نسيج الفيوم:
نسيج الفيوم:
وهو من نسيج الكتان وزخارفه منسوجة بخيوط من الصوف، وزخارفه تشتمل على
رسوم آدمية ورسوم حيوانات وطيور وكلها ذات طابع بدائي ومحورة عن الطبيعة، كما تميز
بطراز كتابي بالخط الكوفي ذي طابع خاص يمتاز بما في قوائم حروفه من تدرج ينتهي من
أعلاها بنصف مروحة نخيلية (لوحتا 245- 246). وورد على إحدى هذه القطع اسم الفيوم،
مما جعل مؤرخي ا لفنون الإسلامي ينسبوا للفيوم مجموعة من قطع النسيج الإسلامي التي
تتميز بهذا النوع من الزخارف. ومن أمثلة هذا النوع والتي يحتفظ بها متحف الفن
الإسلامي بالقاهرة مثالان:
إحداهما: (لوحة 245) قطعة نسيج تشتمل على شريطين: العلوي أحمر فيه
رسوم جمال (إبل) باللونين الأخضر والأبيض ومرسومة بأسلوب تخطيطي ومحور عن الطبيعة
إلى حد كبير. أما الشريط السفلي فيشتمل على سطر كتابة نصه:
سعادة ونعمة كاملة لصاحبه مما عمل في طراز الخاصة بمطمور من قرى كورة
الفيوم".
الثانية: ( لوحة 246) قطعة نسيج تشتمل على شريطين: العلوي سطر كتابي
نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم بركة من الله". أما الشريط السفلي فهو
شريط عريض يشتمل على رسوم آدمية متعددة الألوان، وفي أوضاع مختلفة وفي أسلوب محور
عن الطبيعة إلى حد كبير، وذلك فضلاً عن رسوم صلبان ورسوم حيوانات وطيور محورة عن
الطبيعة.
نسيج الطراز:
أنتجت دور الطراز المصرية أقمشة تذكارية ومنسوجة من الكتان عليها شريط
الطراز منفذ بالتطريز بخيوط حريرية ملونة، وكانت تهدي إلى الخلفاء العباسيين، فمن
المعروف أن الجزية التي كانت مصر ترسلها إلى الخليفة العباسي ثم الهدايا التي
أرسلها أحمد بن طولون إلى الخليفة المعتمد والتي أرسلها خمارويه من بعد إلى
الخليفة المعتضد كان فيها شيء من المنسوجات النفيسة، وظل الخلفاء العباسيون في عهد
الإخشيديين يستمدون من مصر أكثر ما يلزمهم من المنسوجات النفيسة المزخرفة بكتابات
كوفية فيها أسمائهم وعبارات دعائية معروفة.
ومن أمثلة القطع المؤرخة من هذا النوع هي قطعة من نسيج الكتان عليها
شريط طراز باسم الخليفة المتوكل على الله (لوحة 247) بصيغة (بسم الله) بركة من
الله لعبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين أيده الله مما عمل
بمصر سنة أربعين ومائتين".
وقطعة أخرى من الكتان (لوحة 248) تشتمل زخرفتها على شريط سفلي يتألف
خارفه من أشكال معينات متصلة ومزدوجة الأضلاع وتضم رسوماً هندسية صغيرة يعلو هذا
الشريط شريط طراز نصه: "(بركة من) الله لعبد الله أحمد الإمام المعتمد على
الله أمير المؤمنين أعزه الله مما عمل بالسكندرية سنة اثنين سبعين مايتين".
وقطعة ثالثة من الكتان صنعت في العصر الإخشيدي تحتوي على شريط أفقي من
الكتابة الكو فية المتطورة التي بدأ يظهر فيها التوريق في قوائم الحروف وتحتوي على
مكان صناعة النسيج في هذه الفترة وهي "شطا" قرب دمياط (لوحة 249) ونص
شريط الطراز هو "... بشطا على يدي فائز مولى أمير المؤمنين أطال الله بقاه
سنة سبع وخمسين وثلثمية الخير مقبل إن شاء الله..." وتلى ذلك كلمات غير
مقروءة، ويتضح من هذا النص أن اسم المشرف على دار الطراز يسمى "فائز"،
والقطعة مؤرخة بسنة 357 هـ أي قبل الفتح الفاطمي بعام واحد.