آفاق التعلم النقَال
آفاق التعلم النقَال
ينتشر استخدام الهواتف المحموله بشكل كبير في جميع أنحاء العالم ومن قبل شرائح المجتمع المختلفة بغض النظر عن مستواها الثقافي والإجتماعي والإقتصادي، حيث أصبح الهاتف المحمول ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها ولا التنقل بدونها. وبمقارنة ذلك بالكمبيوتر يمكن ملاحظة أن استخدام الهواتف الخلوية أكثر ويمكن استخدام الهواتف لجميع الوظائف التي يستخدم لأجلها الكمبيوتر بشكل أو بآخر ولكن بصورة أسهل وأرخص وفي كل زمان ومكان حيث يمكن حمله في كل الأوقات ومن قبل كل الأفراد. مما استدعى انتباه العديد من التربويين لآلية توظيفها الهواتف المحمولة في عمليتي التعليم والتعلم. كان التركيز في البداية على التكنولوجيا وليس على عملية التعلم ولكن بالسنوات الخمس الأخيرة أصبح هنالك نظريات تربوية تفسر التعلم النقال وتبين أهم الممارسات الجيدة المتعلقة به.
أما عن تعريف التعلم النقال فقد تعددت التعريفات واختلفت تبعا لمرجعية المعرّف ولكن جميعها تتفق على أنه عملية التعلم من خلال توظيف أداه خلوية صغيرة محمولة كما اقترح ( كيفان، 2005) ومن هذه الأدوات الهواتف الخلوية، والكاميرات الرقمية ، والمسجلات والمساعدات الرقمية والهواتف الذكية. والتركيز هنا على صغر حجم الأداة وإمكانية نقلها من مكان إلى آخر بيسر. وهنالك العديد من الباحثين الذين يرون بالتعلم النقال امتداد للتعلم الإلكتروني على اعتبار أنه جيل جديد مثل (Kadirire,2009 ) حيث عرفة على أنه شكل من أشكال التعلم الإلكتروني التي تحدث في كل مكان وزمان من خلال وسيلة متنقلة كالهواتف المحمولة . أما آخرون فيرون التعلم النقال كأنه نقلة نوعية ( paradigm shift) في عملية التعلم لأنه يجسد عملية التفرد بالتعلم ويتمركز فقط حول المتعلم فكل فرد يتعلم تبعا لظروفه وبطريقته، وفي الزمان والمكان الذي يختاره.
يلاحظ بمراجعة العديد من التعريفات للتعلم النقال ومما ورد أعلاه أن كل تعريف يركز على جانب من الجوانب المختلفة للمنظور التربوي الذي اعتمد عليه بوضع التعريف مثل التفرد بالتعلّم، والتعلّم الإلكتروني وحرية الوصول والموقفية. وقد تم مناقشة التعلم النقال من خلال النظريات التربوية المختلفة مثل النظرية السلوكية والنظرية المعرفية والنظرية البنائية والموقفية ... وفي كل نظرية تم التعرض إلى تعريفه ومفهومه ومحور التركيز في التعلم مع ذكر مثال أوأكثر على تطبيقات النظرية عليه. ويمكن الرجوع إلى التفاصيل من خلال : الرابط التالي
وقد تمت الإشارة بالعديد من المراجع إلى أهمية التعلم النقال ومزاياه ووظائفة والتي من أهمها توفره وبسعر زهيد في كل زمان ومكان وعند المعظم ويمكن من خلاله توصيل المحاضرات المسموعة والمرئية للطلبة والتحميل والتذكير بالمهام والتعيينات. ولكن من غير المضمون التأكد من أن الطالب قد اطلع عليها أو أنجز المطلوب منه.
وفي النهاية نتساءل هل سيكون التعلم النقال هو متطلب للقرن الحادي والعشرين وبديل عن التعلم الإلكتروني؟ وهل يمكن للجامعات الفلسطينية والمدارس تقبل التعلم النقال وتوظيفه وبالذات في برامج التعلم المفتوح ؟
قائمة المراجع
KESKİN & METCALF (2011) The Current Perspectives, Theories and Practices of Mobile Learning TOJET vol,10, Issue2