فرق التعلم التعاونية
في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية والمحلية الحادثة حالياً والتي تتطور بشكل مستمر ، وفى ظل تأثيراتها على برامج التعليم والبحث العلمى ، فإن الادارة التعليمية والتوجيه الفنى يطمحان إلى مواكبة تلك التطورات ، بحيث يتم اتاحة تعليم متميز يهدف الى إعداد وتأهيل خريج مؤهل ومعد إعداداً جيداً ومتميزاً تتوافر لديه معايير الأداء المتميز ، بحيث تتاح له فرص المنافسة العالمية والإقليمية والمحلية للحصول على فرص للعمل والدراسة فى شتى المجالات ، وفى ضوء ذلك فإن الادارة التعليمية والتوجيه الفنى يريان أنه من الضرورى السعى إلى تحقيق معايير الجودة الشاملة للتعليم قبل الجامعى فى ضوء الضوابط الأكاديمية المعمول بها فى مجال هيئات التدريس ، والطلاب والبحث العلمى وخدمة المجتمع والتوافق مع سوق العمل فى ظل وجود بنيان اتصالى ومعلوماتى قوى ومكتمل .
مفهوم التعلم التــعاوني:
حظي التعلم التعاوني باهتمام كبير من قبل التربويين إذ أن له تأثير إيجابي وفاعل في بقاء أثر التعلم لدى المتعلمين , ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة إلى إتباع طريقة التعلم في مجموعات توافقا مع إدخال نظام التعليم الأساسي , فما المقصود بالتعلم التعاوني؟
تعددت تعريفات التعلم التعاوني , واتفقت جميعها على أنه أسلوب تعليمي يقوم على تنظيم الصف , حيث يقسم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة , تتكون كل منها من أربعة أفراد على الأقل , يتعاونون مع بعضهم البعض , ويتفاعلون فيما بينهم , ويناقشون الأفكار , ويسمعون لحل المشكلات بهدف إتمام المهام المكلفين بها , ويكون كل فرد في المجموعة مسئولاً عن تعلم زملائه , وعن نجاح المجموعة في انجاز المهام التي كلفت بها ويتحدد دور المعلم في التوجيه والإرشاد , وتشجيع التلاميذ والإجابة على أسئلتهم وتوزيع الأدوار على كل تلميذ في المجموعة.
بعض تعريفات التعلم التـــعاوني :
تعرف ( كوثر كوجك , 1992 )التعلم التعاوني بأنه : يطلب من التلاميذ العمل مع بعضهم البعض ,والحوار فيم بينهم فيما يتعلق بالمادة الدراسية , وأن يعلم بعضهم بعضاً , وأثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية إيجابية.
وعرف (1994, Mcenerney) التعلم التعاوني بأنه:( إستراتيجية تدريس تتمحور حول الطالب حيث يعمل الطلاب ضمن مجموعات غير متجانسة لتحقيق هدف تعليمي مشترك).
أشكال التعلم التعاوني ، منها :
1- فرق التعلم الجماعية:
تتم من خلال الخطوات التالية :
- ينظم المتعلمون في مجموعات وفقاُ لرغباتهم وميولهم نحو دراسة المشكلة.
- تحدد المصادر والأنشطة والمواد التعليمية التي سيتم استخدامها.
- يتم اختيار الموضوعات الفرعية المتصلة بالمشكلة وتحديد الأهداف ويوزع قائد المجموعة المهام على أفراد المجموعة.
- يشترك أعضاء كل مجموعة في إنجاز المهمة الموكلة إليهم.
- تقدم كل مجموعة تقريرها النهائي أمام باقي المجموعات.
2- الفرق المتشاركة:
وفيها يقسم المتعلمون إلى مجموعات متساوية العدد, ويقسم موضوع التعلم بحسب عدد أفراد كل مجموعة بحيث يخصص لكل عضو في المجموعة جزء من موضوع التعلم ثم يطلب من الأفراد المسئولين عن الجزء نفسه من جميع المجموعات الالتقاء معاُ وتدارس الجزء المخصص لهم ثم يعودون إلى مجموعاتهم ليعلموها ما تعلموه , ويتم تقويم المجموعات باختبارات فردية وتفوز المجموعة التي يحصل أعضاؤها على أعلى درجات.
3- فرق التعلم معاُ:
وفيها يهدف المتعلمون إلى تحقيق هدف مشترك واحد ، حيث يقسم المتعلمون إلى فرق يساعد بعضها بعضاً في الواجبات والقيام بالمهام ، وتقدم كل مجموعة تقريراً عن عملها وتتنافس المجموعات فيما بينها بما تقدمه من مساعدة لأفرادها.
