المنظمة المتعلمة
المنظمات المتعلمـــة وخصائصها الاساسية
نعيش اليوم في عالم
تصاعدت وتشابكت فيه عوامل التغيير والتجدد في جميع مجالات الحياة ، وتلاشت فيه
قضايا التاكد والثبات والانفصال ، وانتجت تلك العوامل منظمات ادارية جديدة في
فلسفتها وخصائصها. هذه المنظمات هي المنظمات المتعلمة Learning Organizations.
و المنظمات المتعلمة ، او
المنظمات العارفـــة Knowing Organizations، اوالمنظمات المفكـرة Organizations Thinking ،او المنظمات دائمة التعلم ، كلها تحمل معنى واحد يشير الى المنظمة
التي تهتم بالعمل المعرفي وتعمل على تنمية وتطوير قدرات العاملين في التخصصات
العلمية وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة انشطتهم الفكرية بهدف تعزيز عمليات
الابداع والتميز في الاداء .
ويرى سينج (Senge :1990) وهو من ابرز العلماء الذين تناولوا هذا النوع من المنظمات، ان
المنظمــــة المتعلمة هي التي يعمل فيها الجميع بشكل مستقل او متعاون على تطوير
قدراتهم باستمرار من اجل تحقيق النتائج التي يرغبونها. وهي تسعى الى تطوير انماط
جديدة للتفكير ، و تضع لها مجموعة من الاهداف والطموحات الجماعية، وحيث يتعلم
افرادها باستمرار كيف يتعلمون بشكل جماعي .
اما بيدلر (Pedler) مؤلف كتاب الشركة المتعلمـــــة The Learning Company فيرى ان هذه المنظمات
تسعى لوضع الاسس اللازمة لتسهيل عملية التعلم،وتكيف نفسها لتتلاءم مع هذه العمليات.
(Pedler, 1995;23) ويتضمن هذا المفهوم نقطتين اساسيتين :
1- ضمان
استمرارية عمليات التعلم وتطوير قدرات العاملين بالمنظمة .
2- التطوير
الذاتي المتواصل للمنظمة ككل، والعمل على وضع قنوات تربط تعلم الافراد بسياسات
المنظمة واستراتيجياتها.
ونخلص من التعريفات
السابقة الى ان :
المنظمة المتعلمة هي
منظمة تمتلك رؤية جديدة في مجال العمل الاداري تختلف تماما عن فلسفة المنظمات
التقليدية ، تؤكد على ضرورة تخليق واكتساب المعرفة ونقلها بسرعة الى جميع
المستويات الادارية . كما تمتلك اهدافا تنظيمية محددة تحتم مشاركة جميع العاملين
في المخزون المعرفي الخاص بها والعمل على تعزيزه بما لديهم من تجارب وخبرات
اكتسبوها عبر الزمن . وميزة هذه المنظمة قدرتها على التعلم المتواصل ، ونقل نفسها
من مستوى معين الى مستوى افضل في الاداء والنمو والتميز .
خصائص المنظمات
المتعلمـــة :
لو تهيا لاي منا فرصة
كافية لتفحص بعض الشركات الناجحة (كالشركات اليابانية والأمريكية العملاقة) التي
تهتم بتدريب وتطوير قابليات العاملين فيها سيرى ان هذه المنظمات تمتلك خصائص
اساسية من بينها مايلي :
1- اهتمامها
الكبير بالتعليم الفردي والجماعي لانه وسيلة اساسية لتحقيق رسالتها وخططها
الاستراتيجية .
2- يتشرك
جميع العاملين في التامل والتفكير المتواصل في كيفية ضمان استمرارية التطوير
واعادة التطوير لقابلياتها وامكاناتها البشرية .
3- تبذل
الكثير من الجهد من اجل تنظيم عملياتها المختلفة باسلوب يجعل من المهام Tasks المراد
تاديتها فرصا للتعلم المستمر .
وفي المنظمة المتعلمة نجد
ايضا الخصائص الاتية :
1 - ان
التعامل الداخلي بين الاقسام شبيه بالعلاقات القائمة مع المستهلكين والموردين
تحكمة الفاعلية والتفاوض المتعاون .
2- تصمم
الوظائف والادوار في الهيكل التنظيمي باساليب تمكن المنظمة من التطورفي الوقت الذي
تتوفر لديها القدرة على الاستجابة والتفاعل مع التغيرات البيئية.
3 - يتم
التعامل مع العاملين في الوظائف ذات الاتصال المباشر مع الجمهور على اساس انها
ادوات للرصد البيئي قادرة على تنمية الوعي والتفاعل الايجابي الى اقصى حد .
4- يتم
تشجيع التعلم الداخلي في المنظمة بالنعاون والعمل المشترك وفي مناخ تنظيمي قابل
للتطور باستمرار .
5- الاختلاف
بين الافراد لايتم تشجيعه فقط وانما ينظر اليه كشئ اساسي في تنشيط عملية التعلم
والابداع .
هل يمكن لمؤسساتنا
العربية الاستفادة
ونحن نستعرض هذه المنظمات
الساعية الى التعلم بشكل متواصل ونقارنها مع مؤسساتنا العربية نجد ان المدير
العربي في حاجة ماسة الى اعادة التفكير في كيفية ادارة مؤسساتنا وبشكل يمكنها من
التواصل مع التطورات الادارية العالمية .مطلوب من الادارة في مؤسساتنا الايمان
بقدرات مهارات العاملين وامكانياتهم على التطور .مطلوب من مؤسساتنا التاكيد على
اهمية تشجيع العاملين على التعلم من خلال التجريب والتدريب وعلى المستوى الفردى
والجماعي .مطلوب منها ايضا ايجاد بيئة عمل صالحة للعاملين لكي يؤدوا اعمالهم في
ظروف امنة وخالية من التشنج والراي المنفرد .
المصادر
- Pedler, M.J., Boydell, T., Burgoyne, J.C.,( 1991), The Learning
Company, McGraw-Hill, London.
- Senge, P. M, (1995), The Fifth Discipline - The Art & Practice of
the Learning Organization, Sage, New York