أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة جامعة القدس
استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة جامعة القدس المفتوحة – فرع الرياض- في مقرر الحاسوب في التعليم"
إعداد:
د. عبد الحافظ محمد جابر سلامة
أستاذ مساعد
كلية المعلمين بالرياض
قسم تقنيات التعليم
ملخص
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر" الحاسوب في التعليم "، وبالتحديد فإن هذه الدراسة حاولت الإجابة عن التساؤلات التالية:
- ما أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة- فرع الرياض؟
- ما أثر متغير الجنس على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة – فرع الرياض- باستخدام شبكة الانترنت؟
- ما أثر التفاعل بين طريقة عرض المادة التعليمية والجنس على تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم؟
تكونت عينة الدراسة من (72) دارسا منهم (34) طالباً، و(38) طالبة. وأسفرت الدراسة عن النتائج التالية:
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الوسط الحسابي الكلي على الاختبار التحصيلي لصالح المجموعة التجريبية، أي أن المجموعة التجريبية كانت أفضل أداءً من المجموعة الضابطة.
- وجود فرق في الوسط الحسابي الكلي ذي دلالة إحصائية لصالح الإناث في التحصيل الدراسي.
- وجود أثر ذي دلالة إحصائية لصالح التفاعل بين طريقة عرض المادة والجنس.
وأوصى الباحث بإجراء المزيد من الدراسات حول استخدام شبكة الانترنت في التعليم، وتعميم استخدام شبكة الانترنت في التعلم عن بعد.
مقدمة:
تواجه التربية في العصر الحديث تحديات في جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لعل من أهمها الانفجار السكاني، والانفجار المعرفي، وتطور فلسفة التعليم وتغير دور المعلم، وتفشي الأمية، والنقص في أعضاء هيئة التدريس، والتطور التكنولوجي و وسائل الإعلام. ( سلامة، 2001 ص ص 30 – 32). مما حدى بالتربويين إلى الالتفات للتقنيات التعليمية الحديثة للتصدي لبعض المشكلات الرئيسة التي تواجهها المدرسة والتعليم وزيادة إنتاجيتها عن طريق زيادة معدل التعلم الذي يمكن أن يتم بإتاحة الفرص المتكافئة لجميع الأفراد أينما كانوا، وفي أي وقت. مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.( Willkinson: 1986، ص 13 و عبد الحليم سيد، 1997، ص 19).
ولتحسين الإنتاجية التربوية لجأ بعض التربويين إلى دمج التكنولوجيا بالتعليم وتطوير الأساليب التقليدية؛ مما أدى إلى ظهور أساليب جديدة منها على سبيل المثال التعلم عن بعد الذي يحقق فرص التعليم لجميع فئات المجتمع مهما اختلفت ظروفهم وتعددت احتياجاتهم، وهذا النوع من التعليم يتطلب الأخذ بتكنولوجيا الاتصالات الحديثة ووسائلها للتغلب على مشكلة البعد بين المعلم والمتعلم. (العاني، 2000: ص ص 307- 308)
وفي أواخر القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين اقتحمت شبكة الانترنت كافة نواحي الحياة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. ولعل ذلك راجع إلى الخدمات المميزة التي تقدمها، كما تحولت هذه الشبكة إلى وسيلة إيضاح توفر للمعلم والمتعلم معاً ما يحتاجانه من معلومات، وصور بوقت قليل وجهد يسير. (بوعزة،2000: ص 91).
أما في مجال التعليم فقد تعددت تطبيقات الانترنت حتى أصبحت الرائدة في مجال التعليم عن بعد، حيث تشكل وسيلة اتصال فعالة بين المعلم والمتعلم من ناحية ، وبين المتعلم وزملائه من ناحية أخرى بفضل خدمة البريد الإلكتروني (E-Mail)، إضافة إلى حصول كل من المعلم والمتعلم على تغذية راجعة من الطرف الآخر. (الكاملي والجنيدي، 1998: ص 20-21).