المجتمعات المهنية للتعلم
تعريف المجتمعات المهنية للتعلم :
المجتمعات المهنية للتعلم هي عبارة عن فرق عمل تتشارك بصورة منظمة لتحقيق التحسين المستمر في البيئة التعليمية للاستجابة لاحتياجات أعضاء مجتمع التعلم من خلال الرؤية المشتركة للمدرسة ، المجتمع المهني هو إجراء تستطيع من خلاله مجموعة من المهنيين أن يتفاعلوا حول مسألة تؤثر في أدائهم وينتج عن هذا التفاعل نمو مهنى وتحقق الأهداف المشتركة بينهم ، أو هم مجموعة ينتمون إلى مهنة واحدة يجتمعون حول مشكلة مشتركة لحلها أو حول هدف واحد لتحقيقه ، و المشكلة أو الهدف المشترك هو الذي يدفع إلى تكوين المجتمع المهني .
أسس المجتمعات المهنية للتعلم :
يقوم نموذج المجتمعات المهنية للتعلم على أربعة أسس :
- الرؤية : فلابد أن تكون هناك رؤية واضحة و محددة و طموحة للمؤسسة التعليمية تبين ما الذي تطمح المؤسسة إلى تحقيقه .
- الرسالة : ويشتق من رؤية المؤسسة رسالتها ، والرسالة لا بد أن تبين و تحدد دور المؤسسة التربوي و المجتمعي ، وتكون ترجمة لرؤية المؤسسة .
- القيم : تعتمد المجتمعات المهنية للتعلم على منظومة القيم التي يؤمن بها العاملون بالمؤسسة والمنتسبين إليها حيث تشكل الإطار المرجعي لتلك المجتمعات .
- الأهداف : تشتق المؤسسة التعليمية أهدافها من رؤيتها و رسالتها و منظومة القيم التي تؤمن بها ومن أهداف المجتمع و أهداف النظام التعليمي القائم فيه و تمثل تلك الأهداف أحد الأسس الرئيسة للمجتمعات المهنية للتعلم .
مبادئ بناء فرق التعلم التعاوني للمعلمين :
- الفرق التعاوينة للمعلمين هي مفتاح تحسين عملية تعلم التلاميذ .
- يمكن للمعلمين التعلم من بعضهم البعض .
- فرق العمل التعاونية تقضي على ظاهرة الأبواب المغلقة .
أهمية فرق التعلم التعاوني للمعلمين :
- هي إحدى طرق تفعيل وحدات التدريب والتقويم بالمدرسة وترسيخ التنمية المهنية المستمرة لجميع العاملين بالمؤسسة .
- تدور موضوعاتها حول جميع مكونات العملية التعليمية: التعلم النشط – التقويم الشامل – الإدارة المتميزة - المشاركة المجتمعية ـ خطة تحسين ... إلخ.
- الهدف النهائي لها هو تعلم أفضل للتلميذ.
مؤشرات نجاح المجتمع المهني للتعلم:
- المعلمون والقيادة يعملون في فريق واحد يتسم بثقافة التساؤل والعمل الجماعي .
- تتوافر فرص للتنمية المهنية التي تنعكس على الممارسات داخل الفصل .
- يظهر تقدم واضح في تحصيل التلاميذ ويمكن قياسه ويوجد عليه أدلة.
- تجد القيادة التعليمية والمعلمين قد تحولوا إلى متعلمين في مناخ من الاحترام والثقة والالتزام الجماعي للتعلم .
نتائج تطبيق المجتمع المهني للتعلم:
- تحول كبير في مفهوم المعرفة.
- التساؤلات والبحث المشترك.
- الاعتماد على الأدلة والبراهين فى القرارات.
- المسؤولية المشتركة.
- التعلم المستمر.
- التعاون بين أعضاء المجتمع المهني لتحقيق النتائج.
أهم التحديات التي تواجه القائد في المجتمعات المهنية للتعلم :
- الوقت حيث يواجه القائد بضيق الوقت المتاح في مقابل الأعباء الملقاة على كاهله، وعلى عاتق فرق العمل و يتضح مدى ذكائه في طريقة سيطرته على الوقت.
- قلة الموارد المتاحة أو عدم مناسبتها .
- حاجة فرق التعلم للدعم الفني .
- التواصل المناسب بين الفرق وبين العاملين بالمؤسسة .
- الأفكار الراسخة لدى بعض العاملين و التي تعوق عمل تلك الفرق .
دور القائد التعليمي في دعم مبادئ فرق العمل التعاوني الناجحة :
- اتخاذ القرار المناسب من بين البدائل المختلفة التي توصلت إليها فرق العمل .
- يجب على القائد الناجح أن يجرب القرارات الصائبة التي توصلت إليها فرق العمل حتى لو كانت غير القرار الذي توصل إليه هو .
- إذا تجاهل القائد الجهد المبذول في المجتمع المهني لرغبته في تنفيذ الحل المفضل لديه فإنه يهدم أهم إنجاز لهذا العمل وهو خلق ثقافة العمل التعاوني داخل مدرسته.