تقييم الأطفال المعوقين سمعياً
تقييم الأطفال المعوقين سمعياً
هناك عوامل متنوعة قد تجعل عملية التقييم النفسي التربوي للأطفال المعوقين سمعياً عرضة
للأخطاء ولا تقدم صورة موضوعية عن قدراتهم. ومن تلك العوامل قيام الطفل المعوق
سمعياً باستجابات اندفاعية، وعدم الانتباه، وعدم فهم المهام المطلوبة منه بسبب ضعف
التواصل بينه وبين الفاحص. كذلك فإن عدم معرفة الفاحص بطبيعة الإعاقة السمعية
وتأثيرها على النمو قد تدفعه إلى استخدام اختبارات غير مناسبة ؛ مما ينجم عنه
درجات متدنية لا تعكس الأداء الحقيقي للطفل. وبناء على ذلك ، فلابد من أن يكون
الأخصائي النفسي الذي توكل إليه مهمة تقييم الأطفال المعوقين سمعياً ذا خبرة كافية
مع هذه الفئة من الأطفال. ولقد أورد (جمال الخطيب ( 2002: 106- 108) ما قدمه
فرينون وبروان &Brown, Vernon (1964) من عوامل يجب على الأخصائي النفسي أن يكون على معرفة كافية بها ، وهي :
(1) أن يكون المقياس أو الاختبار بوجه عام أدائياً غير لفظي ،
فبغير ذلك يكون صدق الاختبار موضع شك و تساؤل . فالاختبارات اللفظية غير مناسبة
عموماً لأنها تقيس القصور اللغوي وليس الخصائص المستهدفة. ليس ذلك فحسب ، ولكن بعض
الاختبارات الأدائية قد تكون غير مناسبة أيضاً لأنها تشمل تعليمات لفظية.
(2)غالباً ما تكون الدرجات المتدنية وليست الدرجات المرتفعة
التى يحصل عليها الأطفال المعوقون سمعياً غير صادقة. وذلك يعود إلى جملة من
العوامل التي قد تمنع الطفل المعوق سمعياً من إظهار قدراته القصوى. وبناء على ذلك
، يقترح بعض الباحثين والمتخصصين في المجال الاعتماد على مقاييس عديدة وليس على
مقياسٍ واحدٍ. وعند اختلاف النتائج يقترح الأخذ بالدرجات الأعلى لأنها تعكس أداء
الطفل المعوق سمعياً بشكل أكبر.
(3)إن الاختبارات التي يطبقها أشخاص ليس لديهم خبرة مع الأطفال الصم أقل صدقاً من تلك التي
يطبقها أشخاص لديهم خبرة كافية مع هذه الفئة من الأطفال. ولذلك فمن الأهمية بمكان أن يتم تقييم
الأطفال المعوقين سمعياً على أيدي أخصائيين ذوى خبرة. ومن الواضح أن الأمر يقتضي
تدريب عدد كافٍ من الأخصائيين في هذا المجال.
(4) يلعب التواصل دوراً حاسماً في عملية التقييم
النفسي التربوي ولذلك يجب على الفاحص أن يكون قادراً على التواصل مع الطفل المعوق
سمعياً في الموقف الاختباري سواء من خلال التواصل الكلي أو قراءة الكلام أو لغة
الإشارة أو أبجدية الأصابع. وإذا لم يحدث ذلك فالنتائج تكون في الغالب غير صادقة ،
ويجب أن يتم التنويه عن ذلك في التقرير الذي يتم إعداده.
(5) بسبب مشكلات التواصل المرتبطة بالإعاقة السمعية ،
فإن اختبارات الشخصية تنطوي على صعوبات خاصة. فهذه الاختبارات تعتمد على التواصل
اللفظي أو على مهارات القراءة مما يجعل بعضها غير قابل للاستخدام لدراسة شخصية
الفرد المعوق سمعياً. ولأن تقييم الشخصية يتطلب بناء الثقة مع المفحوص فإن المراجع ذات العلاقة تقترح
الاستعانة بمترجم لغة إشارة إذ أن الطفل الأصم قد لا يفهم ما يكتب أو يقال له وذلك
يمنع حدوث التواصل و الثقة.
(6) ان التقييم النفسي التربوي للأطفال المعوقين سمعياً الصغار في السن غالباً ما يفتقر إلى الثبات والصدق
ولا يمكن الاعتماد على نتائجه.
(7) إن التقييم الجمعي للأطفال المعوقين سمعياً ليس مناسباً إلا إذا تم التعامل معه بوصفه وسيلة تهدف إلى
الكشف السريع. ولكنه أسلوب غير مقبول قياس مهارات الطفل المعوق سمعيا و قدراته.
(8) ان التقييم الشامل والصادق للأطفال المعوقين سمعياً غالباً ما يتطلب وقتاً أطول من تقييم الأطفال
السامعين، وذلك يعني ضرورة اعتماد اختبارات لا تهتم بعنصر التوقيت أو متابعة أداء الطفل في جلسات عديدة
(9) يجب أن يكون الفاحص على وعي كاف بتأثيرات الموقف الاختباري ، وسلوكه كفاحص على سلوك الطفل المعوق سمعياً.
