(طرق الإرشاد)
التكنيكيات النفسية
المستخدمة فى الإرشاد النفسي
(طرق الإرشاد)
تتعدد الطرق والنظريات المهتمة بالعملية الإرشادية ،وتعتمد الطرق الإرشادية على أساس من نماذج أو نظريات مثل نظرية السمات ،والعلاج السلوكي ،والعلاج العقلاني الانفعالي ،والعلاج المعرفي ،والعلاج الجشطلتى،والعلاج بالمعنى،والعلاج عند ادلر،التحليل النفسي،العلاج متعدد الوسائل،العلاج بالسيكودراما ،العلاج المتمركز حول العميل وسوف نتناول بعض منها كالآتي:.
التكنيكيات القائمة
على أساس من الإشراط الإجرائي
فهناك مجموعة من الطرق تقوم على أساس من نظرية الإشراط الإجرائي التي صاغها سكينر 1938،والتي ترى أن السلوك يزداد ويتكرر نتيجة لما يحدث بعده من تعزيز وأنه ينقص نتيجة لما يحدث بعده من عقاب ،كذلك تشتمل النظرية على مجموعة من قواعد التعلم التي يمكن أن تفسر لنا السلوك،وهى بالإضافة إلى التعزيز والعقاب ،والانطفاء ،التعميم ،والتمييز ،والتشكيل والتسلسل وسوف نتناول كل منها كما يلي:
1-تكنيك التعزيز(التدعيم)
Reinforcement
وهو إذا كان شأن حدث ما "نتيجة" يعقب إتمام استجابة أن يزداد احتمال حدوث هذه الاستجابة مرة أخرى سمى هذا الحدث اللاحق للاستجابة معززا أو مدعما
والمعززات تنقسم إلى نوعين وهما :
1-المعززات الأولية:
وهى أحداث لاحقة "نتائج "غير مشروطة من حيث أنها قد أكتسب قيمتها التعزيزية بدون تدريب خاص ،ومن أمثلة ذلك الطعام ،الماء،تخفيف الألم ،وغيرها من الأشياء،التي تعتبر حيوية للكائن الحي،وتحافظ على حياته ،وبالتالي فإن هذه المعززات يكون لها قيمة تعزيزية إذا كانت هناك حاجة للمحافظة على الحياة(الجوع ،العطش،التعب،الألم ..الخ..).
2-المعززات الثانوية:
فهي أحداث لاحقة للاستجابة "نتائج" يكون لها قوة تعزيزية نتيجة لخبرات تعليمية مشروطة،على سبيل المثال "الامتداح،المال،الالتفات،تعتبر أحداثا لاحقة لها قيمة تعزيزية ،وتتحدد قيمة حادث لاحق "نتيجة"لمعزز ثانوي على أساس فردى،ومن واقع الخبرات التعليمية السابقة للعميل.
**التعزيز الإيجابي :Positive Reinforcement
إن ظهور حدث سار لاستجابة ما"سلوك" ،ويترتب عليه زيادة الاستجابة ،هو ما نطلق عليه التعزيز الإيجابي ،فإذا أتى شخص ما بسلوك ،وكان نتيجة لذلك أن حدث شئ طيب كأن تلقى مكافأة فإن ذلك ما نسميه تعزيزا إيجابيا.
**التعزيز السلبي Negative Reinforcement
فإذا أعقب سلوكا أو استجابة ما استبعاد سيئ منفر وترتب على ذلك أن ازداد السلوك فإننا نطلق على هذه العملية التعزيز السلبي.
وفى جميع الأحوال فإن التعزيز هو تقوية للسلوك ،وبالتالي فإن السلوك الذي نراه فى العميل "سواء كان سلوكا مرغوبا أم غير مرغوب "قد استمر وقوى نتيجة للتعزيز إيجابي والسلبي.
وعند استخدام التعزيز لزيادة سلوك مرغوب أو الإبقاء عليه بعد تكوينه فإن هناك مجموعة من الأمور ينبغي أن نراعيها وهى،أن يكون ظهور المعززات فى وقت قريب من السلوك الذي نود أن نعززه بقدر الإمكان ،وكذلك أن نختار المعزز من حيث النوع والكمية بما يناسب حاجة العميل ،وأن نستخدم جداول تعزيز متقطعة تطول المدة فيها شيئا فشيئا ،وبذلك نتجنب انطفاء السلوك بسرعة عند توقف التعزيز.
ويستخدم أسلوب التعزيز فى تعديل سلوك الأطفال ،والمتخلفين ذهنيا،وكذلك لدى مرضى اضطرابات الكلام ،وتكوين العادات الصحية والأخلاقية الصحيحة.