وقد أشارت دراسة ( عزيز، 1999) حول استخدام شبكة الانترنت كوسيلة وأسلوب للتعلم عن بعد،إلىأن استخدام شبكة الانترنت كوسيلة للتعلم المفتوح والتعلم عن بعد داخل حجرة الصف هدف يمكن تحقيقه ضمن خطة، مع مراعاة بعض الظروف أهمها تغير دور كل من المعلم والمتعلم، وأن استخدام شبكة الانترنت يؤدي إلى التشويق والبحث والابتكار والإبداع والتعلم الذاتي.(عزيز، 1999: ص3).
وبفضل الخدمات التي توفرها شبكة الانترنت للتعليم عن بعد استطاع هذا النظام المساعدة في:
- إيجاد روح الحماسة والدافعية في طلب العلم لدى المتعلمين.
- تنمية الإبداع العلمي، والابتكار لدى المتعلمين.
- دمج كل من التعليم والتدريب في نظام واحد.
- إتاحة الفرصة للتعليم المستمر التي لم تكن موجودة من قبل.
- تقديم حلول واقتراحات جديدة (غير تقليدية) للكثير من المشكلات التي يعاني منها النظام التقليدي مثل: ازدحام الفصول الدراسية، وأساليب التدريس القائمة على التلقين وإهمال دور التقنيلت التعليمية في العملية التعليمية .
- جعل المتعلم قادراً على محاكاة الواقع الخارجي من خلال استخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة، بأسلوب تفاعلي.
- الاتصال بالعالم بأسرع وقت وأقل تكلفة.
- توفير طرق تدريس مناسبة للتعلم والمادة الدراسية.(طلبة، 1998: ص 30).
أماالزهراني ( 2002) فقد أظهرت دراسته حول أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلاب مقرر تقنيات التعليم بكلية المعلمين بالرياض عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (05و0) في متوسطات التحصيل الدراسي لطلاب مقرر تقنيات التعليم بين المجموعة التي درست باستخدام شبكة الانترنت، والمجموعة التي درست بالطريقة التقليدية ،رغم إنها أظهرت في الوقت نفسه وجود علاقة إيجابية في الاتجاه نحو مقرر تقنيات التعليم ودراسية باستخدام شبكة الانترنت. وأوصى الباحث بضرورة التوسع في استخدام طريقة شبكة الانترنت في التعليم، ووضع خطة تنفيذية مرحلية في ضوء الإمكانات المادية والبشرية والإدارية لتوفير معامل أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة بالشبكة في مدارس التعليم العام والكليات والمعاهد والجامعات السعودية.
وأشارالجندي ( 1998) والتي أوردها الزهراني (2002) إلى أن تزويد الفصول الدراسية بشبكة الإنترنت يشجع الطلاب على البحث والدراسة في الحصول على المادة التعليمية بالطريقة التي تتفق وميولهم في التفكير وتأمين المستجدات التربوية الحديثة والتي منها تكنولوجيا المحاكاة والواقع الافتراضي لتقديم الخبرات التعليمية بالطريقة الفعالة التي تشد انتباه الطلبة وتزيد من حصيلتهم المعرفية، كما أنها تهيئ للمعلم الحصول على المعلومات التعليمية والتربوية المتعلقة بالمناهج والتطوير التربوي والأكاديمي من خلال الاتصال بقاعدة بيانات ( ERIC ) التعليمية.
وفي مجال أثر استخدام الانترنت في التعليم العالي أجرى الفهد والهابس ( 2000) دراسة حول دور خدمات الاتصال في الانترنت في تطوير نظم التعليم في مؤسسات التعليم العالي، حيث هدفت الدراسة إلى التوصل إلى أهمية استخدام التقنية في التعليم والتعرف على استخدامات الانترنت في التعليم العالي، وقد أظهرت الدراسة عدة نتائج أهمها:
- أكثر خدمات الانترنت استخداماً في التعليم العالي هو البريد الالكتروني وذلك لسهولة استخدامه وكثرة فوائده.
- خدمات الانترنت التي يمكن توظيفها في التعليم العالي هي خدمة القوائم البريدية، حيث تبرز أهميتها في تبادل وجهات النظر بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
- أكثر الخدمات استخداماً بعد البريد الالكتروني هي خدمة المحادثة التي يمكن استخدامها في التعليم عن بعد.
