الإعلام التربوي
الاعلام التربوي
مفهومه – تعريفه – علاقته بالعلوم الأخرى
أ/ محمد عطية أبو فودة*
مفهوم الإعلام التربوي :
الإعلام التربوي مصطلح جديد نسبياً ، ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م .
ومع التطور التقني الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام في العقود الثلاثة الأخيرة، والذي تمثل في إلغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، تطور مفهوم الإعلام التربوي، وامتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة، المتمثلة في السعي لتحقيق الأهداف العامة للتربية في المجتمع، والالتزام بالقيم الأخلاقية، ويعزى هذا التطور للأسباب التالية :
1. تطور مفهوم التربية الذي أصبح أوسع مدىً، وأكثر دلالة فيما يتصل بالسلوك وتقويمه، والنظرة إلى التربية على أنها عملية شاملة ومستدامة، وتحررها من قيود النمط المؤسسي الرسمي .
2. انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتنامي قدرتها على جذب مستقبل الرسالة الإعلامية، وبالتالي قدرتها على القيام بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسة التربوية الرسمية.
3. تسرب بعض القيم السلبية، والعادات الدخيلة على ثقافة المجتمعات، وتحديداً في البلدان النامية تحت غطاء حرية الإعلام .
تعريف الإعلام التربوي:
لقد أخذت التعريفات التي تناولت الإعلام التربوي أربعة اتجاهات رئيسة، وهي :
الاتجاه الأول : و يعني بالإعلام التربوي " التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها وتصنيفها والإفادة منها ."
و يؤخذ على هذا التعريف أنه يحمل دلالة هي أقرب ما تكون لمفهوم نظم المعلومات التربوية، وليس لمفهوم الإعلام التربوي، فمجالات الإعلام التربوي هي نفسها مجالات العملية التربوية، وحيث أن كل المعارف العلمية والمهنية والاجتماعية يمكن أن تكون موضوعاً للعملية التربوية والبحث التربوي، فإنها بالتالي يمكن أن تكون مادة للإعلام التربوي .
الاتجاه الثاني : ويرى أن تعريف الإعلام التربوي يمتد ليشمل" الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة. "
ويرى الباحث أن ما قدمه أصحاب هذا الاتجاه، لا يعدو كونه رأياً، وليس تعريفاً للإعلام التربوي، كونه منقوصاً، و يتصف بالعمومية، كما أنه يثير مشكلتين أساسيتين، تتمثل المشكلة الأولى في تحديد المعايير التي يمكن الاستناد إليها في إصدار الأحكام على محتوى وسائل الإعلام العامة، في حين تتمثل المشكلة الثانية في أسس الالتزام التربوي و الأخلاقي لوسائل الإعلام .
الاتجاه الثالث : و يعرف الإعلام التربوي بأنه " المحاولة الجادة للاستفادة من تقنيات الاتصال وعلومه من أجل تحقيق أهداف التربية من غير تفريط في جدية التربية و أصالتها، أو إفراط في سيطرة فنون الاتصال و إثارته عليها " و هذا ما تبناه بعض الباحثين في دول الخليج العربية .
ويؤخذ على هذا التعريف كونه تعريف توفيقي متأثر بواقع الخلاف بين التربويين والإعلاميين حول تبعية هذا المصطلح، إضافة إلى عدم التمييز بين مفهوم الاتصال ومفهوم الإعلام، وكذلك إغفال بعض الجوانب المهمة مثل : مضمون الرسائل الإعلامية للإعلام التربوي .
الاتجاه الرابع : يقدم تعريفا تبناه معهد الإنماء العربي ويرى أن الإعلام التربوي: " يقوم على البرامج التربوية في الإذاعة والتلفزيون، وعلى المجلات والنشرات التربوية، والمحاضرات والندوات ."