ومن أساليب التعزيز "الفيش" أو بونات التعزيز "وتسمى أحيانا اقتصاديات الفيش حيث يحصل الفرد الذي يأتى بالسلوك المطلوب على فيش أو تذكرة بحيث إذا جمع عددا منها يمكن أن يبادل هذه الفيش بمشروبات أو بهدايا ،وقد استخدم نظام الفيشات بنجاح فى مستشفيات الأمراض النفسية .
وكذلك من الأساليب التي تستخدم فى التعزيز عملية إرجاع المعلومات Feed Backللعميل حول سلوك معين مما يؤدى إلى تعزيز هذا السلوك الذي أداه ،كذلك أسلوب التعاقد Contracting حيث يحرر القائم بتعديل السلوك عقدا مع الفرد الذي يعدل سلوكه يلتزم فيه الأول بتقديم أشياء معينة عندما يقوم الثاني "العميل" بأداء السلوك المطلوب.
2-تكنيك العقاب
Punishment
العقاب عملية يترتب عليها إضعاف الاستجابة التي سبقته أو توقفها ،وينقسم العقاب إلى العقاب الإيجابي،والعقاب السلبي.
* العقاب الإيجابي Positive Punishment .
إذا صدر عن الفرد استجابة ما ،وأعقب هذه الاستجابة وقوع شيء منفر أو مؤلم للفرد ،فإن ذلك قد يؤدى إلى نقص الاستجابة أو توقفها ،ويسمى ذلك الشيء المنفر أو المؤلم عقابا إيجابيا ،ومن أمثلة الإيجابي الإيذاء "مثلا الضرب" أو التوبيخ.
*العقاب السلبي Negative Punishment.
فإذا صدر عن الفرد استجابة ،وأعقب هذه الاستجابة استبعاد شيء سار من هذا الفرد ،وترتب على ذلك نقص الاستجابة أو انقطاعها سمى ذلك عقابا سلبيا،على سبيل المثال الطفل الذي يلعب فى الشارع ولا يستذكر دروسه ،وكان حرمان هذا الطفل بعد اللعب من مشاهدة التلفزيون ،يؤدى إلى نقص اللعب فى الشارع قلنا إن ذلك عقاب سلبي.
ومن أنواع العقاب التي تستخدم فى مجال تعديل السلوك .
1-الحرمان أو الإبعاد لبعض الوقت،حيث يحرم الفرد لبعض الوقت من المعززات ومن الأشياء المرغوبة مثل الانضمام لجماعات النشاط ،والاشتراك فى الترتيب لحفلة أو الخروج فى رحلة .
2- ثمن الخطأ :حيث يغرم الفرد بأن يدفع ثمن الخطأ ،ومثال على ذلك ما يتبع فى أسلوب الغرامات،زيادة التصحيح ،حيث يطلب من الفرد تصحيح ما ترتب على سلوكه وزيادة عليه فمثلا،إذا كسر التلميذ زجاج نافذة فقد يكلف بأن يشترى كل زجاج النوافذ الأخرى على حسابه.
3-الصدمات الكهربائية: ويستخدم هذا الأسلوب فى بعض الأحيان مع الأطفال الذين يقومون بسلوكيات مؤذية للذات كأحداث جروح فى أنفسهم أو إدماء أصابعهم أو ضرب رئسهم فى الحائط "وهذه السلوكيات كثيرا ما توجد لدى الأطفال المتخلفين عقليا" .
4- التعبيرات اللفظية: وهذه التعبيرات يكون الغرض منها تقليل السلوك غير المرغوب ،ولذلك فهي تعتمد على الإحباط والتوبيخ واللوم.
فالعقاب أسلوب مستخدم منذ القدم ،وهو قائم على كراهية الإنسان للألم البدني ومن ثم كراهية أيضا للألم النفسي ،ويجب على أخصائي الإرشاد النفسي أن يدرس استخدام العقاب وخاصة الإيجابي منه دراسة كافية قبل أن يقدم عليه ،ويفضل أن لا يقوم هو بالعقاب .
3-تكنيك الانطفاء
Extinction
وهو يعنى وقف التعزيز عن استجابة سبق تعزيزها ،والاستجابة التي تتعرض للانطفاء تنتقص فى تكرارها حتى تعود إلى مستواها الذي كانت عليه قبل التعزيز أو تتلاشى،فالشخص الذي يحاول أن يشغل سيارته المعطلة يتوقف عدة مرات من المحاولة ،كما أننا نتوقف عن إصدار التحيات الحارة بعد عدة مرات من عدم الإجابة على من نحييه ،وفى كل الحالات فإن السلوك يتناقص لأن النتيجة المعززة لم تعد تحدث .
ويستخدم الانطفاء فى المواقف التطبيقية عادة للسلوكيات التي سبق أن تلقت تعزيزا إيجابيا ،كما أنه يمكن أن يستخدم مع الاستجابات التي تلقت تعزيزا سلبيا .