- من أهم العوائق التي تقف أمام استخدام شبكة الانترنت في التعليم العالي العوائق المالية المتمثلة في توفير الأجهزة، وفنية متمثلة في انقطاع الخدمة أثناء الاتصال، وبشرية متمثلة في عدم إعداد هيئة التدريس والطلاب لاستخدام هذه الخدمة.
وأجرى لال (2000م) دراسة حول أهمية استخدام الانترنت في العملية التعليمية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:
- عدم وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس الذين تتراوح أعمارهم بين (40-50) سنة، وأعضاء هيئة التدريس الذين تزيد أعمارهم عن (50) سنة في أهمية استخدام الانترنت في العملية التعليمية.
- وجود فرق ذي دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس ذوي التخصص العلمي، وأعضاء هيئة التدريس ذوي التخصص الأدبي في أهمية استخدام الانترنت في العملية التعليمية لصالح ذوي التخصص العلمي.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس تبعاً لمتغير الجنس لصالح الذكور.
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أعضاء هيئة التدريس السعوديين وغير السعوديين في أهمية استخدام الانترنت في العملية التعليمية.
أما الهدلق ( 2001) فقد هدفت دراسته إلى استشراف مستقبل تقنية المعلومات وما يترتب على ذلك من أساليب تعليمية حديثة في إطار من البحث والتطبيق في ظل رؤى ثابتة وفهم عميق لطبيعة المتغيرات التقنية في مجال التعليم وتوجهاتها المستقبلية، وكيفية توظيفها لتحسين التعليم في السعودية، وأكدت الدراسة على إمكانية استفادة الباحثين من شبكة الانترنت نظراً لمزاياها الكثيرة التي توفرها للباحثين، كما أكدت على أن هذه الشبكة تمثل وسيلة هامة لتبادل المعلومات بين الباحثين وتيسر إجراء حلقات النقاش في شتى المجالات لتسهل الاتصال بالعلماء ومحاوراتهم مهما بعدت المسافة بينهم.
وقام (Eltsworth,1997) بدراسة عن التعليم عبر الانترنت، حيث طبقها على (1657) تلميذاً من ثلاث مدارس ثانوية في مدينة كولومبس بولاية اوهايو، وأشارت النتائج إلى إمكانية تعليم المناهج عن طريق البرامج المعدة لشبكة المعلومات. وقد استفادت العديد من الأسر وأبنائها داخل المنازل من هذا التدريس، أي التعليم عن بعد، وقد أدى إيصال المنهج للتلاميذ إلى ازدياد الطلب على أمثال هذه البرامج عبر الانترنت.
وفي دراسة كل من(Carver & Biehler, 1994) حول فائدة الانترنت في المجال التعليمي عالمياً، تكونت عينة الدراسة من (732) شخصاً، وقد استخدما فيها استبانة لقياس الاستفادة من الفرص التعليمية من خلال الانترنت، و أشارت النتائج إلى ما يلي:
- إمكانية استفادة أي فرد من مختلف دول العالم تلقي تعليمه عن طريق برامج تعليمية بواسطة الانترنت.
- يستطيع الفرد أن يختار البرنامج التعليمي والوقت المناسب له.
- استطاع العديد من المستفيدين أن يتعلم كيفية زيادة خبراتهم خلال الانترنت.
وأجرى (Schutte, 1997) دراسة تجريبية قارن فيها بين التدريس الذي يستخدم الطرق التقليدية والتدريس الذي يعتمد على التسهيلات التي توفرها الانترنت، وأظهرت نتائج الدراسة أن مجموعة الطلبة المسجلين بأحد مقررات الإحصاء الاجتماعي بجامعة كاليفورنيا (C.S.U) والذين استخدموا الانترنت كان تحصيلهم الدراسي ونتائجهم أفضل من زملائهم الذين درسوا المقرر نفسه وفقا للطرق التقليدية. وأرجع الباحث هذه النتيجة إلى أن الانترنت، بفضل خدمة البريد الالكتروني، سهلت عملية الاتصال بين أفراد المجموعة الأولى ودعمت تعاونهم، وهو ما ساعدهم على تعزيز درجة فهمهم واستيعابهم لمادة المقرر.
