التكعيبية في فرنسا. وكان هدف هذه المدرسة هو تصوير حركة حياة المجتمعات الصناعية الحديثة وسرعتها، فصوروا السيارات والقطارات والدراجات والناس في حركة دائبة ومن أبرز أعلامها أمبرتو بوكشيوني، وجياكوموبالا.
|
|
المنطاد الأحمر للفنان بول كلي 1922م. رُسمت بالزيت على نسيج قطني طُلي بطبقة جيرية ورُكِّبت على لوح خشبي بمقياس 31×32سم. |
صورة ذاتية بالسترة السوداء للفنان ماكس بيكمان 1927م. رسمت بالألوان الزيتية على قماش القِنَّب. |
التعبيرية.
تهدف المدرسة التعبيرية ـ التي ظهرت في ألمانيا ـ إلى التعبير عن وجهات نظر الفنانين الخاصة عن هذا العالم، وللتعبيرعن أحاسيسهم. وقد لجأ الفنانون التعبيريون إلى تغيير الأشكال واستخدام الألوان الملائمة لكل موضوع، كما حاولوا تصوير الجزء الواقعي من العالم الذي يمكن رؤيته في لحظة خاطفة، وحرّفوا هذا الواقع ليعبّروا عن وجهات نظرهم الشخصية عن العالم من حولهم، وكان أغلب التعبيريين يستخدمون الألوان ليُظْهروا عالمًا مشحونًا بالعواطف والأشجان والمعاناة، كما صوّر بعضهم صورًا شاعرية ورمزية. وأهم أعلام هذه المدرسة أرنست لودفيغ كيرشز وإيميل نولد وماكس بيكمان الألماني، إضافة إلى إدفارد منش النرويجي الأصل، وفاسيلي كاندنسكي الروسي وبول كلي السويسري.
طاحنة الشيكولاته، رقم 1 للفنان مارسيل دوشام 1913م. رسمت بالزيت على القماش. الحجم 65×63. |
الداديَّة (أو الدَّادائية).
ظهرت هذه المدرسة حركةً عالمية عام 1916م في سويسرا، وسرعان ما انضم إليها فنانون من كثير من الأقطار الأخرى. وكانت المدرسة ثورة ضد التخريب الذي أحدثه الإنسان في العالم نتيجة للحرب العالمية الأولى. فحاول الداديون التعبير عن استيائهم من كل ذلك لكن ذلك التعبير كان بطريقة عدمية وسلبية.وأهم أعلام هذه المدرسة ترستان تزارا، ومارسيل دوشام.
هذه المدرسة كوّنتها جماعة من الفنانين والكُتَّاب والفلاسفة في باريس عام 1924م، وتشترك هذه المدرسة مع الدادية في الثورة ضد وحشية الإنسان وعنفه. غير أنها حاولت اكتشاف بواعث العنف بالغوص في أعماق النفس البشرية، واكتشاف العقل اللاواعي.
|
معركة الأسماك للفنان أندريه ماسون 1927م. رسمت بالزيت والقلم والرمل على القماش. |
|
منظر طبيعي لجوان ميرو (1927م). رسمت يالزيت على القماش. 1,95×1,3 م. |
وتطوّرت المدرسة في اتجاهين: اتجاه حاول إيجاد أحاسيس جديدة في عقل المشاهد بوضع صور متناقضة متجاورة في اللوحة، وكان بعض هذه الصور خياليًا يشبه الأحلام، وبعضها أشياء من الحياة اليومية، وكلها توضع في فراغ عميق، وتكون النتيجة لوحات غريبة لا يستطيع الشخص أن يجد لها معنى منطقيًا، ومما زاد غرابة لوحات السيرياليين أنهم أسموا لوحاتهم أسماء غير معتادة. وتزعّم هذا الاتجاه من المدرسة السريالية سلفادور دالي الأسباني الأصل وجيورجيو دو شريكو الإيطالي.
أما الاتجاه الثاني، ويُسَمَّى بالحركية الذاتية فقد تزعَّمه ماكس إرنست الألماني، وأندريه ماسون الفرنسي وكان هذا الاتجاه يدعو إلى ضرورة أن يحرر المصورون أنفسهم من طريقة الإبداع الواعي، فحاولوا تحريك فرشاتهم بحرِّية تمكّن العقل الباطن من إنتاج الأعمال الفنية، وكانوا يعتقدون أن مثل هذه الأعمال تعبر عن روح الفنان.
ومن السيرياليين من طوّر أسلوبًا خاصًا به مثل جوان ميرو الأسباني، الذي بسط الأشكال غير أنه جعلها تحتفظ بخيالات السيريالية. ومنهم بايت موندريان الهولندي أيضًا الذي جعل أشكاله كلها هندسية، واقتصر على الألوان الأساسية إضافة إلى الأبيض والأسود والرمادي.