Islamic Pottery
Islamic Pottery
ينقسم الخزف إلى قسمين:
النوع الأول: الفخار: وهو من طينة طبيعية Clay تؤخذ من الطينة المحلية وهي حمراء، وتصنع منها الأواني بعد حرقها أو تجفيفها على الشمس، ويطلق على الفخار مصطلح Earth Wars.
النوع الثاني: الخزف Pottery: يتكون من طينة بيضاء جيدة وغالباً ما تكون نادرة، لذا يستبعد منها الشوائب الضارة بصناعة الخزف كما يضاف إليها مواد كيميائية أخرى كالسليكا (الرمل) والكولين الأبيض، وهو مواد مساعدة في صناعةالخزف، فلذلك تعتبر طينة الخزف طينة صناعية، (تطلى) الآنية بعد زخرفتها وحرقها بمادة شفافة اللون Glazing (ترجيح) لإكسابها رونقاً وجمالاً.
أولاً: الفخار:
تعتبر صناعة الأواني الطينية أو الفخارية من أعرق الصناعات لأنها متصلة بحياة الإنسان اتصالاً وثيقاً فمنها خلق، كما ورد في القرآن الكريم في سورة المؤمنون آية 12"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين"، وفي سورة الرحمن آية 14 "خلق الإنسان من صلصال كالفخار"، والصلصال هو طينة تتميز باللزابة كما ورد في سورة الصافات آية 11 "إنا خلقناهم من طين لازب" فاللزابة هي الحالة التي تتميز بها الطينة الصاحلة للعمل على الدولاب لتشكيلها، أما الفخار فهو مادة جديدة ناتجة عن حرق الصلصال.
وتعتبر صناعة الفخار من أعرق الصناعات لأنها متصلة بحياة الإنسان اتصالاً وثيقاً منذ أن دب على ظهر الأرض واحتاج إلى ما يمسك فيه طعامه وشرابه أولتقوية مسكنه لحمايته من البرد والحر، لأن مادتها الخام التراب والماء موجودة في كل مكان، كما تعكس تدرج البشرية في سلم الرقي بصورة واضحة فمن فخار غليظالشكل يسوى بالنار إلى فخار متناسق الأجزاء مزخرف بالألوان والنقوش بصورة تكشف عن مدى الإنسان وتطوره.
وكان لوقوع بلدان الشرق الأوسط على شواطئ الأنهار أثر كبير في ابتكار العديد من أنواع الخزف والفخار منذ أقدم العصور.
أما من حيث طريقة الصناعة فيقوم الصانع بإعداد الطينة وتنقيتها وتخميرها حتى تكون جاهزة للتشكيل، ويتم التشكيل إما بطريقة اليدأو باستعمال الدولاب أو بالقالب. ويعد تشكيل الآنية يقوم الصانع بتجفيفها تجفيفاً طبيعياً وبالتدريج تصبح معدة للحرق في الفرن وتعتبر هذه العملية هي الأخيرة في تشكيل الإناء قبل الزخرفة (لوحات 49- 51).
واستعملت في زخرفة الأواني الفخارية عدة طرق وأساليب كانت متبعة من قبل العصر الإسلامي في العصر الساساني وهي: (لوحتا 52- 53).
طريقة الإضافة Applied أو طريقة البربوتين Barbotine Technique:
وتتكون من عمل خيوط رفيعة وسميكة من عجينة الإناء- بواسطة قرطاس أو قمع أو ثقب- حسب نوع الزخرفة، وتضاف إلى بدن الإناء قبل تمام جفافه والزخارف المراد أداؤها والتي تحتوي غالباً على رسوم آدمية وحيوانية مرسومة بأسلوب رمزي، وهندسية تتألف من خطوط أفقية وعمودية ومتكسرة (زجزاج Zigzag)، بالإضافة إلى موضوعات نباتية بسيطة محورة عن الطبيعة.
طريقة الحز Incised:
ويتم ذلك بحز الزخرفة والرسوم المطلوبة على بدن الآنية قبل تمام جفافها بآلة حادة.