ومع أن هذا التعريف يحدد عدداً من وسائل الإعلام التربوي، غير أنه لا يوضح ماهية البرامج التربوية، وطبيعة محتواها، فهل المقصود هو البرامج التعليمية، كالدروس المنهجية المساندة لطلبة المدارس، وبرامج تدريب المدرسين أثناء الخدمة ؟ أم البرامج التربوية بحسب المفهوم الشامل للتربية المستدامة ؟
يتضح مما سبق أنه لا يوجد تعريف محدد للإعلام التربوي يحظى بإجماع بين الباحثين، بل إن هناك بون شاسع بين مدلولات تلك التعريفات، وربما يعود ذلك إلى حداثة الأبحاث في مجال الإعلام التربوي، واتساع هذا المفهوم، وتداخله في كثير من مجالات الأنشطة والعلاقات الإنسانية، و تباين وجهات نظر ومذاهب الباحثين فيه .
ويعرف الباحث* الإعلام التربوي بأنه: " كل ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل إعلامية ملتزمة، تسعى للقيام بوظائف التربية في المجتمع، من نقل للتراث الثقافي، وغرس لمشاعر الانتماء للوطن، بحيث تتمكن مختلف فئات المجتمع من إدراك المفاهيم، واكتساب المهارات، والتزود بالخبرات، وتنمية الاتجاهات، وتعديل السلوك."
موقع الإعلام التربوي من علوم الإعلام والتربية:
هناك خلاف واضح بين الإعلاميين والتربويين حول موقع الإعلام التربوي من علوم الإعلام والتربية، فقد أشارت نتائج دراسة نظرية للباحث/ ثروت كامل بعنوان : " الإعلام التربوي كأحد المجالات الحديثة لبحوث الإعلام"، والمقدمة في الحلقة الدراسية الثانية لبحوث الإعلام المنعقدة في الفترة من 13 -16 مايو 1996م، بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، أشارت إلى أن الإعلام التربوي ينتمي إلى الدراسات الإعلامية، في حين يرى د/ مصطفى رجب، في كتابه " الإعلام التربوي في مصر واقعه و مشكلاته (1989 م)" : أن الإعلام التربوي هو أقرب ما يكون إلى مجال أصول التربية، وتحديداً فلسفة التربية، وذلك لأن الإعلام التربوي يطرح العلاقة بين الإعلام و التربية من زاوية الالتزام التربوي تجاه محتوى الرسائل الإعلامية لوسائل الإعلام .
ويتبنى الباحث رأي (رجب) في أن الإعلام التربوي ينتمي إلى الدراسات التربوية، وذلك للاعتبارات التالية :
1. إن الحكم على محتوى الرسائل الإعلامية لوسائل الإعلام من خلال المعايير التربوية، منوط بالأخصائيين التربويين.
2. إن المعالجة التربوية لمحتوى الرسائل الإعلامية في وسائل الإعلام في ضوء الفلسفة التربوية للمجتمع تتطلب خبرات تربوية متخصصة، وليس اجتهادات إعلامية قد تخطيء وقد تصيب.
3. إن علاقة الإعلام التربوي بالإعلام هي علاقة الصفة النسبية بالموصوف، وليست علاقة الفرع بالأصل، وبالتالي لا يمكن اعتبار الإعلام التربوي فرعاً ينتسب إلى أصل هو الإعلام .
4. إن مجالات الإعلام التربوي هي كل مجالات التربية بمفهومها الشامل، وليست منحصرة في المجال التعليمي فقط، وعليه فلا يمكن اعتبار الإعلام التربوي فرعاً من فروع الإعلام .
5. إن دوائر الإعلام التربـوي موجودة ضمن الهـياكل التنظيمية لوزارات التربية والتعليم أوالمعارف، كما أن تخصص الإعلام التربوي يدرَس في كليات التربية النوعية، كما هو الحال في العديد من البلدان كالسعودية، و مصر، وفلسطين.
