الاعاقة البصرية 10
أثر الإعاقة البصرية على مظاهر النمو المختلفة
يقصد به تطور النمو الكلي لجسم الطفل من جميع النواحي من حيث النمو الحركي، النمو اللغوي، ونمو الحواس السمعية، البصرية، واللمسية ...
ويبدو أثر الإعاقة البصرية في مظاهر النمو لدى الشخص الكفيف فيما يلي :
الوظائف المعرفية في ظل الإعاقة البصرية :
أولاً الرؤية والنمو المعرفي :
-
الخبرة بعالم الأشياء.
يتحتم على الأطفال الكفيفين ولادياً أو الذين يفقدون أبصارهم مبكراً في الحياة الاعمتاد على الحواس الأخرى المتبقية في اكتساب المعرفة بالعالم الذي يحيط بهم، وعند محاولة تحديد الأهمية الخاصة للحواس المتبقية لنمو الطفل الكفيف فمن الضروري أن تفهم الوظائف الأساسية لحاستي السمع واللمس كقنوات ووسائل للحصول على المعرفة.
( الحاسه الأولى عند الكفيف للتعرف على العالم من حوله حاسة اللمس ( لابد ان يتحسس الاشياء لكي يتعلمها فالوصف والشرح فقط للطفل الكفيف من غير اللمس لاتكفي ) . ويأتي بعدها السمع . ثم الشم والتذوق )
}لابد ان نعرض الكفيف للخبره لكي يتعلم {
-
إدراك الشكل والعلاقات المكانية .
تعرضت العملية التي يهتم بها الإدراك المكاني من خلال حاسة اللمس للعديد من الدراسات، ويتفق كل من هيلر وستينبرج على أن حاسة اللمس هي الحاسة الوحيدة لاكتساب المدركات المكانية بالنسبة للأشخاص المصابين بفقد البصر الولادي. ( اي غير مبصرين منذ الولادة )
-
الخبرة بالألوان .
إن المدركات المكانية وإدراك الأشكال تكتسب عن طريق الإبصار كما تكتسب من خلال الإحساس باللمس أيضاً، على عكس ذلك فإن إدراك الألوان وظيفة من وظائف شبكية العين، ولا يوجد عضو حسي آخر يمكن أن يقوم بهذه الوظيفة عندما تكون شبكية العين مصابة بالتلف، أي عندما لا تكون الشبكية قابلة للاستثارة الضوئية، ولا يصل المثير المستقبل بواسطة الشبكية إلى المخ أو حينما تكون المراكز البصرية في المخ مصابة بالتلف يترتب على ذلك فقد الإبصار ومن ثم يكون إدراك الألوان معدوماً . ( هناك طرق لتعريف الشخص الكفيف الالوان لكنها عمليه صعبه جداَ )
( فلأعاقه البصرية تؤثر تأثير سلبي على معرفة الشخص لعالم الالوان من حوله ويفتقد الشخص هذه المعرفة أيضاً )
-
تكوين المفاهيم .
إن الطفل الذي يفقد بصره في وقت مبكر (قبل سن خمس سنوات) يكون مجال تكوين وبناء المفاهيم محدوداً وقاصراً إلى حداً كبير وبرر العلماء وجهة نظرهم على أساس أن المدخلات الحسية في حالة فقد البصر أو السمع تضطر الطفل إلى الاعتماد على الحواس الأخرى المتبقية لديه في الحصول على المعلومات والمعارف المتعلقة بالأشياء في البيئة التي يعيش فيها، كذلك فإن القصور الحركي عند الطفل الكفيف يؤدي إلى ضعف فرص استكشاف البيئة الخارجية وما يترتب على هذا الاستكشاف من تعلم من هذه البيئة.
