(1) أساليب تشخيصية متعددة للتوحد
يذكر " عبد الله الصبي" (2003: 70) أنه للوصول إلى
تشخيص أقرب للحقيقة ،فإن الطفل التوحدي يحتاج إلى تقييم من قبل مجموعة من
المتخصصين وذوى الخبرة في هذا المجال (طبيب أطفال ،أخصائي نفسي،طبيب أطفال
تطوري، طبيب أطفال في مجال الأعصاب، محلل نفسي وغيرهم). كل في مجاله يقوم
بتقييم الطفل من نواحي معينة، وبطرق منوعة، ومن ثم تتجمع هذه المعلومات و
النتائج لتحليلها،لتقرير وجود التوحد، ودرجته وأساليب علاجه.
ويرى أن تقييم حالة الطفل التوحدي عادة ما تشتمل على جهود
ستة من المهتمين بحالة الطفل يمكن القول عنها أنها أساليب تشخيصه تشخيصاً أقرب
للصحة. وهذه الأساليب الستة من التقييم يمكن إيجازها كالتالي:
الأول : التقييم الطبي :
بادئ ذي بدء يتعين القول أنه حتى الآن لاتوجد تحاليل مخبريه أو أشعة يمكن أن تدلنا على الأسباب
أو التشخيص لهذه الحالات فالتشخيص صعب للغاية؛ كمن يحاول فك رموز لعبة المتاهة، وهى لعبة
بلا ألوان أو حدود ، ولذلك نستطيع القول أن تشخيص حالة التوحد يعكس احتمالات
الطبيب المعالج.
و التقييم الطبي عادة ما يبدأ بطرح العديد من الأسئلة عن
الحمل و الولادة، و النمو الجسمي و النمو الحركي للطفل؛حدوث أمراض سابقة ،
السؤال عن الأسرة و الأمراض التي تشيع فيها ، ومن ثم القيام بالكشف السريري
وخصوصا الجهاز العصبي، وإجراء بعض الفحوص التي يقررها الطبيب عند الاحتياج لها
ومنها:
(أ)
صورة صبغيات الخلية (أو التحليل الكروموسومي) Chromosomal
analysis لاكتشاف الصبغي الذكري
الهش Fragile –X syndrome
(ب)
التخطيط الكهربائي للمخ EEG : يعتبر التخطيط الكهربائي للمخ Electro –
Ensepho- Graph من أوائل الطرق المستخدمة في فحص المخ عند المصابين بالتوحد. وقد بينت البحوث
و الدراسات التي استخدمته أن هناك شذوذا وخللا في النشاط الكهربائي للمخ وكذلك
نوبات مرضية Seizure لدى التوحديين، وكانت من الدلائل الواضحة التي تعزز الأساس
البيولوجي لنشوء أعراض الاضطراب . وقد بينت إحدى الدراسات الباكرة عام 1964 أن
هناك شذوذا في النشاط الكهربائي للمخ عند 58% ، ونوبات صرع عند 19% من عينة
الدراسة المكونة من 58 من اليافعين التوحديين . وقد أظهرت الدراسات التالية شذوذا يتراوح بين بين 13% إلى 83% في
النشاط الكهربائي للمخ لدى التوحديين وذلك في ضوء أسلوب البحث، و العينة،
والمعايير التى تم الاعتماد عليها في تفسير هذا النشاط(قاسم عبد الله، 2001:
58). ولكن الدراسات الأحدث حول النشاط
الكهربي للمخ لدى المصابين بالتوحد، توصلت إلى نسبة شذوذ وخلل في النشاط
الكهربي للمخ تتراوح ما بين 32% إلى 45% لدى الأطفال التوحديين. بيد أن
الدراسة الأكبر و الأحدث التى أجراها " تساي" Tsai, 1985 على عينة تكونت من مائة طفل توحدي ، أظهرت وجود شذوذ في
النشاط الكهربائي للمخ لدى ثلاث وأربعين واحد منهم . وأن هذا الشذوذ يعبر عن
وجود أعصاب ونتوءات منتشرة أو موجات بطيئة . وقد أثبتت هذه الدراسة أن هذا
الخلل في النشاط الكهربي للمخ يصاحبه نوبات مرضية لدى المصابين بالتوحد.
(جـ)
أشعة بالرنين المغناطيسي للمخ . MRT
(د) قد يسأل الطبيب
الوالدين عن حالات لا تؤدي إلى التوحد، ولكن قد تكون مصاحبة له، مثل وجود التشنج
وغيره.
الثاني: : التقييم
السلوكي : وقد سبقت الإشارة إليه بالتفصيل .
الثالث : التقييم
النفسي
حيث يقوم الأخصائي النفسي باستخدام أدوات ونقاط قياسية
لتقييم حالة الطفل. من حيث الوظائف المعرفية والإدراكية ، والاجتماعية،
والانفعالية، والسلوكية، ومن حيث التكيف . ومن هذا التقييم تستطيع الأسرة و
المدرسون معرفة جوانب القصور و التطور لدى الطفل.
الرابع : التقييم التربوي(التعليمي)
يمكن القيام بالتقييم التربوي من
خلال استخدام التقييم الرسمي Formal
assessment باستخدام أدوات قياسية ، والتقييم غير الرسمي informal assessment باستخدام الملاحظة المباشرة ومناقشة الوالدين. و الغرض من هذا
التقييم هو تقدير مهارات الطفل في النقاط التالية :
(أ) مهارات قبل الدراسة.
(ب) مهارات دراسية:
القراءة و الحساب .
(ت) مهارات الحياة
اليومية: الأكل و اللبس ودخول الحمام.
(ث) أساليب التعلم
ومشكلاتها وطرق حل هذه المشكلات.
الخامس : تقييم التواصل: communication
assessment
التجارب المنهجية، و الملاحظة التقييمية
ومناقشة الوالدين، كلها أدوات تستخدم للوصول إلى تقييم المهارات التواصلية،
ومن المهم تقييم مدى مهارات التواصل ومنها رغبة الطفل في التواصل، وكيفية
أدائه لهذا التواصل (التعبير بحركات على الوجه أو بحركات جسمية، أو بالإشارة)،
كيفية معرفة الطفل لتواصل الآخرين معه. ونتائج هذا التقييم يجب استخدامها عند
وضع البرنامج التدريبي لزيادة التواصل معه كاستخدام لغة الإشارة ، أو الإشارة إلى
الصورة وغير ذلك.
السادس : التقييم الوظيفي: ccupational assessment
المعالج الوظيفي occupational
therapist يقوم بتقييم الطفل لمعرفة طبيعة تكامل الوظائف الحسية sensory
integrative Functions ، وكيفية عمل الحواس الخمس (السمع و البصر والتذوق والشم و
اللمس) ، كما أن هناك أدوات قياسية تستخدم لتقييم مهارات الحركة الصغرى
(استخدام الأصابع لإحضار لعبة أو شيء صغير)، مهارات الحركة الكبرى (المشي و
الجري و القفز). ومن المهم معرفة هل يفضل الطفل استخدام يده اليمنى أم اليسرى
(جزء الدماغ المسيطر)، و المهارات البصرية، وعمق الإدراك