الإعلام التربوي وعلاقته بالعلوم الأخرى :
لا يوجد علم مستقل تماماً عن غيره من العلوم، بل يوجد تكامل ما بين العلوم وبعضها، والإعلام التربوي له أهدافه الخاصة به، والتي يمكن تحقيقها من خلال الاستفادة من العلوم الأخرى، ومنها :
1. علم الاجتماع : وهو أحد العلوم الأساسية التي يستفيد منها الإعلام التربوي، وخاصةً فيما يتصل بالقيم والعادات والتقاليد والتنشئة الاجتماعية، كما يمكن للإعلام التربوي أن يستفيد من الفروع المختلفة لعلم الاجتماع مثل : علم الاجتماع الريفي، والحضري، والبدوي، والديني، والثقافي، في اختيار الرسائل الإعلامية المناسبة لكل بيئة مجتمعية .
2. علم نفس النمو : حيث يمكن للإعلام التربوي أن يستفيد من علم النفس النمو في معرفة مطالب النمو ومعاييره التي يمكن الرجوع إليها في تقييم نمو الأفراد، والعمل على رعاية النمو السوي لديهم في كافة مظاهره جسمياً وعقلياً واجتماعيا من مرحلة الحضانة وحتى الشيخوخة .
3. علم النفس التربوي : الذي يشترك مع الإعـلام التربوي في الاهتمام بكيفـية إكساب الطلاب السلوك والعادات الجيدة، ونبذ العادات غير الجيدة، إضافةً إلى اهتمامه بموضوعات مثل: الدافعية والذكاء والقدرات، والتي تفيد الإعلام التربوي كونه يركز على الجوانب المرتبطة بالذكاء والقدرات والعوامل التي تحول دون الاستفادة الكاملة من القدرات الإبتكارية لدى الطلاب .
4. علم النفس الاجتماعي : حيث يمكن للإعلام التربوي الاستفادة من علم النفس الاجتماع في التعرف على السلوك الاجتماعي للأفراد، وكذلك الجماعات، فيما يتعلق بديناميتها، وبنائها، وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين أفرادها، وطبيعة التفاعل الاجتماعي، ومعايير السلوك في الجماعة، وكيفية توزيع الأدوار فيها .
5. الخدمة الاجتماعية : إن كلاً من الإعلام التربوي والخدمة الاجتماعية يستهدفان خدمة الإنسان، ومواجهة المشكلات التي يعاني منها المجتمع، و يمكن للمتخصصين في مجال الإعلام التربوي الاستفادة من المعطيات النظرية، والممارسات المهنية للخدمة الاجتماعية، سواء ما يتصل بأساليب دراسة المشكلات التي يعاني منها المجتمع، أو تصميم برامج الرعاية الاجتماعية، أو وضع أولويات للبرامج والمشروعات،أو إجراء البحوث التقويمية .
الترجمة :
===============================================================================
لما كانت المعالجة العلمية لأي موضوع تقتضي العناية بتحديد مسميات الألفاظ والمفاهيم المستخدمة فيه، ولكون مشكلة التعريفات تبرز دائماً لتفرض نفسها بإلحاح، لذا فإنه من الضروري قبل البدء في تعريف الإعلام التربوي، أن نبدأ بتحديد التعريفات أو المفاهيم التي قد تتداخل معه، وهي: الاتصال التربوي، و الإعلام التعليمي، و التربية الإعلامية، والتجديد التربوي، ونظم المعلومات التربوية، وصولاً إلى تعريف الإعلام التربوي.
1. الإعلام التعليمي:
لم يضع التربويون ـ بشكل قاطع ـ حدوداً فاصلة بين كلمتي : التربية Education ، و التعليم Instruction ، فكثيراً ما تترجم الكلمة الأولى إلى العربية مرة بالتربية و مرة بالتعليم، كما أن الكلمة الثانية تترجم أحياناً بالتدريس .
