نقل البيانات باستخ
نقل البيانات باستخدام الليزر
تتيح تقنية الليزر, وهي من التقنيات الجديدة المستخدمة في مجال الاتصالات, إمكانية نقل البيانات والاتصال بالانترنت بطريقة لاسلكية, نعم إنها حقيقة وليست خيالا علميا, أن التطور المستمر والأبحاث الكثيرة التي تمت على الليزر والتطبيقات الهائلة والمفيدة له مكن العالم من الاستفادة من هذه التقنية في مجالات مختلفة أبرزها مجالات الطب والحياة اليومية وحتى الترسانة العسكرية. ونشير هنا إلى أن تطبيقات الليزر في الطب تطبيقات كبيرة ساعدت الأطباء في الكثير من العمليات الجراحية مثل إزالة الأورام السرطانية وتفتيت الحصى وعلاج طول وقصر النظر وغيرها من العمليات الجراحية الأكثر دقة وحساسية. طيلة العقود الماضية, لم يكن قطاع الاتصالات بعيدا عن الأبحاث والدراسات للاستفادة من هذه التقنية في قطاع الاتصالات, حتى ظهرت تقنية البث عبر أشعة الليزر أو ما يعرف باسم FSO (Free Space Optic) من حيث المبدأ, تتيح هذه التقنية إمكانية نقل البيانات بين أجهزة الكمبيوتر لاسلكيا أو حتى الاعتماد على خاصية البث بالحزم الترددية المطلوبة للبث اللاسلكي.
كما أصبح بالإمكان البث من خلال الليزر وهذه نقلة نوعية لان الليزر مصدر لا ينضب علما بان محدودية الترددات هي إحدى أهم مشاكل البث اللاسلكي من خلال الحزم الترددية المطلوبة للبث اللاسلكي, حيث أن الحزم الترددية المستخدمة في البث اللاسلكي للمعلومات محدودة المصدر ويتم توزيعها من قبل الهيئات المسؤولية عن تنظيم قطاع الاتصالات في كل بلد. كما يتم تأجيرها للمشغلين. وتجدر الإشارة إلى كلفة الاستئجار تكون دائما مرتفعة وباهظة الثمن مما يزيد من كلفة تسويقها.
لهذه الأسباب وغيرها, كان لا بد من البحث عنا هو أسهل وأفضل واقل تكلفة من تقنيات الاتصال اللاسلكي الحالية, ولسنوات طويلة عكفت مراكز البحث والتطوير على تطويع تقنية الليزر لتكون الوسيط النقل الذي تمر من خلاله البيانات أو موجات الانترنت وذلك للجدوى الاقتصادية المعولة على تطبيقه بدل استخدام موجات الطيف الترددي أو حتى بدل استخدام الكوابل لان استخدام الكوابل في هذا العصر أصبح غير مرغوب فيه بسبب التوسع العمراني الكبير في المدن وكثرة البنى التحتية مثل الشوراع وغيرها مما يجعل أية وسيلة سلكية للربط تتطلب الكثير من المعدات والجهد لينعكس سلبا على الكلفة المترتبة على عملية الربط بينها وأعمال الصيانة الدورية.
ولكن ما هي المعوقات التي منعت تقنية البث من خلال الليزر من الانتشار بشكل كبير, في الحقيقة هناك عدد من المعيقات, لعل أهمها هو محدودية المسافة التي تستطيع إشارة الليزر عبورها حيث أن المسافة التي يمكن للإشارة أن تصلها لا تتجاوز خمسة كيلومترات علما بأنه كلما زادت المسافة المقطوعة سوف تقل كمية البيانات المحمولة بالليزر, إضافة إلى أن الليزر ليس لديه قوة اختراق العوائق وتخطي الحواجز بمعنى انه يشترط عدم وجود أية عوائق مثل الجدران أو الأشجار بين المرسل والمستقبل ما يشكل أيضا عائقا آخر لتطبيقها فمن المعلوم بان المدن دائما تكون مزدحمة بالأبنية بشكل يحد من إمكانية البث بين المرسل لمستقبل من خلال الليزر في حالة وجود أية عوائق من هذا القبيل. كما أن إشارة الليزر إشارة حساسة المعنى إنها تتأثر بالأجواء المناخية كالغبار والضباب ومرور الطيور بين المرسل والمستقبل مما يؤدي إلى حدوث تشويش في البيانات المرسلة.
كل ما سبق جعل من هذه التقنية تقنية لها محدودية في الاستعمال فيجب توفر شروط بيئية مناسبة للبث من خلال هذه التقنية فلا يجوز مثلا استخدامها في البيئات كثيرة الغبار لما يشكله الغبار من أداة تشويش للمعلومات المحمولة من خلالها. أو في المدن التي تشهد توسعا عمرانيا كبير بحيث تكون مزدحمة بنطاحات السحاب نظرا لما تشكله هذه الأبنية من عوائق تمنع تطبيق هذه التقنية فيها.