فالانطفاء فى حالة الاستجابات "السلوك" التي تعزز سلبيا ،وهى غالبا تعزز بإزالة الخوف أو الألم أو القلق،هذه الاستجابات تحتاج لكي تطفأ إلى أساليب خاصة يطلق عليها أحيانا أساليب إزالة أو خفض الخوف Fear Reductionومنها طريقة التخلص التدريجي "أو المنظم" من الحساسية Systematic Desensitization،وطريقة الغمرflooding,،وطريقة التفجر الداخليImplosion،وطريقة التدريب على السلوك التوكيديAssertive Training .
فالمرشد النفسي وهو يحدد مشكلة العميل والتي تتمثل فى سلوك غير مرغوب يحتاج إلى التغيير عن طريق خفضه أو التخلص منه ،هذا المرشد يحتاج أن يتعرف على المعززات التي أبقت على السلوك ،مثل تشجيع الزملاء ،الحصول على مكاسب ثانوية،لفت نظر الوالدين ..الخ ،فإذا استطاع المرشد أن يحدد تكنيكيا الفصل بين المعززات والسلوك الذي قد يكون فى شكل تغيب عن المدرسة ،أو إدعاء المرض ،عدم الاستذكار..الخ ،فإنه بذلك يكون قد أعد خطة لانطفاء السلوك الضار غير المرغوب فيه.
4- تكنيك التشكيل
Shaping
وهو يعتبر أحد الأساليب الهامة فى العملية الإرشادية وخاصة عندما ينصب اهتمام المرشد على إكساب "تعليم" العميل سلوكيات جديدة ،ويعرف كذلك باسم التقريب المتتابع Successive Approximation ،أو مفاضلة الاستجابة response Differentiation ،ويعتبر التشكيل أسلوبا عاما ،يعد لتوليد سلوكيات جديدة عن طريق التعزيز الأولى لسلوكيات موجودة لدى الفرد ،وبالتدريج نقوم بسحب التعزيز من السلوكيات الأقل مماثلة ونركزه على السلوكيات الأكثر تشابها والتي تصبح شيئا فشيئا مشابهة للسلوك النهائي المرغوب .
ويستخدم أسلوب التشكيل فى مواقف كثيرة منها،تدريب الأطفال الصم على إخراج الحروف وكذلك حالات اضطرابات النطق،ففي البداية يقوم المعالج بتعزيز استجابة تقليد الصوت التي تصدر عن الطفل ،ثم يدرب الطفل على التمييز ،ويعزز المعالج الاستجابات الصوتية إخراج حرف من الحروف إذا حدث فقط فى خلال خمس ثوان من نطق المعالج له،ثم يكافأ الطفل عند إصدار الصوت الذي أصدره المعالج وكلما كرر ذلك ،وعلى المعالج تكرار ما فعله فى الخطوة السابقة مع صوت أخر شبيه بالصوت الذي تم فى الخطوة الثالثة.
ويستخدم أسلوب التشكيل فى البرمجة الأكاديمية "مثلا القراءة" والبرمجة الاجتماعية "مثلا الاقتراب من الآخرين،التحدث معهم ،والتعاون) ،والسلوكيات الحركية المعقدة لدى الأطفال والراشدين العاديين أو الذين لديهم مشكلات حيوية ،ويستخدم التشكيل عادة لتكوين سلوكيات مفردة ،وعندما يكون الهدف هو تكوين تتابعات سلوكية مثل ارتداء الملابس ..قضاء الحاجة ..الخ،فأن التشكيل يستخدم مع فنية أخرى هي التسلسل.
5-تكنيك التسلسل
Chaining
ويعتمد التسلسل على تجزئة السلوك أو ما يعرف ببرنامج التقريب المتتابع Successive Approximation والذي يرمز له أحيانا بـ) SAP (حيث يتم التدريب على كل جزء من أجزاء السلوك النهائي باستخدام التعزيز ،وتبدأ عملية تسلسل السلوك بترتيب السلوكيات فى التتابع الذي نراه مناسبا ،فالغرض من التسلسل العلاجي هو أن نأخذ الاستجابات الموجدة "أجزاء السلوك " ونربطها مع بعضها البعض بإضفاء قيمة تعزيزية على الروابط المختلفة .
ويبين الشكل التالي عملية تسلسل (السلوك لدى طفل فى عملية الملبس).
السلوك (أ) |
السلوك (ب) |
السلوك (ج) |
السلوك (د) |
السلوك (هـ) |
السلوك (و) |
ارتداء السروال |
ارتداء الفانلة |
لبس الجورب |
ارتداء البنطلون |
ارتداء القميص |
لبس الحذاء |