نظرية الإرشاد الأسرى متعدد الأجيال لبوين
نظرية الإرشاد الأسرى متعدد الأجيال لبوين
Multigenerational family
counseling
تنسب هذه النظرية إلى ميرى
بوين Bowen M, الذي
يعد أحد الرواد الذين أسهموا في تطور حركة الإرشاد الأسرى، حث
ينظر إلى نظريته في النسق الأسرى - التي تعد بمثابة نموذج نظري/ إكلينيكي Theoretical/clinical تضم مبادئ التحليل النفسي وتطبيقاته - على أنها إرشاد أسرى متعدد
الأجيال يقوم على الافتراض القائل بإمكانية فهم الأسرة عبر تحليلها طبقاً لمنظور
أجيال ثلاثة0
وبذلك ، يتضح أن هذه النظرية تمتد بجذورها إلى التحليل النفسي، حيث ينظر أنصار هذه النظرية إلى أن
ما يعانيه الفرد من أعراض ما هو إلا انعكاس لتجسيدات أو تشبيهات مجازية لنوع العلاقة
الوالديه، والتي لا تخرج عن كونها نتاجاً لصراعات الآباء التي لم تحل مع الأسرة
الأصل، وهنا يتعاظم دور المرشد في تحليل المعاني اللاشعورية للتواصل الأسرى والكشف
عن العوامل اللاشعورية المرتبطة بالمشكلة 0(Gladding, 1988 )
ونظراً لأهمية النسق الأسرى، يؤكد أنصار بوين على ضرورة العمل
على تغيير أفراد الأسرة ضمن نطاق نسقهم الأسرى لصعوبة حل المشكلات التي تطفو على
حياة الأسرة، إلا عبر فهم أنماط العلاقات داخل الأسرة (صاحبة المشكلة) ومواجهتها
بفاعلية، أي أن التغير لابد أن يحدث في وجود جميع أفراد الأسرة وليس صاحب المشكلة
فقط في حجرة الإرشاد ، ولعل ممارسة الإرشاد الأسرى طبقاً لنظرية بوين مرتبطة بهدفين
رئيسيين هما :
- تقليل ظهور أعراض القلق الأسري0
- العمل على زيادة مستوى تمايز
الذات لدى كل فرد من أفراد الأسرة0 Corey,1996))
وبذلك يستخلص الباحث، أن
نظرية بوين تهدف إلى تشجيع كل فرد من أفراد الأسرة للتحرك نحو التفرد بشكل يُسهل
على كل فرد أن يصير متمايزاً عن أسرته غير ملتصق بها، والعمل على تجنب أو تقليل
الشحنات الانفعالية التي تظهر في التواصل بين أفراد الأسرة والمسئولة عن القلق الأسري0
ومن أهم فنيات نظرية بوين : الرسم
البياني ، طرح الأسئلة0
ويؤكد ميرو وكوتمان (1995)
على أن دور المرشد الأسري يقوم على إقناع الوالدين بتقبل فكرة وقوع المشكلة
الأساسية في الأسرة على عاتقهم، وأن يُكون هو - أي المرشد- والوالدان مثلثاً
علاجياً مع التزامه بالحيادية (الموضوعية)، وعدم تورطه عاطفياً في المشكلة أو المثلث،
وفي هذه العلاقة، يعمل المرشد كاستشاري أو مدرب لمساعدة كل طرف على أن يصير
أكثر تمايزاً عن الطرف الآخر وعن الأسرة ككل0
وهكذا، يرى بوين أن المرشد
لا ينبغي أن يتورط في نسق الأسرة الانفعالي، وإنما عليه أن يبقى غير مندمج مع هذا النسق
ليستطيع أن يعمل معه ويوجهه الوجهة الصحيحة0 ( علاء الدين كفافي، 1999 )
أن التزام المرشد بالموضوعية وعدم تورطه في النسق الأسرى، يتيح له الفرص
لتحقيق تمايز الذات لدى الأفراد، وتخفيف القلق الأسرى، وبالتالي إقامة التوازن
الانفعالي في الأسرة