غير أن إجماعاً - غير منظم - يكاد ينعقد بين التربويين على أن كلمة التربية أوسع مدى و أكثر دلالة على ما يتصل بالسلوك و تقويمه، في حين ينحصر مفهوم التعليم على علاقة محدودة بين طرفين بهدف إيصال قدر معين من المعلومات أو المهارات، و يؤيد هذا الرأي بعض أساتذة التربية حيث يشترطون أن يكون السلوك المراد تعلمه، أو التغير المراد إحداثه في السلوك مرغوباً فيه حتى يسمى تربية، وعلى ضوء ما سبق يمكن التوصل إلى أن التعليم نمط مؤسسي من أنماط التربية يتم داخل مؤسسات رسمية، بينما تتم التربية داخل تلك المؤسسات و خارجها، فالأسرة، والأندية، ووسائل الإعلام، ودور العبادة، وغيرها، هي مؤسسات اجتماعية يكتسب الفرد من خلالها كثيراً من مكونات شخصيته و ثقافته.
و تأسيساً على هذا الفهم يمكن حصر الإعلام التعليمي في " الصحف و المجلات التي تصدر متجهة إلى المعلمين و الطلاب و غيرهم من عناصر العملية التعليمية مضافاً إلى ذلك البرامج التعليمية المسموعة و المرئية ."
2.الاتصال التربوي:
يعتبر الاتصال التربوي أحد القضايا التي يثيرها الإعلام التربوي من منطلق التداخل بين كلمتي: إعلام Information ، واتصال Communication ، حيث أن الكثير من الباحثين لا يميزون بشكل جلي بينهما، فالمقصود بالاتصال هو" عملية تفاعلية يتم من خلالها القيام بنقل المعلومات والأنباء والرسائل الشفوية والمكتوبة بقصد التأثير على السلوك البشري وتعديله"، ويتميز عن الإعلام في أنه يأخذ أشكالاً عدة : كالاتصال الذاتي، والاتصال الشخصي، والاتصال الجمعي، والاتصال الجماهيري، كما أن عملية الاتصال تجعل كلاً من المستقبل والمرسل يشتركان معاً في رسالة واحدة، مما يعني أن رجع الصدى يشكل عنصراً هاماً من عناصر عملية الاتصال . ويعرف الاتصال التربوي - في ميدان الإدارة المدرسية- على أنه " نقل للأفكار والمعلومات التربوية و التعليمية بصفة خاصة، من الناظر أو مدير المدرسة إلى المعلم و العكس، أو من الناظر أو المدير إلى مجموعة من المعلمين، أو من مجموعة من المعلمين إلى مجموعة أخرى، سواءً بالأسلوب الكتابي أو الشفهي، أو بوسائل أخرى مختلفة بحيث يتحقق الفهم المتبادل بين أسرة المدرسة، و ينتج عنه اقتناع من جانب المتصل به مما يؤدي إلى وحدة الهدف و الجهود، بحيث تتحقق في النهاية أهداف المدرسة و فلسفتها التربوية و التعليمية
و يهدف الاتصال التربوي إلى التحكم في سلوك الفرد عن طريق تنظيم بيئته، ومسألة التحكم في سلوك الأفراد تأخذ منحيين من مناحي البحث و المناقشة، أولهما : منحى فلسفي، يبحث و يناقش مدى سلامة تحديد سلوك الأفراد و التحكم فيه مع كفالة حريتهم الشخصية و حقهم في اتخاذ القرارات، و المنحى الثاني:علمي، يبحث و يناقش إمكانية توصل العلم إلى درجة التحكم في سلوك الأفراد في ظل تعقد وتشابك العوامل المؤثرة فيه، والتي تجعل التنبؤ الدقيق بهذا السلوك صعباً إن لم يكن مستحيلاً في الوقت الحاضر .