}الشخص الكفيف لكي يتعلم مفهوم الاشياء من حوله والتي لايرها فهو يعتمد على الحواس الاخرى ( السمع اللمس الشم والتذوق ) فهذه الحواس احياناً لا تكفي لكي يتوصل الى الصورة المطلوبة , تكوين المفاهيم عند الشخص الكفيف سوف يتأثر, ولن يتعرف على الشيء بنسبة 100% كما يتعرف عليه الشخص المبصر {
الوعي المكاني :
يقصد بالوعي المكاني صياغة وتكوين المفاهيم المتعلقة بالوضع الجسمي، ووضع الشيء وترتيبه في مكان معين، وكذلك المتعلقة بمواقع الأشياء واتجاهاتها وأبعادها ومسافاتها، ويعتبر مجال الوعي المكاني أحد المجالات التي يتضح فيها إخفاق الكفيفين في تنمية المفاهيم وتطويرها.
}لانها تعتمد على حاسة البصر وسوف يتأثر مجال الوعي المكاني لدى الشخص الكفيف نتيجة لفقدان البصر {
صورة الجسم :
لكي يقوم الفرد الكفيف بإنجاز سلوك حركي فعال يجب اأن تكون في حوزته المفاهيم الدقيقة لصورة الجسم والتوجه المكاني فالطفل الكفيف يجب أولاً أن يتعلم عن نفسه قبل أن يكون قادراً على الانتماء للآخرين بدقة والاتصال ببيئته المحيطة به.
ومن الممكن تعريف صورة الجسم بأنها معرفة الفرد بأجزاء جسمه ووظيفة كل جزء منها وعلاقة هذه الأجزاء بالبيئة للفرد.
ثانياً: اكتساب الكلام واللغة.
(هناك علاقه طرديه بين فقدان البصر وتأثر اللغة عند الطفل الكفيف)
إن الطفل الفاقد للبصر تماماً منذ الميلاد لا يستفيد من تعلم الكلام في عملية التقليد التي تلعب دوراً أساسياً في نمو الكلام لدى الطفل العادي، ويترتب على ذلك أن تقدم الطفل الكفيف في تعلم الكلام يسير بمعدل أبطأ من معدل نمو الكلام عند الأطفال العاديين ولا يتفق تأثير الإعاقة البصرية عند حد التأثير على معدل نمو الكلام بل يمتد أيضاً ليشمل اكتساب معاني الألفاظ وتكوين المفاهيم ويشير ”كتسفورت“ إلى أن ظاهرة اللفظية يعاني منها الكفيف إذ يتعلم إطلاق مسميات على الأشياء دون أن تطور لديه خبرات حقيقية بهذه الأشياء.
(يفتقد الشخص الكفيف التعرف على الايماءات اثناء التحدث واكتسابه لهذه اللغة. ويفتقد ايضاً تعلم اللغة والكلام عن طريق التقليد )
ثالثاً: الوظيفة الحركية.
إن واجبات الحركة والانتقال بالنسبة للأطفال الذين يفقدون الإبصار بشكل كلي أو الذين لديهم إدراك للضوء فقط من الواجبات التي تكون فيها صعوبة في الأداء، ولكن عامل إدراك العوائق أو الإحساس بالعوائق يعتبر عاملاً واحداً فقط له أهميته في القدرة على الحركة والانتقال، ولوحظ من خلال الدراسات أن الكفيفين يملكون قدرة يبدو أنها لا توجد لدى المبصرين تتمثل في تجنب العوائق دون الاصطدام المباشر بها.
رابعاً: النمو الانفعالي والاجتماعي.
(يتأثر تأثيرا سلبيا نتيجة لفقدان البصر )
إن الطفل المعوق بصرياً كبقية الأطفال الآخرين فهو باستطاعته أن يتعلم كيف ينمي ويطور شخصية متكافئة من الناحية النفسية والاجتماعية، وهذا يعتمد اعتماداً أساسياً على التنشئة الأسرية والمحيط العائلي الذي يعيش فيه الطفل، وعن طريق تفاعله مع البيئة التي ينشأ فيها وعن طريق اتصاله بالأشخاص الذين يتعامل معهم، فالوالدان يلعبان دوراً أساسياً وهاماً في تكوين شخصية طفلهم حتى يستطيع الطفل أن يكون شخصية متكاملة من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية؛ فيعمل الوالدين على مساعدة طفلهم في تكوين الذات لديه وبناء شخصيته المستقلة، والعيش في جو نفسي صحي وآمن مليء بالمحبة بعيداً عن التوتر والقلق النفسي.