وبوجه عام، يجب أن يخلو مكان الفحص من المشتتات البصرية ومن الأصوات و يجب أن
تتوفر فيه إضاءة جيدة.
وفي ضوء الأخذ باعتبارات تقييم الأطفال المعوقين سمعياً ، يمكن عرض أساليب
تشخيص وتقويم المعوقين سمعياً على النحو التالي
أولاً : التشخيص
الطبي للإعاقة السمعية :
يجمع الباحثون والمتخصصون في مجال الإعاقة السمعية علي وجود الكثير من
المؤشرات التي إن تجمع بعضها أو كلها، فإنها تعني ضرورة إحالة الطفل إلي أخصائي
القياس السمعي لفحص سمعه. ومن بين هذه المؤشرات ما يلي :
(1) وجود
مشكلة معينة في الأذن من قبيل الإحساس
بألم، أو سماع أصوات غريبة في داخل الأذن ( الطنين) ، أو نزول إفرازات صديدية من
الأذن.
(2) حذف الأصوات الساكنة عند الكلام، والكلام غير الناضج والمشوش.
(3) عند الاستماع للمذياع أو عند مشاهدة التلفاز ، يرفع الطفل الصوت عالياً؛ الأمر الذي يشكو منه
الأشخاص المحيطون .
(4) يدير الطفل رأسه بشكل كلي نحو مصدر الصوت؛ كمحاولة منه أن يسمع بطريقة صحيحة.
(5) قد يضع الطفل يده على إحدى أذنيه ، كأنه يحاول التقاط الأصوات وتجميعها.
(6) يطلب الطفل – بشكل متكرر- من الآخرين أن يعيدوا عليه ما سبق أن قالوه.
(7) لا يستجيب الطفل أو لا ينتبه عندما يتحادث الآخرون معه بصوت عادي.
(8) قد لا يفعل الطفل ما يطلب منه، ربما لأنه لا يسمع أو لا يفهم ما هو متوقع منه.
(9) قد يعاني الطفل من التهابات أو احتقان في الجيوب الأنفية، وهذه الالتهابات وذلك الاحتقان يرتبطان
أحياناً بالفقدان السمعي سواء الفقدان المؤقت أو الفقدان المزمن.
(10) يتصف الطفل الذي يعاني من مشكلات سمعية بالتشتت والارتباك في حال حدوث أصوات جانبية
سواء في الأماكن المغلقة أو الأماكن المفتوحة.
(11) قد يظهر الطفل مستوى غير عادي من حيث الانتباه الشديد، أو عدم الانتباه إطلاقاً؛ ذلك
أن الانتباه الشديد أو عدم الانتباه قد يكون مؤشراً علي وجود صعوبة من نوع ما فيما يتعلق بالقدرة السمعية للطفل.
(12) قد يعاني الطفل من التهابات في الأذن، أو قد يشكو بشكل متكرر من الرشح والزكام، أو قد
يصاب بالحصبة، أو الغدة النكفية ( النكاف) ، أو الحصبة الألمانية مما يترتب علي أعراضها بعض المشكلات
المتعلقة بالسمع.
(13) قد يلجأ الطفل إلي الاعتماد علي استخدام الإيماءات في المواقف التي يكون فيها الكلام أكثر فاعلية وجدوى. وهذا معناه أن الطفل الضعيف السمع قد يجعل من الإيماءات نظاماً للتواصل مع من حوله.
(14) صعوبة فهم الطفل للتعليمات.
(15) صوت الطفل قد يرتفع جداً أثناء الكلام - في بعض الأحيان - وقد ينخفض جداً.
(16) عند إجراء اختبار ما ، نلاحظ أن أداء الطفل علي الفقرات اللفظية في الاختبارات أقل
بكثير من أدائه علي الفقرات غير اللفظية.
(17) عدم الاتجاه بسرعة إلي مصدر الصوت، وإنما يميل الطفل إلي الاستكشاف عندما يُنَاَدي
عليه من قبل الآخرين .
(18) وجود تشوهات خلقية في الأذن الخارجية.
(19) ترديد الطفل لأصوات داخلية فجة مسموعة أشبه بالمناغاة .
(20) عزوف الطفل عن تقليد الأصوات.
(21) يبدو الطفل غافلاً متكاسلاً فاتر الهمة، وسرحاناً.
(22) البطء الواضح في نمو الكلام واللغة، أو إخفاق الطفل في الكلام في العمر الزمني والوقت
العاديين، ولذلك قد يتأخر الطفل دراسياً علي الرغم من امتلاكه لقدرة عقلية (ذكاء) عادية.
(23) قد يتحدث الطفل بصوت أعلى بكثير مما يتطلبه الموقف.
تبدو قسمات وملامح وجه الطفل خالية من التعبير الانفعالي الملائم للكلام الموجه إليه، أو الحديث