وقام (Ford & Miller,1997) بدراسة حول الفروق الموجودة بين الطلاب والطالبات بجامعة شفيلد في مجال تقبل الانترنت واستخدامها. ومن أبرز نتائج الدراسة أن الطالبات أكثر عزوفاً عن الانترنت، وعدم رضا عنها من زملائهن الطلاب. وعزا الباحثان هذه النتيجة إلى كون الطالبات لا يعتبرن الانترنت مصدر معلومات مفيد وذا أهمية، إضافة إلى أنها مترامية الأطراف وغير منظمة بشكل واضح، وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان استرجاع المعلومات الملائمة. كما ترجع هذه النتيجة في رأي الباحثين إلى كون الطلاب أكثر توجهاً نحو استخدام التكنولوجيا، وحباً للمغامرة التي ترافق عملية استخدام الانترنت من الطالبات.
مشكلة الدراسة:
تتحدد مشكلة الدراسة في معرفة أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي للطلاب المستفيدين من ذلك، وبالتحديد لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة- فرع الرياض، مقارنة بزملائهم الذين يستفيدون من مقررات تلك الجامعة عن طريق التعليم التقليدي.
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى:
1- معرفة أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة – فرع الرياض.
2- معرفة أثر جنس طلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة – فرع الرياض- على تحصيلهم الدراسي.
3- معرفة أثر تفاعل طريقة التدريس والجنس على تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم.
أهمية الدراسة:
تنبع أهمية هذه الدراسة من الأمور التالية:
1- قد تكون واحدة من الدراسات الأولى التي تتناول توظيف شبكة الانترنت في التعليم عن بعد.
2- قد تسهم في التغلب على بعض المشكلات التعليمية المعاصرة التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي.
أسئلة الدراسة:
سعت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة- فرع الرياض-، وبالتحديد فإن هذه الدراسة حاولت الإجابةعن الأسئلة التالية:
1- ما أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة؟
2- ما أثر متغير الجنس على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة؟
3- ما أثر التفاعل بين طريقة عرض المادة التعليمية والجنس على تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم؟
محددات الدراسة:
تتحدد نتائج هذه الدراسة بما يلي:
1- اقتصارها على طلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة في الفصل الدراسي الصيفي(2003م).
2- اقتصارها على متغيرين مستقلين هما: استخدام شبكة الانترنت والجنس، ومتغير تابع هو: التحصيل الدراسي.
3- قيام الباحث بنفسه بتدريس كلتا المجموعتين ( الضابطة والتجريبية) لنفي أثر متغير المعلم على التجربة.
التعريفات الإجرائية :
1- شبكة الانترنت: هي شبكة ضخمة للاتصالات في العالم، تضم الملايين من أنظمة الحاسب الآلي متصلة مع بعضها عن طريق خطوط هاتفية على مدار الساعة من خلالها يحصل المستخدم على الصوت، والصورة، والمعرفة، واللعبة، والاتصال مع الآخرين، إضافةً إلى نتائج البحوث، والأخبار اليومية، وإجراء المحادثات مع مختلف الأشخاص. ( الزهراني، 2002: ص ص 10- 11)
2- التحصيل الدراسي: ناتج ما يتعلمه الطلاب بعد إجراء عملية التعلم.
3- مقرر الحاسوب في التعليم: أحد المقررات التي تقدمها جامعة القدس المفتوحة للتخصصات التربوية وساعاته المعتمدة اثنتان.
4- جامعة القدس المفتوحة: مؤسسة وطنية للتعليم العالي مركزها مدينة القدس في فلسطين، وتتمتع بشخصية اعتبارية ذات استقلال علمي ومالي وإداري وتعمل على تقديم خدماتها باستخدام نظام التعليم المفتوح والتعليم عن بعد. وتتمتع بالعضوية في كل من: مجلس التعليم العالي الفلسطيني، واتحاد الجامعات العربية، واتحاد جامعات العالم الاسلامي، وغيرها من الاتحادات الدولية. ( منشورات جامعة القدس المفتوحة)
الطريقة والإجراءات:
مجتمع الدراسة وعينتها:
تكون مجتمع الدراسة من جميع طلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة في الفصل الصيفي لعام ( 2003م ) المسجلين في الجامعة وعددهم ( 72) طالباً وطالبةً، منهم ( 34) طالباً، و (38) طالبة، واعتبر مجتمع الدراسة نفس العينة.
