محاضرة 8
اضطرابات التفكير Thinking Disorder
اعداد د. منى توكل السيد
يلعب التفكير دوراً هاماً في ترتيب الأفكار وتسلسلها وترابطها وتناسبها مع المواقف الحياتية المختلفة، وأي اضطراب فيها مهما كان نوعه يمكن أن يؤثر بشكل أو بآخر على أي من وظائفه، والارتفاع في حدة ذلك الاضطراب قد يلقي بالناس عامة والطفل بشكل خاص في دائرة الصراع النفسي بما يحد من قدرته على التعبير عما يجول بداخله من أفكار وبالتالي انحصار محاولاته المستمرة لإشباع رغباته؛ لما تتركه تلك الاضطرابات من تأثير واضح على علاقة الطفل ببيئته، فهي تطبع سلوكه بجملة من السمات التي تؤثر بشكل سلبي على أدائه وقدرته على التناغم مع مكونات البيئة من حوله، وتعد كل من الهلاوس والإدراكات والخبرات الحسية غير الواقعية والهذاءات الأفكار والإدراكات الخاصة بالعظمة والذات والتخيلات الخاصة بالاضطراب الفصامي من أبرز أشكالها (باظه،2001: 14)
-
وهي تتنوع بشكل كبير فقد تبدو في أسلوب التفكير أو في شكل مخاوف وأفكار وأفعال قهرية أو على هيئة أوهام أو تدهور أو بلادة فكرية .
ويضيف كفافي (1990 :459) أنها قد تصل إلى حد الغيرة والشك في الآخرين؛ يؤكد آدم، (2003 :254) على أن من أبرز أشكالها لدى الأطفال التوقعات الكوارثية، الأفكار اللامنطقية، وتنجم غالباً عن سوء المعاملة الوالدية، والتعرض للقسوة والعنف سواء الجسدي أو النفسي، والتعرض للإحباط أو الخبرات الصادمة .
-
النشاط الزائد Hyperactivity Disorder
هي مشكلة سلوكية يمكن تهذيبها في أحسن الأحوال، أو اضطراباً سلوكياً يحتاج من الجهد والوقت الكثير لخفضه أو التقليل من آثاره على أداء الطفل المدرسي في أفضل الظروف بأشكال متعددة منها زيادة النشاط والحركة وكثرة تغير النشاط لسرعة تغير الهدف منه بسبب عدم ترابط الأفكار ؛ ويعتبر كل من "عبد الرحمن؛ وحسن" (2003 :13) أن المشكلة الأساسية لدى الأطفال الذين يعانون منه هي عدم قدرتهم على ضبط سلوكهم والمحافظة عليه، ولذا فهم عادة لا يظهرون سلوكاً ملائما يناسب البيئة التي يعيشون فيها، وغالباً ما يتضح عند قيامهم ببعض المهام السمعية أو البصرية وفي المواقف التي تتطلب مجهوداً عقلياً بينما يبدون كغيرهم من الأطفال عند قيامهم بمهارات عملية كمشاهدة التلفزيون .
يعرف" عكاشه " (2003: 759) النشاط الزائد على انه مجموعة من الاضطرابات التي تتميز بالبداية المبكرة وتتشابك بين مفرط في النشاط وقليل التهذيب مع عدم انتباه شديد وفقدان القدرة على الاندماج .
وهو حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي المعقول، ويظهر من خلاله النشاط غير الملائم وغير الموجه بالمقارنة مع سلوكيات الطفل النشط الذي تتسم فعاليته بأنها هادفة وممنهجة وقد تكون الصدمات على الرأس والظروف البيئية والوراثة والاضطراب في إفراز الغدد او الورم الدماغي والخلل في كهرباء الدماغ، أسبابا لظهوره عند الأطفال(Scheffer & Mailman, 1989)
إن الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد يتميز بنقص مدى الانتباه والاندفاعية الزائدة وفرط الحركة ويفشل الطفل في توجيه يقظته نحو مثير معين لفترة مناسبة بدرجة تجعله موضع شكوى من الآخرين خصوصا في المواقف التعليمية التي تستدعي درجة كافية من الانتباه لاستقبال المعلومات وفهمها وتتشتت أفكاره بسهولة ولا يتمكن من إنهاء مهامه ولا يتمتع بمهارات الاستماع الجيد ويجد صعوبة في التركيز في النشاطات الذهنية مع أنه لا يعاني من نقص في مستوي الذكاء وهو بحاجة إلى إشراف مكثف لانجاز واجباته وكثير ما يلجأ إلى أسلوب النداء العلني والحديث المستمر مع زملاءه في الفصل ويحاول التحرك باستمرار ويسهل إخلاله في النظام العام او الخاص في المواقف المختلفة ويقاطع الآخرين ويقحم نفسه عليهم ولا يكف عن الحركة إلا عندما يشعر بالإعياء(.الخطيب، 2004: 565)