نسيج من الصوف أو ا
نسيج من الصوف أو الكتان ذي زخارف منسوجة ومتعددة الألوان:
ظلت الزخارف القبطية غالبة على المنسوجات المصرية في القرون الثلاثة الأولى بعد الهجرة (1- 4هـ/ 7- 10م) وخير دليل على ذلك قطع المنسوجات التي عثر عليها في بعض المدن بالوجه القبلي وفي الفسطاط وهي من الصوف والكتان وزخارفها متعددة الأوضلاع، وأكثرها رسوم طيور أو حيوانات أو أشكال آدمية صغيرة في مناطق بيضاوية (جامعات) الشكل متعددة الأضلاع وموزعة توزيعاً غير منتظم، وفيها أشكال هندسية وخطوط متقاطعة ودوائر متماسة، وتظهر الكتابة العربية على المنسوجات منذ القرن 1 هـ/ 7م وغالباً ما تتضمن اسم صاحب القطعة ومكان صناعتها وأحياناً التاريخ.
والملاحظ بوجه عام أن قوام التصميم في الزخرفة كان شريطاً أفقياً أو أشرطة أفقية من الرسم توازيه أو توازيها أشرطة من الكتابات العربية في بعض الأحيان (أطلس أشكال 558- 559، 561- 562)، وإن كنا نرى في بعض القطع أشرطة زخر فية في تصميم راسي (لوحة 243)، وتشتمل أيضاً على شريط كتابة عربية أفقي، وتتألف زخارف هذه الأشرطة من أشكال بي ضاوية (جامات) ورسوم آدمية ورسوم حيوانات وطيور محورة عن الطبيعة (لوحة 444).
ومن أهم هذه القطع قطعة من الكتان عبارة عن جزء من عمامة يحتفظ بها متحف الفن الإسلام بالقاهرة ( لوحة 242) وتتألف زخارفه من شريطين أفقيين: إحداهما سفلي يتضمن أشكال بيضاوية (جامات) بها رسوم طيور محورة عن الطبيعة ومتعددة الألوان، وشريط علوي هو كتابي بالخط الكوفي البسيط والمنفذ بالحرير الأحمر ونصفه هذه العمامة لسمويل بن موسى عملت في شهر رجب من الشهور المحمدية من سنة ثمان وثمانين.
وقد شكك بعض الأثريين في صحة هذا التاريخ، وقالوا بأن الثقب الموجود بعد رقم العشرات كانت به كلمة (مائة) ولذا أرجعوها إلى سنة 188 هـ، ولكن هذا الثقب الذي يظن أنه مكالمة كلمة فلا دخل له بالنص بتاتاً، فقد ابتدأ النص وانتهى بعنصر زخرفي على شكل نجمة مما يدل دلالة واضحة على أن النص قد انتهى ويأتي الثقب بعد ذلك. وهناك أدلة قوية تؤكد تاريخ 88 هـ وهي:
نفذت الكتابات بخط كوفي بدائي ويشبه ما وجد على شواهد القبور التي ترجع إلى القرن الأول الهجري.
تدل عبارة "شهر رجب من الشهور المحمدية" أن النساج حديث عهد بالتقويم الهجري، وهي صيغة تختلف عن نصوص القرنين 2- 3هـ/ 9008م.
أسلوب الزخرفة قبطي بحت، فقد رسمت العناصر الحيوانية بأسلوب يشبه رسم الأطفال وهو الذي كان سائداً في القرنين 6- 7م.