أخصائي المعلومات في عصر تكنولوجيا المعلومات
فيه المعلومات جزء كبير من حياة الإنسان واهتماماته، وأصبحت المعيار الذي تقاس به مستويات ودرجات الأشخاص والمجتمعات، إذ برز مصطلح " مجتمع المعلومات" منذ تسعينات القرن الماضي كغطاء مفهومي لثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الاجتماعات التي تتمحور حول ذلك الموضوع.
تأثر دور أمين المكتبة المدرسية بعد توافر وتزايد التقنيات حفظ ونقل المعلومات بل واثر ذلك على طريقة إدارة المكتبة المدرسية لتتحول من كونها مستودع للكتب، وأداة لقضاء وقت فراغ الطلاب والمدرسين لتصبح أداة حديثة لتنمية قدرات ومهارات التلاميذ ووسيلة لدعم المناهج الدراسية ومصدرا من مصادر التعلم. وتحول أمين المكتبة المدرسية من كونه مدير مخزن للكتب إلى مستشار وداعم ومسير للمستفيدين لاستخدام المصادر الحديثة المرتبطة بالمناهج الدراسية.
إن التحول السريع في أنماط التعليم وطرقه ووسائله وتقنياته يحتم على أمين المكتبة المدرسية أن يطور من دوره التقليدي ويطور وسائل اتصاله بالإدارة المدرسية والمعلمين والتلاميذ. لذا نجد أن المكتبة المدرسية وفي عالم التكنولوجيا تستطيع أن تتعدى حاجز المكان بواسطة استخدام الحاسب الآلي وشبكات المعلومات لتوفير المعلومات لمن يطلبها من المدرسة، وأشير هنا إلى أهمية شبكات المعلومات في ربط المكتبات المدرسية الثانوية بعضها ببعض لتكون شبكة المعلومات قوية تكون اهتماماتها موحدة وموجهة لتكامل مصادر المعلومات.
وأتمنى على القائمين على المكتبات المدرسية في الجزائر وخصوصا الغرب الجزائري إلى المبادرة باقتراح شبكة معلومات موحدة للمكتبات المدرسية وفق قانون موحد يستفيد منه الجميع.
يتعدى دور أمين المكتبة المدرسية في ظل عصر المعلومات عن دوره وتأثيره التقليدي إلى التعاون مع المدرسين والإدارة المدرسية لمعرفة احتياجات التلاميذ المعلوماتية.
إن طلب المعلومات من قبل التلاميذ والمدرسين والإدارة يتطلب من أخصائي المعلومات البحث عنها خارج جدران المكتبة، من هنا نجده يساهم مساهمة فاعلة في عصر المعلومات في مساعدة التلاميذ والمعلمين على الحصول على المعلومات بسرعة وفاعلية. لذا يجب على أخصائي المعلومات أن يكون متخصصا في استخدام تقنية المعلومات ليستطيع أن يستفيد ويفيد في هذه التقنيات. بل يتعدى ذلك إلى تدريب المستفيدين على استخدام هذه التقنيات الذين هم بالدرجة الأولى التلاميذ والمعلمين.
وفي التحول نحو جعل التلميذ يعتمد على نفسه في الحصول على المعلومات لدعم المنهج الدراسي، فإن أخصائي المعلومات يصبح مصدرا مهما لإجابة استفسارات التلاميذ وسد حاجاتهم المعلوماتية.
وبالنظر في عصرنا الحاضر نجد توافر الكثير من مصادر المعلومات التقليدية المطبوعة إلى المصادر الحديثة في شكلها الإلكتروني وهذا ما يحتم على أخصائي المعلومات من أن يبحث عن المعلومات باستخدام الوسائل الحديثة، مما يدعو إلى التغير في سياسة تنمية المجموعات في المكتبات المدرسية والتحول التدريجي نحو قيام مفهوم المكتبة الرقمية Digital Libraryهذا بدوره سوف يدفع بأخصائي المعلومات إلى ضرورة البحث عن الطرق السليمة لتقييم مصادر المعلومات بما تحتويه من معلومات سواء أكانت على أقراص مدمجة أو من خلال الإنترنت وذلك بهدف اختيار المناسب منها وتقديمها للرواد في مركزه على نحو يلبي رغباتهم وحاجاتهم من المعلومات وتساعد في دعم المنهج الدراسي ومناسبتها لأعمار التلاميذ.
فمراكز المعلومات تستطيع أن تنشر فهارسها ومحتوياتها آليا على الإنترنت وبذلك تتيح لكل فرد من البحث فيها والاستفادة منها دون عوائق المكان والزمان.