بعد ذلك قام الباحث باختيار مجموعة ضابطة وأخرى تجريبية بشكل عشوائي، حيث درست المجموعة التجريبية محتوى مقرر الحاسوب في التعليم باستخدام شبكة المعلومات في حين دُرّست المجموعة الضابطة نفس محتوى المقرر باستخدام الطريقة التقليدية في التدريس (المحاضرة والنقاش). والجدول رقم (1) يبين توزيع أفراد المجموعة الضابطة والتجريبية حسب الجنس والطريقة.
الجدول رقم (1)
توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الجنس والطريقة
الجنس |
المجموعة الضابطة |
المجموعة التجريبية |
المجموع |
ذكور |
21 |
13 |
34 |
إناث |
15 |
23 |
38 |
المجموع |
36 |
36 |
72 |
أداة الدراسة:
استخدم الباحث اختباراً تحصيلياً في مقرر الحاسوب في التعليم قام الباحث بإعداده واشتمل على أربعة أنواع من الأسئلة هي:
الصواب والخطأ ( 10 فقرات )، المزاوجة ( 10 فقرات )، وإكمال الفراغ ( 10 فقرات )، واختيار من متعدد (10 فقرات ). وقد تم التأكد من صدق الاختبار بعرضه على خمسة محكمين متخصصين في تكنولوجيا التعليم، والقياس والتقويم في كلية المعلمين بهدف تحكيمه والتحقق من صدق المحتوى(الظاهري ). وقد حصلت جميع فقرات الأسئلة على نسبة موافقة من المحكمين ( 87%) وهذه نسبة تعتبر مناسبة لتحقيق أهداف هذه الدراسةوقد تم حساب الصدق الذاتي للاختباروذلك بأخذالجذر التربيعي لمعامل الثبات وهو: 89و.= 94و. أما ثبات الأداة فقد تم حسابه بطريقة إعادة الاختبار حيث طبق مرتين على عينة مشابهة لعينة الدراسة ممن درسوا هذا المقرر بهدف قياس خصائصه السيكومترية. وكان معامل الثبات بطريقة إعادة الاختبار ( 89و0) وتراوح معامل السهولة بين ( 42- 77) واعتبر هذا مناسباً لأغراض الدراسة.
خطوات تطبيق الدراسة:
1- قام الباحث بتصميم لمقرر الحاسوب في التعليم بالتعاون مع أحد الزملاءالمتخصصين في الحاسوب والشبكات في كلية المعلمين بالرياض ونشره من خلال شبكة الانترنت، وأخذ ملحوظات الخبراء في ذلك المجال، والاستفادة من موقع جامعة القدس على شبكة الانترنت وحرص الباحث على أن يكون هناك صفحة تقديمية للموقع تؤدي إلى الصفحة الرئيسة، وعلى خدمة البريد الالكتروني المجاني، كما احتوت الصفحة الترحيبية على بيان بالساعات الالكترونية التي تقابل الساعات المكتبية، كما تم تدريب المجموعة التجريبية لمعرفة كيفية دراسة المقرر عن طريق شبكة الانترنت.
2- تم إجراء اختبار قبلي ( Pre-test) للمجموعتين للتأكد من تكافؤ عينة الدراسة بعد توزيعهم عشوائياً إلى مجموعتين: ضابطة وتجريبية.
3- بعد الانتهاء من الدراسة تم إجراء الاختبار البعدي ( Post-test) الذي استغرق ساعةً ونصف.
4- تم التحقق من تكافؤ المجموعتين من خلال قياس الفرق بين المتوسطات للمجموعتين وحساب الانحراف المعياري وقيمة (t) للمتغيرات المحددة وهي: التخصص حيث لا يلزم له قياس؛ لأن جميع طلبة المجموعتين من نفس التخصص وهو اللغة الإنجليزية، وجميعهم من نفس المستوى وهو السنة الثالثة، ومدى امتلاك المجموعتين لمهارات استخدام الحاسب وشبكة الانترنت حيث أظهرت النتائج تكافؤ المجموعتين لهذا المتغير، إضافةً إلى تكافؤ المجموعتين من حيث عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بينهما في الاختبار التحصيلي القبلي، أي في المعلومات السابقة في موضوعات مقرر الحاسوب في التعليم المراد تدريسه في هذه التجربة.
