– من التعليم الالكتروني إلى النهج الالكتروني إلى التوثيق الالكتر
– من التعليم الالكتروني إلى النهج الالكتروني إلى التوثيق الالكتروني
مر التعليم الالكتروني بعدة مراحل يمكن تلخيصها على أساس تعاقب الأجيال:
الجيل الأول: وهو نموذج المراسلة The correspondance Model والذي اعتمد أساسا على المادة المطبوعة واستخدام المراسلات البريدية في إيصال النصوص إلى الدارسين والتفاعل معهم عن طريق المراسلة.
الجيل الثاني: هو نموذج الوسائط المتعددة (The multi Media Model) ويعتمد على المادة المطبوعة والأشرطة السمعية والمرئية والتعليم بمساعدة الحاسوب والأقراص المدمجة والبث التلفزيوني والإذاعي وكذا الهاتف في توصيل المعلومات للدارسين.
لقد استخدم، هذا النموذج في مطلع الثمانينات من القرن التاسع عشر وظهرت عدة استخدامات للحاسب في التعليم ومنها، التعليم المعزز بالحاسوب computer- assisted learningوهو نظام يتم من خلاله التفاعل بين المتعلم ونظام الحاسوب يصمم لتعلم الطالب, والتعليم المدار بالحاسوبComputer Managed Instruction أي استخدام الحاسوب كمادة تعليمية، وصولا إلى استخدام الحاسوب كأداة Technology as a tool ، وهو نظام يمثل على تشكيلة واسعة من العتاد المادي والبرمجيات ومن أمثلة البرمجيات برامج معالجة النصوص، والرزم الرسومية، وتطبيقات العروض، وقواعد البيانات والجداول الرياضية.
الجيل الثالث: يمثل نموذج التعلم عن بعدThe Telelearning Model من حيث التطورات الخاصة ويتمثل على المؤتمرات المرئيةVideo conferencing
الجيل الرابع: نموذج التعلم المرنThe flexible Learning Model وهو أقرب إلى ما يمكن تسميته بالتعليم الالكتروني (E-learning Model) حيث يجمع هذا الجيل الوسائط متعددة التفاعلية التي تقوم على توظيف شبكة الانترنت بصورة أساسية في عملية التعلم، كما تستخدم البرمجيات الحاسوبية المتخصصة في إعداد المحتوى التعليمي الصوتي والمرئي الثابت والمتحرك حيث تحل تكنولوجيا الأنظمة الرقمية Digital system محل تكنولوجيا الأنظمة القياسيةAnalog System ويحفظ المحتوى التعليمي من خلال البرمجيات الحاسوبية المختلفة.
كما يتم استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة عبر شبكة الاتصال الحاسوبية واسعة النطاق (WAN) وشبكة الاتصال المحلية (LAN) وشبكة الانترنت (Internet) وشبكة الانترانات (Internet) والبريد الالكتروني (Email) والقوائم البريدية (Mailing list) ، ونظام المجموعات الإخباريةNews Groups, Usenet, Net new، برامج الدراسة والمحادثة (Internet Realy Chatting)، بوابات التعلم الالكتروني (Portals) والمؤتمرات الصوتية (Audio conferencing System) والمؤتمرات المصورةConferencing System Video (28).
- صورة عن العالم:
تزايد التعليم الالكتروني وتطور بفعل الدمج الالكتروني وتوظيف الانترنت في مجالات التعلم عن بعد، ودفع بمزيد من تطوير الأفكار الجديدة في البرامج الدراسية الأكاديمية والتطبيقية، وتطور هذا التعليم في الدول الغربية بفعل تحرير التجارة في الخدمات.
ففي دول الاتحاد الأوربي مثلا يؤدي هذا النظام دورا أساسيا في تطوير التعليم في أوربا وتحديد الفرص والمتطلبات المرتبطة بالبحث والارتقاء بمهارات قوة العمل الأوربية مثل برنامج دلتاDelta للتعليم عن بعده الذي بدأ عام 1988 من أجل تحقيق توافق في التعليم والتدريس عبر الدول الأوربية،كما أنشأ الاتحاد الأوربي كذلك مشروع الشبكة الخاصة بمدرسة الوسائط الأوربية المتعددة، وأصبحت الشبكة جاهزة للتطبيق في عام 1999، ويلاحظ بهذا العدد تنوع مجتمع المشروع الذي يرتبط بأكثر من 317 ألفا مدرسة و 4,5 مليون من المعلمين و 69 مليون من الطلبة، ويعمل المشروع على تسهيل التعاون بين المدارس الأوربية لبناء خدمات تعليمية على شبكة المعلومات الدولية المساندة للمدارس في تطوير مصادر التعليم وتدريب المعلمين بطريقة متشاركة و تعاونية (29)
غير أن الشكل الأحدث للتعليم الالكتروني هو ما يطلق عليه الجامعات الافتراضية Virtual University والذي يستخدم الأقمار الصناعية وشبكة المعلومات الدولية لتقديم الخدمات، ففي اليونان أنشئت الجامعة الهلينية المفتوحة The Hellenic open University عام 2000 بتمويل من الحكومة اليوناية واللجنة الأوربية، وتقدم هذا الجامعات برامج الماجيستير والدكتوراه للطلبة غير القادرين على الانتساب بشكل مباشر، وفي السويد يلاحظ أن جامعة الشبكةNet University تقدم برامج للأفراد والطلبة بهدف توفير برامجها للطلبة في جميع أماكن التواجد بما فيها المناطق المنعزلة أما ماليزيا فقد أنشأت تجمعا عام 1999 خاصا من جامعات الدولة الإحدى عشر (Unitem) يتمثل هدفه أساسا في تسهيل إدارة برامج التعليم عن بعد وتقديم تعليم ذي جودة عالية (30).
