تقييم القدرات العقلية لدى الصم
تقييم القدرات العقلية لدى الصم
يذكر " مورس" Moores,1996)) أن الأطفال المعوقين سمعياً لا يعانون من أي قصور في الذكاء،
فلا توجد محددات
لقدراتهم المعرفية، كما أنه لا توجد أدلة تؤكد على أن نموهم المعرفي ونمو الذكاء
لديهم يكون أقل من الأطفال السامعين. فالأطفال المعوقون سمعياً يقومون بوظائفهم
المعرفية ضمن معاملات الذكاء العادية، ويظهرون نفس التباين في امتلاك القدرات
العقلية كما هي موجودة لدى الأطفال العاديين في سمعهم. وهكذا يمكن عزو الضعف في
النمو العقلي ( المعرفي ) لدى الأطفال المعوقين سمعياً إلى محدودية الخبرات
المادية والاجتماعية واللغوية.
ومما تجدر الإشارة إليه ونحن
بصدد الحديث عن الذكاء لدى المعوقين سمعياً، أن هناك ثلاث قضايا أساسية تتعلق
بقياس الفروق في الذكاء بين الأطفال المعوقين سمعياً وأقرانهم العاديين في سمعهم.
وهذه القضايا الثلاث يمكن الإشارة إليها بإيجاز على النحو التالي:
القضية
الأولى:
تتعلق
بنوعية الاختبارات المستخدمة في قياس ذكاء المعوقين سمعياً؛ حيث تتم المفاضلة
دائماً بين الاختبارات اللفظية من ناحية، والاختبارات غير اللفظية و الأدائية من
ناحية ثانية. وقد سبق أن ذكرنا أن الباحثين يتفقون على انخفاض أداء المعوقين
سمعياً على الاختبارات اللفظية. إلا أن هناك بعض المحاولات التجريبية لتطبيق
الاختبارات اللفظية وخاصة تطبيق القسم اللفظي من مقياس وكسلر للذكاء -على الأطفال
المعوقين سمعياً باستخدام لغة الإشارة ، إلا أن نتيجة هذه المحاولة أيضا لم تكن
أفضل من سابقتها ، وبناء على ذلك تظل الاختبارات غير اللفظية الاختيار المرجح
دائماً لقياس ذكاء المعوقين سمعياً. حيث يؤكد بعض الباحثين على تفضيل الاختبارات
الأدائية حيث يحصل الأشخاص المعوقون سمعياً على درجات أعلى قليلاً من درجاتهم على
الاختبارات غير اللفظية.
القضية الثانية: تتعلق بطرق توصيل تعليمات الاختبارات المراد
تطبيقها، تلك التى يري الباحثون المتخصصون في المجال أنها لم تنل الاهتمام اللائق
بها برغم أهميتها. وفى هذا الصدد، يؤكد " مورس" Moores,
1996)) أن انخفاض درجات المعوقين سمعياً على بعض الاختبارات قد يرجع الي إخفاق مطبق
الاختبار في توصيل التعليمات بكفاءة
-