المعالجة الإحصائية:
تم استخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والنسب المئوية، إضافةً إلى تحليل التغاير الثنائي(ANCOVA) لإيجاد دلالة الفروق بين الأوساط الحسابية وفقاً لأسئلة الدراسة على مستوى دلالة إحصائية ( 05و0)، إضافةً إلى اختبار (t). وقد تم استخدام الحزمة الإحصائية (SPSS) لتحليل جميع المعالجات.
نتائج الدراسة:
النتائج المتعلقة بالسؤالين الأول والثاني:
نص السؤال الأول على:
ما أثر استخدام شبكة الانترنت على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس المفتوحة؟
ونص السؤال الثاني على:
ما أثر متغير الجنس على التحصيل الدراسي لطلبة مقرر الحاسوب في التعليم في جامعة القدس باستخدام شبكة الانترنت؟
وللإجابة عليهما تم استخراج الوسط الحسابي والانحراف المعياري لكل من المجموعة الضابطة والتجريبية لاختبار التحصيل، كما يظهر في الجدول رقم (2).
الجدول رقم (2)
أداء أفراد عينة الدراسة على الاختبار التحصيلي وفقاً لطريقة التدريس والجنس
المجموعة |
الجنس |
العدد |
اختبار التحصيل |
|
الوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
|||
المجموعة الضابطة |
ذكور إناث الكلي |
21 15 36 |
0و75 6و81 8و77 |
9و4 9و6 6و6 |
المجموعة التجريبية |
ذكور إناث الكلي |
13 23 36 |
4و83 5و84 1و84 |
2و4 9و3 0و4 |
الكلي |
ذكور إناث الكلي |
34 38 72 |
2و78 3و83 9و80 |
2و6 4و5 3و6 |
يبين الجدول رقم (2) الأوساط الحسابية والانحرافات المعيارية لأداء أفراد عينة الدراسة على الاختبار التحصيلي وفقاً لطريقة التدريس والجنس.
ويظهر الجدول رقم (2) أن هناك فرقاً في الوسط الحسابي الكلي على الاختبار التحصيلي للمجموعة الضابطة (8و77)، والمجموعة التجريبية (1و84) ولصالح المجموعة التجريبية بفارق مقداره (3و6)، كما أن هناك فرقاً بين الوسط الحسابي الكلي على الاختبار التحصيلي للذكور (2و78) والإناث (3و83) بفارق مقداره (1و5) لصالح الإناث.
ولمعرفة ما إذا كانت هذه الفروق بين المتوسطات ذات دلالة إحصائية تم تحليل بيانات الاختبار التحصيلي باستخدام اختبار تحليل التغاير الثنائي (ANCOVA) ، وذلك لضبط الفروق إحصائياً، كما تظهر في الجدول رقم (3).
الجدول رقم (3)
نتائج تحليل التغايرالثنائي لأداء أفراد عينة الدراسة على الاختبار التحصيلي
مصادر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط المربعات |
قيمة (ف)المحسوبة |
مستوى الدلالة |
المشترك |
34و47 |
1 |
34و47 |
91و1 |
172و0 |
طريقة التدريس |
99و525 |
1 |
99و525 |
20و21 * |
000و0 |
الجنس |
22و296 |
1 |
22و296 |
94و11 * |
001و0 |
تفاعل الطريقة مع الجنس |
18و164 |
1 |
18و164 |
62و2 * |
_ |
الخطأ داخل المجموعات |
03و1662 |
67 |
81و24 |
_ |
_ |
الكلي |
65و2810 |
71 |
|
|
|
* ذات دلالة إحصائية (×= 05و0)
تظهر نتائج تحليل التغاير (ANCOVA) كما في الجدول رقم (3) لأداء عينة الدراسة على الاختبار التحصيلي وجود فرق ذي دلالة إحصائية في تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم بين مجموعتي الدراسة الضابطة والتجريبية، حيث بلغت قيمة الإحصائي (ف) المحسوبة(20و21) وهي دالة إحصائياً لصالح المجموعة التجريبية والتي بلغ متوسطها الحسابي (84.1 )بينما بلغ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة (8و77).
