اسباب الاعاقة2
((الأسباب النفسية والفسيولوجية المؤدية للإعاقة))
أولا : الأسباب النفسية:
بالإضافة الأسباب السالفة الذكر للإعاقة فهناك الأسباب او الامراض النفسية العديدة وتأثير البيئة المحيطة مما يؤدي إلى إقبال الأفراد على إيذاء انفسهم وبالتالي يصابون بالإعاقة ... كذلك هناك الأنماط الحياتية والبيئية فالشخص الذي يسكن أو يقيم في الأماكن التي تكثر فيها الضوضاء وتعلو فيها نسبة الأصوات العالية وحركة السير كالمدن والمطارات معرضة للإصابة بالإعاقة أكثر من غيرها من المناطق (إعاقة سمعية) كذلك العوامل الاجتماعية التي تكثر في بيئات معينة نتيجة لتردي الاوضاع المعيشية والصحية للسكان
إن السكان بحاجة ماسة إلى التثقيف في مشاكلهم النفسية ودور عالم النفس يبرز في خدمة الإنسان لتحقيق النمو المتكامل والاتزان النفسي الصحيح ولذلك لا بد من توفر الثقافة النفسية العميقة والتجارب وحب الإنسان والقدرة على النفاذ إلى أعماق الآخرين من أجل تخليصهم مما هم فيه وكبت الرغبة في أنفسهم نحو الانتحار ومحاولة تبديدها لينجو المجتمع من كثرة الحوادث ومن الإعاقات الناشئة عنها.
إن الجنون كدرجة عليا من درجات الفوضى في التفكير والعبقرية كدرجة عليا من درجات التنظيم العقلي والهروب من التشوش هما حدا الإعاقة والتي بينهما تتمحور الذات فالأمراض المعدية وسوء التغذية والتحصينات والتغذية السليمة ومتابعة النمو والفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج لتفادي أمراض الاضطرابات الوراثية مهم جدا بل وضروري حتما في تجنب الإصابة بالإعاقة
في عصرنا هذا الذي يطلق عليه العلماء اسم عصر القلق تزدحم أجسادنا بالانفعالات بأكثر مما تزدحم به شوارعنا من مركبات وهنا وجه الخطورة حيث أن الجسد البشري على الرغم من كمال صنعه وخلقه ليس مجرد آلة صماء بل هو خضم من الأحاسيس ومن الأجهزة والأعصاب والخلايا التي تتفاعل مع تلك الأحاسيس وتشعر معها بالتعب والإرهاق بل والسأم أيضا...
فالجسم يستجيب لمشاعرنا العنيفة كالفرح والكره والغيظ والعنف وغيرها، استجابات مخيفة فتنشط الغدة فوق الكلوية وتفرز مادة الأدرينالين والتي ترفع ضغط الدم وسرعة النبض وتزيد من استجابة الإنسان للمؤثرات الخارجية فيصير عصبيا شديد التوتر وتثير البنكرياس ومركز التنفس وكل أجزاء الجسم تقريبا ومع الأدرينالين يصاب المرء بعسر الهضم والشعور المستمر بالضيق والإنهاك مع صعوبة التنفس والصداع وارتفاع نسبة السكر في الدم، و....إلخ، وتأتي فيما بعد الإعاقة البصرية لتمثل النهاية في سلسلة كل هذه الأمراض نتيجة الارتفاع في ضغط الدم (كما سيظهر لاحقا في باب بعض الأمراض المتصلة بالإعاقة ومن هذا ينتج أثر وتأثير العوامل النفسية في الإصابة بالإعاقة...
إن النشاط النفسي = دالة ( الوراثةxالبيئة ) فشخصية الفرد ليست نتاج نفسه فحسب ولا نتاج البيئة فحسب وإنما نتاج تفاعلهما الوظيفي المستمر. والجدير بالذكر أن الإعاقة ليست نوعا واحدا كما يظنه البعض أو ناتجه عن فقد الحواس أو شلها عن الحركة فقط فقد ظهر هناك إعاقات أخرى رغم وجود جميع الحواس الإنسانية وتوافرها في ذات الشخص المعاق بالمعنى الآخر ولعل السطور التالية تبين ذلك وتزيل الغموض مما صعب فهمه من ذلك....فلقد بينت الدراسات الأنثروبيولوجية Anthropological studies التي أجريت على ما يعرف بالأطفال المتوحشين الذين وجدوا وسط الحيوانات في بعض الغابات. وتبين أن في هذه الحالات لم تتضح في هذه الكائنات الحية حتى الخصائص الوراثية المميزة للنوع الإنساني.. كالكلام واللغة والحركة المنسقة وإنما الذي حدث هو انحراف أو إعاقة للإمكانات الكامنة والاستعدادات الطبيعية حتى أن هؤلاء الأطفال صاروا يستجيبون بالقفز وبأصوات كالحيوانات وطريقة الأكل وغير ذلك مما يميز وسط جماعة الحيوان.
من هذه البيانات وغيرها الكثير يتبين لنا في النهاية أن ما يبدو عليه الأفراد من فروق في مستويات النشاط العقلي المعرفي وخصائص الشخصية بصفة عامة تعتمد على البيئة لذلك يظهر هذا الترابط الوثيق بين العوامل النفسية والاجتماعية والبيئة في فسيولوجية الإعاقة...