زخارف برأس المسمار Rivet’s Head:
وهو يعتبر مثل الخاتم Stamp حيث يتم عليه حفر الزخرفة، ويطبعها الصانع "الفنان" على بدن الآنية لزخرفتها قبل أن تجف، واستمرت هذه الطريقة في أوائل العصر الإسلامي وخاصة في إيران والعراق حتى نهاية القرن 2 هـ/ 8م.
وقد انتشرت الأواني الفخارية في بداية العصر الإسلامي في الأقاليم الإسلامية المختلفة وخاصة في إيران وزخارفها وأشكالها استمراراً لما كان معروفاً في هذه الأقاليم قبيل العصر الإسلامي ولاسيما في العصرالساساني (زكي حسن: فنون الإسلام شكل 186). ومعظم هذه الأواني عبارة عن قدور كبيرة للتخزين ذات فوهة ضيقة أو واسعة: الضيقة للسوائل، والواسعة لحفظ الغلال.
كما أمدتنا حفائر Excavation الفسطاط بمصر بكميات كبيرة من الأواني الفخارية وخاصة شبابيك القلل Filters of Jars (لوحة 54) وهي قطع مستديرة من الفخار تثبت بين بدن القلة الفخارية وبين رقبتها ونسبة هذه الشبابيك إلى عصر معين يعتمد على التخمين والترجيح لأنه لم يصلنا شبابيك مؤرخة حتى نتخذها أساساً في التاريخ.
كما أمدتنا حفائر الفسطاط بنوع آخر من الأواني الفخارية وهي المسارج Lamps (لوحة 55) محفوظة حالياً بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة منها ما يرجع إلى القرنين 2- 3 هـ/ 8- 9م، بعض هذه المسارج من فخار غير مطلي وبعضها بعد طلاءاترقيقة باللون الأخضر الزيتي أو الفيروزي أو البنفسجي أو الأصفر.
وقد زخرف بدن هذه المسارج بأشكال زخرفية متنوعة وبارزة شكلت بضغطها في قوالب من الفخار وتتألف هذه الزخارف من:
رسوم أوراق العنب وعناقيده ورسوم حيوانات وطيور وخاصة الطواويس أو زخارف هندسية.
ينقش أحياناً على بدن هذه المسارج عبارات طريفة أو عبارات دعائية وتبريك كتبت بخط النسخ أو الكوفي البسيط:
فمن العبارات الطريفة: اصبر إن ملني خليلي والصبر عند البلاء "ويبدو أن كاتب هذه العبارة التي تشيد بالصبر على هجر الأحبة قد شبه نفسه بالسراج واحتماله احتراق النار به واستنزاف زيته ليضيء ما حوله. أو "اسرجي حولك وانطفى وبنا لطفك" ويتضح من هذه العبارة أن الخزف يخاطب المسرجة وبين تخوفه من عدم انطفاء المسرجة.
ومن عبارات الدعاء والتبريك مثل "البركة" وعادة تكتب بخط كوفي بسيط. وقد حفظت لنا بعض المسارج من هذا النوع اسم "المعلم أحمد الجمعة".
ومن التحف الفخارية الشعبية أيضاً أختام مستديرة مزخرفة كان يطبع بها الكعك في الأعياد والمواسم، وعلى هذه الأختام رسم محفور على هيئة باز ينقض على أوز، أو نسر ناشر جناحيه أو رسوم أرانب وغزلان وأسماك فضلاً عن زخارف نباتية وهندسية مختلفة، وعلى بعض هذه الأختام عبارات دعائية بالخط الكوفي محفورة في اتجاه عكسي منها "كان هنياً" و "بالشكر تدوم النعم" و "كل واشكر مولاك". واستمرت تنتج هذه التحف في العصر الفاطمي وانتشرت بكثرة.
كما صنعت القاهرة أنواعاً كثيرة ومختلفة من لعب الأطفال من الفخار غير المطلي منها تماثيل مجوفة لطيور وحيوانات وأشكال آدمية كالعرائس.