كما يتضح من الجدول رقم (3) أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط تحصيل الطلبة على الاختبار التحصيلي لمقرر الحاسوب في التعليم تعزى إلى الجنس (ذكر- أنثى)، حيث بلغت قيمة الإحصائي (ف) المحسوبة (94و11) وهذه القيمة دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (×=05و0) لصالح الإناث.
النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث:
نص السؤال الثالث على:
ما أثر التفاعل بين طريقة عرض المادة التعليمية والجنس على تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم؟
يتضح من الجدول رقم (3) أنه يوجد فرق ذو دلالة إحصائية في تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم يعزى إلى التفاعل بين طريقة التدريس والجنس حيث بلغت قيمة (ف) المحسوبة (62و2) وهذه القيمة دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (×=05و0).
مناقشة النتائج:
السؤال الأول:
أظهرت نتائج تحليل التغايرالثنائي (ANCOVA) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة في مقرر الحاسوب في التعليم تعزى لطريقة عرض المادة التعليمية بواسطة الانترنت، وقد تعزى تلك الفروق إلى الأسباب التالية:
- تربط طريقة عرض المادة التعليمية باستخدام الانترنت بين المعرفة النظرية المجردة والتطبيق العملي المحسوس، وهذا قد يعطي أثراً تعليمياً أكبر مما تعطيه الكلمات المطبوعة على الورق، وتمكن الطالب من توظيف المعرفة العلمية في مناحي الحياة كافة، كما تمكنه من ترسيخ تلك المفاهيم مما يزيد في تحصيله العلمي.
- تتمتع طريقة استخدام الانترنت بالمرونة مما يتيح عملية الدخول لمواقع الانترنت حسب رغبة المتعلم في الوقت المناسب.
- عامل الانبهار بالمستحدثات التكنولوجية وخاصة الإنترنت،مما يجعل إقبال الطلبة عليها كبيرا .
وتتفق هذه النتيجة مع دراسة كل من: الجندي(1989)، ودراسة (Eltswprth,1997)، ودراسة (Carver & Biehler, 1994)، ودراسة (Schutte, 1997)، واختلفت مع دراسة (الزهراني،2002) ولعل هذا الاختلاف راجع إلى اختلاف العينة وطبيعة المقرر الدراسي، والأداة.
السؤال الثاني:
أظهرت نتائج تحليل التغاير (ANCOVA) لأداء عينة الدراسة على الاختبار التحصيلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تحصيل طلبة جامعة القدس المفتوحة تعزى لمتغير الجنس لصالح الإناث.وقد يعزى ذلك إلى الظروف الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والتي تحظر على المرأة الخروج في أي وقت دون مرافق، إضافة إلى طبيعة الفتاة التي تسعى إلى إثبات وجودها وإرضاء ولي أمرها. كل ذلك يجعلها تقضي وقتها جميعه أو معظمه في الدراسة والدخول إلى مواقع الانترنت خاصة إذا توفرت هذه الخدمة في المنازل في ظل اللأوضاع الاقتصادية الجيدة في المملكة.والدراسات التي تناولت هذا المتغير نادرة – في حدود علم الباحث- ومنها دراسة (Miller, 1997).
السؤال الثالث:
أظهرت نتائج تحليل التغاير (ANCOVA) لأداء طلبة جامعة القدس المفتوحة على الاختبار التحصيلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى إلى التفاعل بين طريقة التدريس والجنس.وقد يعزى ذلك إلى أن الطالبات اللواتي قدمت لهن المادة عن طريق الانترنت كان أداؤهن على الاختبار التحصيلي أفضل من أداء الذكور، حيث أن الطريقة التقليدية لم تعمل على إيصال المعلومات بشكل جيد خاصةً إلى الذكور،إضافة للأسباب في تفسير السؤال الثاني.
التوصيات:
اعتماداً على نتائج هذه الدراسة يوصي الباحث بما يلي:
1- إجراء المزيد من الدراسات حول أثر استخدام شبكة الانترنت في المقررات التعليمية وفي المراحل الدراسية المختلفة.
2- تعميم استخدام شبكة الانترنت بكل خدماتها في التعلم عن بعد.