كما أنشئت الجامعة الافتراضية ومقرها نيروبي لتقديم برامج مختلفة في المجالات التقنية بالاشتراك مع 21 دولة افريقية وأوربية وجامعات من أمريكا الشمالية، كما أنشأت الجامعة مكتبة رقمية لتعويض عن النقص الشديد في الدوريات العلمية في الجامعات الأفريقية (31)
ويستخدم التعليم الالكتروني حاليا أنماطا جديدة في ظل طغيان التعليم العابر للحدود والجنسيات مثل إقامة فروع محلية للجامعات الأجنبية في دول نامية، أو تستخدم شركاء محليين لتقديم الخدمات الالكترونية عبر الشبكة الدولية للمعلومات
إن هذه الأنماط الالكترونية المعاصرة للتعليم تتطلب مناهج متكيفة وحديثة، هذه المناهج الالكترونية يمكن تعريفها بكونها((محتوى تعليمي يقدم في شكل صفحات من خلال بيئة تفاعلية تعتمد على تقنيات الشبكة العنكبوتية ومجموعة من الوسائط المتعددة)) (32) يمكن تحديد أهداف المنهج الالكتروني في التالي:
· تصميم المنهج الدراسي بطريقة آلية ورقمية والكترونية ووضعها على الشبكة
· إتاحة الفرصة للمتعلمين عبر تقنية المعلومات المتاحة لاسترجاع ومراجعة ودراسة المقررات الدراسية الموجودة على المواقع المختلفة للشبكة المعلوماتية
· المساهمة في حل مشكلات القبول في مراحل التعليم بكافة أنواعه
· القضاء على مشكلة طرائق التدريس التقليدية
· إعداد الطالب للحياة ونشؤ ا لثقافة المعلوماتية
غير أن التعليم عن بعد (في شقه الالكتروني) يخشى عليه من المثالب والعيوب المتعلقة بالقرصنة العلمية للمنتوجات الفكرية للباحثين وبالتالي تزايد الشكاوي بخصوص ضمانات حقوق الملكية الفكرية، و امكانية تعرض نوعية وجودة برامج التعليم لمخاطر الاعتماد على بنية الاتصالات، مما يجعل حدوث أي خلل في نظام التشغيل هذه البنى التقنية يعرض نوعية وجودة التعليم فاعليته للخطر.
ولعل الهواجس سابقة الذكر تجعل قضية تقييم المناهج والمقررات على شبكة الانترنت قضية جوهرية تتطلب ما يلي: (33)
1. تكوين فريق عمل مكون من مصممين تعليميين ومعلمين وإداريين،كما يتطلب خطة واضحة المعالم تتضمن الأهداف والموارد ونظم الدعم واستراتيجيات تدريسية واختيارا التطبيق التكنولوجي والتقويمي على أن تدور جميع تلك المقررات على إكساب المتعلمين مهارات ومعرفة قيما تقدم في شكل مهام حقيقية مرتبطة بحياة المتعلمين.
2. استخدام تكنولوجيا مناسبة لطبيعة المحتوى التعليمي وجودة الخبرة التعليمية والوقت المتاح وقدرة البرنامج على الاستجابة لحاجات الطلاب والتغذية الواجبة.
3. القدرة على تحقيق أهداف تعليمية محددة والوصول لمخرجات تعليمية مرغوبة
4. معلم يوظف التعليم بشكل يعكس قدرته على تخطيط وتنظيم خبرات التدريس ومواده وتوظيف إستراتجية تدريسية فعالة.
5. تغذية راجعة من قبل المعلم في ضوء زمن محدد
6. مواد معينة للمتعلم لم يسبق له التعامل معها.
ومع ذلك ينبغي مراعاة طرق التدريس وطبيعة المناهج، وقيمة المسافات المدرسة للطلاب عبر الانترنت أو عبر الوسائط الالكترونية، إذ لوحظ أن المقاربات التعليمية القائمة على توظيف التكنولوجيا ومنها التعليم الالكتروني لم تنجح لحد الساعة في تحديد المواصفات الإدراكية والسلوكية للمتعلمين وهو ما يتعارض مع متطلبات فاعلية البرنامج التعليمي، وعلى الصعيد التطبيقي يواجه هذا المنهج صعوبة تبنى برامج تعليمية قد صممت بدقة وإحكام لتخدم شريحة من المتعلمين من ذوي الاستعدادات المنخفضة، بالإضافة إلى إمكانية حدوث الغش في إجابات المتعلمين لدى تنفيذ الاختبارات والأنشطة المطلوبة للتعلم (34)