3.التربية الإعلامية:
وهي "عملية تهدف إلى تعليم الطلاب و تدريبهم على التعامل مع محتوى الإعلام في الانتقاء والإدراك، و تجنب الآثار السلبية، والاستفادة من الآثار الإيجابية، بحيث يتحرر الفرد من الانبهار بالتكنولوجيا، و يكون أكثر إيجابية و ترفعاً عن منطق السهولة، و أكثر وعياً و مسؤولية في انتقاء منتجات العملية الإعلامية."
4. التجديد التربوي :
ويقصد به "ابتداع أو اكتشاف بدائل جديدة لنظام التعليم القائم، وتلبية حاجات المجتمع الذي يوجد فيه، والإسهام في تطويره."
وهو مصطلح حديث نسبياً ، لم تعرفه كتب التربية إلا في النصف الثاني من القرن العشرين، وتعتبر الكتابات الصادرة عن اليونسكو هي أول من تطرق إليه، وقد دعا إلى ظهور هذا المصطلح ما واجه التربية الحديثة من تحديات تمثلت في: الإنفجارالمعرفي الهائل، والزيادة السكانية المطردة، وازدياد معدل أوقات الفراغ .
5. نظم المعلومات التربوية :
ويقصد بها أجهزة جمع المعلومات ونشرها مثل: المكتبات، و دور المحفوظات، وأجهزة التوثيق و الإحصاء و التصنيف، حيث شهد العالم تطوراً ملموساً في إخضاع المعلومات للكمبيوتر، وابتكار أساليب جديدة للإفادة من تلك المعلومات، وذلك نتيجةً للانفجار المعرفي الهائل الذي يعتبر سمة العصر الذي نعيشه .
مفهوم الإعلام التربوي
الإعلام التربوي مصطلح جديد نسبياً ، ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية عام 1977م .
ومع التطور التقني الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام في العقود الثلاثة الأخيرة، والذي تمثل في إلغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، تطور مفهوم الإعلام التربوي، وامتد ليشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام العامة، المتمثلة في السعي لتحقيق الأهداف العامة للتربية في المجتمع، والالتزام بالقيم الأخلاقية، ويعزى هذا التطور للأسباب التالية :
1. تطور مفهوم التربية الذي أصبح أوسع مدىً، وأكثر دلالة فيما يتصل بالسلوك وتقويمه، والنظرة إلى التربية على أنها عملية شاملة ومستدامة، وتحررها من قيود النمط المؤسسي الرسمي .
2. انتشار وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتنامي قدرتها على جذب مستقبل الرسالة الإعلامية، وبالتالي قدرتها على القيام بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسة التربوية الرسمية.
3. تسرب بعض القيم السلبية، والعادات الدخيلة على ثقافة المجتمعات، وتحديداً في البلدان النامية تحت غطاء حرية الإعلام .
تعريف الإعلام التربوي:
لا يوجد تعريف محدد للإعلام التربوي يحظى بإجماع بين الباحثين، بل إن هناك بون شاسع بين مدلولات تلك التعريفات، وربما يعود ذلك إلى حداثة الأبحاث في مجال الإعلام التربوي، واتساع هذا المفهوم، وتداخله في كثير من مجالات الأنشطة والعلاقات الإنسانية، و تباين وجهات نظر ومذاهب الباحثين فيه .
ويعرف الباحث الإعلام التربوي بأنه: " كل ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة من رسائل إعلامية ملتزمة، تسعى للقيام بوظائف التربية في المجتمع، من نقل للتراث الثقافي، وغرس لمشاعر الانتماء للوطن، بحيث تتمكن مختلف فئات المجتمع من إدراك المفاهيم، واكتساب المهارات، والتزود بالخبرات، وتنمية الاتجاهات، وتعديل السلوك."
* محاضر في جامعة القدس المفتوحة - فلسطين
الملفات المرفقة
- إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفكري (إسهام الإعلام التربوي في تحقيق الأمن الفكري.pdf - B)