نظام الساعات المعت
نظام الساعات المعتمدة
الساعة المعتمدة عبارة عن وحدة قياس ملائمة لشرح مدي مكونات المقرر ومتطلبات التخرج الكمية لنيل الدرجة وهي تقسيم زمن دراسة الطالب لوحدات زمنية معيارية معتمدة تسجل للطالب في حالة نجاحه في المقرر الذي يدرسه وتحدد العبء الدراسي له في كل فصل وفقا للائحة ، ويمكن إرجاع نظام الساعات المعتمدة ( المكتسبة ) المطبق حاليا في العديد من جامعات الغرب ومدارسه وكذلك في بعض الجامعات العربية إلي تقاليد التعليم غير النظامي الذي كان مطبقا حتى بداية العصور الحديثة في المجتمعات العربية الإسلامية مثل الأزهر والزيتونية والقرويين ،وذلك عندما كان من حق الدارس أن يختار المعلم والمادة والحلقة الدراسية والموعد الذي يناسبه ويلاءم رغباته وظروف عمله ، وتعتبر جامعة فرجينيا الأمريكية أول من تبنى نظاماً اختيارياً محدداً عام 1875 ،حيث أعطى للطلاب حرية الاختيار من بين ثمانية تخصصات معروضة ، ثم تلتها جامعة هارفارد 1901م باختيار منهج اختياري كامل وقد جرى عليه تعديل بعد ذلك بحيث أصبحت بعض المقررات ثابتة و بعضها اختياريه ،وهذا النظام الاختياري المعدل هو الأساس لما يطلق عليه الآن نظام الساعات المعتمدة. إذن نظام الساعات المعتمدة ترتكز فلسفته على " حرية الاختيار " غير أن ممارسة هذه الحرية بالنسبة للطالب الجامعي تظل قاصرة حتى يتوفر له إرشاد أكاديمي سليم وهو دعامة العملية التعليمية التي لا غنى عنها ولا بديل لها في ظل نظام الساعات المعتمدة ، وفي هذا النظام يكون لكل مجموعة من الطلبة مشرف أكاديمي مسئول عنهم و عن تسجيلهم للمواد، و هو عضو هيئة تدريس يقوم بتسجيل اختيار الطلاب للمقررات في بداية كل فصل دراسي ، و نظرا لأهمية الإرشاد الأكاديمي في نجاح تطبيق هذا النظام، فإنه يتطلب تدريب أعضاء هيئة التدريس للقيام بهذه المهمة، ويتطلب كذلك تفرغهم لساعات معينة ومحددة جدولياً لاستقبال الطلاب الراغبين في مناقشة بعض القضايا الخاصة بهم فيتاح للطالب فرصة التفاعل المباشر مع مرشده الأكاديمي، والذي عادة ما يوجهه في النواحي العلمية ، وربما أيضا في النواحي الاجتماعية إذا لزم الأمر ، كما أن هذا النظام يبرز شخصية الطالب من خلال تدريبه علي الاختيار لأنه يمكنه تحديد مسار دراسته بنفسه بعد تشاوره مع المرشد الأكاديمي، حيث يناقش في الحوار بينهما عمليات "الحذف- الإضافة- الانسحاب ...الخ ". ويعمل نظام الساعات المعتمدة على توثيق الصلة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس و يسهم في تحقيق المزيد من المشاركة الايجابية للطالب في اختيار مجالات التعليم التي يرغب التخصص فيها والتي تتناسب مع قدراته وميوله وإذا لم يتمكن من مواصلة دراسته في أحد الأقسام يمكنه الانتقال إلى قسم آخر مع الاستفادة من دراسته السابقة وبذلك يتمكن من تغيير التخصص عندما يشعر بالحاجة إلى ذلك دون فاقد اقتصادي كبير ، و يتميز نظام الساعات المعتمدة بالتسجيل الفصلي و ترتبط مدة الدراسة التي يقضيها الطالب في الكلية بقدراته واستعداداته والتقديرات التي يحصل عليها في نهاية كل فصل فيتيح هذا النظام إنهاء متطلبات التخرج في أقل من أربع سنوات بحيث تصل إلى ثلاث سنوات أو ثلاث سنوات ونصف ، ويعطي للطالب فرصة إعادة المقرر الذي لم يحصل فيه علي درجة النجاح أو فرصة اختيار مقرر بديل من مجموعة المقررات الاختيارية فيعمل هذا النظام على التغلب علي الجمود الذي قد تتسم به المقررات الدراسية المقدمة من الأقسام ولذلك تقل إلي حد كبير جدا معدلات الرسوب لأنه يعتمد علي تحصيل عدد من الساعات التي تضاف لرصيد الطالب حتى يصل إلي المستوي المطلوب للتخرج فيلغي هذا النظام الإحساس بالفشل لدي الطالب، ذلك الإحساس الذي له تأثيرات سلبية علي شخصية العديد من الطلاب الذين يتعرضون له، لأن الإحساس بالفشل يولد مزيد من الفشل ، كما يمكن في هذا النظام فتح صفوف تتضمن طلاباً من سنوات مختلفة إذ يحق للطالب وفق النظام اختيار مواد من سنوات عدة ضمن مجموعة مواد منها ما هو إجباري و ما هو اختياري. و تطبيق نظام الساعات المعتمدة يحتاج لمستلزمات خاصة تتعلق بعدد الطلاب وزيادة عدد الأساتذة لأن نظام التقويم فيه يتطلب إجراء أكثر من اختبار ونشاط خلال الفصل الدراسي الواحد، ومن ثم فإن تطبيقه يتطلب وفرة من أعضاء هيئة التدريس إضافة لتوفير بنية تحتية خاصة لأن هذا النظام يفرض طرح عدد كبير من المقررات الاختيارية سواء كمتطلب جامعة أو كلية أو تخصص ، حيث أنه لابد من توافر قدر مشترك من المعرفة الأكاديمية بين خريجي مختلف الأقسام في الكلية الواحدة والجامعة الواحدة ويتم دراسة مقررات مشتركة بين الكليات تسمي متطلبات الجامعة ومقررات مشتركة بين أقسام الكلية الواحدة وتسمي متطلبات الكلية وتكون مقررات الجامعة والكلية إجبارية ،بالإضافة إلى متطلبات التخصص وهي مجموعة المقررات التي يدرسها الطالب لممارسة عمل متخصص، أو مواصلة الدراسات العليا في تخصص ما، وتنقسم هذه المقررات إلي مقررات إجبارية أساسية ، ومقررات اختيارية وفي العادة يتم تنظيم المقررات في مستويات معينة حسب سنوات الدراسة، ، وعلي الطالب أن يدرس في كل مستوي عدد من المقررات، وبعض هذه المقررات تعد متطلبا سابقا لمقررات أخري ربما يدرسها الطالب في الفصل التالي في نفس المستوي أو في المستويات الأعلى.ونظرا لأن هذا النظام يتيح حرية الاختيار أمام الطالب سواء للمقررات التي يدرسها، أو للأساتذة الذين يقومون بالتدريس، فإنه من الضروري أن يتوافر لدي الطالب وعياً بالمعايير الصحيحة والموضوعية للاختيار وأن يتوافر لديه أيضا معرفة تامة بهذا النظام ولوائحه.
د/غالية الشناوي