خدمات الموهوبيين
التوجيه والإرشاد النفسي والأسري لذوي الاحتياجات الخاصة
المحاضرة الرابعة عشرة والأخيرة
الخدمات الإرشادية للموهوبين والمتفوقين
الخدمات الإرشادية للموهوبين والمتفوقين
تأخذ الخدمات الإرشادية مع الأطفال الموهوبين أشكالا عديدة كـ الإرشاد الجمعي وإرشاد الأقران و الإرشاد القرائي والإرشاد الأسري ومجموعات الدعم والإرشاد الفردي, إلا أن أكثر أنواع الإرشاد يظهر في الأوضاع الفردية مع أخصائي أو مرشد نفسي ذي كفاءة ومهارة. ويستفيد الأطفال والمراهقون الموهوبون من الإرشاد في حياتهم, ففي الإرشاد الفردي أو العلاقة الإرشادية فإن الأطفال الموهوبين يفتح لهم المجال في التعبير عن مشاعرهم الخاصة والكشف عن الخبرات الماضية والصراعات غير المحلولة.
وفي ضوء الخصائص والمشكلات السابقة فإنه يتضح أن البرامج الإرشادية الفاعلة للموهوبين يجب أن تتضمن البرامج التالية:
- الإرشاد الأكاديمي.
- الإرشاد النمائي.
- الإرشاد الاجتماعي الانفعالي.
- الإرشاد الأسري.
- الإرشاد المهني.
- الإرشاد الوقائي.
1- الإرشاد الأكاديمي:
يكمن الإرشاد الأكاديمي للطلبة الموهوبين في تزويد الطفل وعائلته بمعلومات أساسية عن المرحلة التطورية التي يمر بها, وخصوصا عند انتقاله من مرحلة الطفولة المتوسطة إلى مرحلة المراهقة, وتزويده بالمعلومات عن التنظيمات المدرسية وتغيرها من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية فالثانوية.
ويجب دمج الإرشاد الأكاديمي مع الخدمات الإرشادية الأخرى كجزء من العملية الإرشادية ليتمكن الموهوب من معرفة الصعوبات التي سيواجهها أثناء محاولة اختياره للفرص المهمة وذات المعنى, وفي اختياره البرنامج الدراسي الذي يستمر لسنوات عديدة.
2- الإرشاد النمائي:
يجب إعطاء النمو النفسي للأطفال الموهوبين أهمية خاصة, حيث أن تسهيل هذا النمو يعتبر دورا أساسيا للمربين, وهنا لاشك أن المسئولية الأخلاقية باتجاه هؤلاء الأطفال تكمن في كونها أكثر من مجرد حشو أدمغتهم بالمعلومات، حيث أن المعلومات دون الحكمة والأخلاق خطيرة جداً, فلا يستطيع الكبار غرس القيم التي يريدونها في نفوس الأطفال متجاهلين رغباتهم. فمن الواجب على الجميع تسهيل نموهم بما يتفق مع اتجاههم وأفعالهم, ومع التأكيد دوما بان الكبار قدوة, وهم الذين يعلمون الأطفال ويتعلمون منهم أيضاً (الريحاني ورفاقه, 2010 )
وانطلاقا من الحاجات الخاصة للأطفال أو المراهقين الموهوبين, لأن برامج الإرشاد النمائي تهدف إلى :
-
فهم جوانب القوة والضعف.
-
قبول الذات وإدراك المحددات أو الصعوبات .
-
تنمية القدرات الخاصة .
-
تنمية مركز الضعف الداخلي.
-
إكساب مهارات حل المشكلات.
-
تمنية مهارات توكيد الذات.
-
تنمية المهارات الشخصية.
-
تنمية مهارات القيادة وحل المشكلات.
-
إكساب مهارات خفض الضغوط النفسية أو التعامل معها .
-
تنمية الاتجاهات الايجابية نحو أنفسهم والحياة.
3- الإرشاد الاجتماعي والانفعالي:
يعتبر اريكسون (Erick Erickson) من أبرز العلماء الذين تحدثوا عن التطور الاجتماعي الانفعالي, فقد حدد ثمانية مراحل تصف تطور ونمو الشخصية, وتغطي هذه المراحل جميع الفترة العمرية للإنسان, وتصف كيفية تكيفه وتطوره مع ذاته ومع بيئته الاجتماعية. كما ويرى أن أسلوب تكيف الفرد في مرحلة ما يؤثر على المرحلة التي تليها وبذلك فإذا عانى الفرد في مرحلة ما أو تثبت فيها, فسيؤثر ذلك على المراحل اللاحقة.
فمراحل اريكسون بمثابة الخارطة التي تساعدنا على فهم وتطور الأطفال الموهوبين.
4- الإرشاد الأسري:
يعتبر دور الآباء مساعداً في إرشاد الموهوبين, فهم يلعبون دوراً في التعرف على الأطفال الموهوبين وفي الطرق التي تستثير موهبتهم. كما يمكن أن يساعدوا في التعرف على مشكلات أطفالهم واحباطاتهم وتقديم المساعدة لهم في كيفية التعامل مع الضغوطات التي يتعرضون لها. والإجابة على التساؤلات التي تنشأ عند أطفالهم والمتعلقة بالتكيف الاجتماعي والشخصي.
5- الإرشاد المهني:
ما الذي يطمح إليه الموهوبون وما هي حاجاتهم الإرشادية المهنية؟
ان الطلبة الموهوبين غالباً ما تكون لديهم مشكلة في تعدد إمكاناتهم الناتجة عن قدراتهم على النجاح في عدد من المجالات المختلفة كما أن اهتماماتهم المتنوعة تجعل إمكانية وضع هدف مهني أمرا صعباً. ويستطيع المرشد المدرسي مساعدة الطلبة الموهوبين فيما يتعلق بالتخطيط للمستقبل من خلال النشاطات التالية:
-
التخطيط لحياتهم واتخاذ القرارات في مراحل حياتهم المختلفة.
-
تطوير فلسفة لحياتهم بما في ذلك القيم والمعتقدات التي يتبناها.
-
إجراء استبانات للتعرف على المراحل الحرجة في حياتهم.
-
يمكن للمرشد داخل غرفة الصف مناقشة قضايا كــ اتخاذ القرار.
6- الإرشاد الوقائي:
يركز الإرشاد الوقائي على التطور النمائي للطفل. والمرشد في الإرشاد الوقائي لا يتدخل فقط عند بلوغ المشكلات مرحلة الأزمة ولكنه يخطط لبرامج إرشادية نمائية بهدف تسهيل النمو الانفعالي للطفل الموهوب. فالمرشد هنا يلعب دوراً هاما في توجيه نمو الأطفال الموهوبين فهو يساعدهم على فهم قدراتهم واكتشاف أهدافهم المهنية والتدخل مع الآباء والمعلمين والآخرين لتوضيح حاجات الأطفال الموهوبين. وتظهر أهمية الإرشاد الوقائي مع الأطفال الموهوبين في أن معظم المدارس لا تشبع ولا تتعامل مع الحاجات الإرشادية الخاصة بالأطفال الموهوبين.