طبعف الثقة بالنفس
ضعف الثقة بالنفس Lack of self confidence
اعداد
د. منى توكل السيد
يعد ضعف الثقة بالنفس والشعور بالنقص من مشكلات مفهوم الذات، وترتبط بكثير من المشكلات داخل المدرسة وخارجها، فهي معيقه للطالب الذي يعد احد العناصر الأساسية والمهمة في العملية التعليمية، كما ترتبط هذه المشكلة مثلها مثل غيرها من المشكلات النفسية الأخرى بمجموعة من المشكلات والتي من ضمنها التأخر الدراسي، ولا تتوقف عند هذا الإخفاق فقط بل تتعداه لتشمل مجالات الأسرة والعمل والحياة.
ويفسر الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس بأنها عبارة عن مجموعة من أحاسيس مؤلمة للنفس متكونة على أساس تفكير خاطئ وغير واقعي في مركز الشخصية يكتبها في اللاشعور وتتكون وتشكل ذكريات مزعجة. (درغام، ١٩٩٦: ٣١)
إن الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع النكسات والعقبات التي تواجههم، كما أنهم يتقبلون عواقب أفعالهم بسهولة، وهم أقوى شخصية من سواهم، لذا فالتوجيه في حقهم خير من التوبيخ)مجيد، ١٤٢٨: ١٦٤)
ونستطيع إن ننمي الشعور بالإنجاز ونتفادى الشعور بالنقص من خلال الآتي:
-
إيجاد فرص للنجاح أمام كل طفل في المدرسة بناء على قدراته الذاتية وخصائصه المعرفية ولابد من مساعدة المنزل في ذلك.
-
اتخاذ موقف ايجابي من التحصيل المدرسي سواء من ناحية الوالدين أو من ناحية المدرسة وذلك عن طريق التشجيع والمتابعة.
-
تنمية احترام الذات يساعد على زيادة فرص النجاح التي تزيد بدورها من شعور الطفل باحترام ذاته (احمد، ١٩٩٩: ١٢٩)
إن الثقة تزرع وتنمو في الصغر من خلال الطفولة المبكرة، ويلعب البيت الدور الكبير في إكسابها ورعايتها، فمن خلال التشجيع والابتعاد عن التوبيخ والنبذ وبنيان سور من الحنان والرعاية خطوة وجرعة أولية لتفادي الشعور بالنقص ودعم الثقة بالنفس، وتصقل هذه الثقة وتدعم في المحيط المدرسي، ويساهم المعلم بالدور الكبير في ذلك من خلال التشجيع والتفاعل والمشاركة وتختم بالتدعيم الايجابي.
العزلة والانسحاب Withdrawal
يقصد بالعزلة عدم مشاركة الطفل أقرانه النشاطات المختلفة والانزواء والسلبية والعزلة شكل متطرف من الاضطرابات في العلاقة مع الرفاق كما انها تعني الانفصال عن الآخرين وبقاء الشخص منفردا وحيدا معظم الوقت؛ والعزل مرتبط ارتباطا واسعا بالمشكلات وصعوبات التعلم وسوء التكيف والمشكلات الانفعالية والسلوكية. الأمر الذي يؤدي إلى تطور سلوك منحرف؛ فحينما يتفاعل الفرد مع المحيطين به يكتسب منهم ما يساعده على أن يتعلم وينمو بشكل سليم في نواحي متعددة، وما يعيق هذا التعلم والنمو مشكلة العزلة والانسحاب والتي عن طريقها يضع الفرد حاجزًا بينه وبين الآخرين مما يعيق ليس العملية التعليمية وحدها وإنما معيق لاندماجه الاجتماعي، لذا فهي تعد من مشكلات سوء التوافق مع الآخرين.
وتتحدد المشكلة الأساسية فيه لدى الأطفال باضطراب أحاسيسه وانفعالاته، وينجم عن ضغوط في أسرة الطفل أو مجتمعه أو ذاته ويشتمل على حالات القلق والرهاب واضطرابات نفس حركية .وهو شكل متطرف من الاضطراب في العلاقات مع الآخرين، ومن أسبابه الخوف منهم ونقص المهارات الاجتماعية .وقد ينجم عن الألم والإحباط أو النقص أو الصراعات الظاهرة أو المكبوتة خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويبدو على شكل عقد نفسية عبارة عن تنظيمات انفعالية مؤلمة لا شعورية تتصل بسلوك الفرد، وقد تدفعه للقيام بسلوك شاذ تلقائياً دون تفكير مسبق .
ويتميز الأطفال المنسحبين انفعالياً بعدم القدرة على التواصل والخجل والحزن والفشل في المشاركة في الأنشطة المدرسية وفي تكوين علاقة مع الآخرين، وهم عادة ما يكونوا طفوليين في سلوكهم وتصرفاتهم، ويميلون للتمرد في التفاعل معهم، وهم منعزلون اجتماعياً وأصدقائهم قليلون، وقد يلجئون إلى الخيال وأحلام اليقظة أو يعانون من مخاوف لا أسباب لها ويظهر نتيجة اضطرابات اللغة والكلام أو الافتقار إلى مهارات الاتصال أو اللعب المناسبة وعدم النضج الانفعالي والاجتماعي، الاكتئاب، القلق، الخوف .
ومن أسباب العزلة:
١- الشعور بالنقص بسبب عاهة جسمية أو ضعف اقتصادي.
٢- افتقاد الشعور بالأمن لفقده الثقة في الغير والخوف منهم.
٣- إشعار الطفل بأنه تابعاً للكبار، وفرض الرقابة الشديدة عليه يشعره بالعجز عن الاستقلال.
٤- تقليد الوالدين كنموذج يقتدي به ويحاكيه.
٥- الفقدان المبكر للحب والحنان والرعاية من الأسرة . (الكحيمي، ١٤٢٤: ١٧٥)
ويمكن وضع حلول علاجية لمثل هذه المشكلة من خلال الاهتمام، بجانبين هما:
-
الجانب الأسري: والذي يكمن في تفهم رغبات الطفل وحاجاته.
-
الجانب المدرسي: ويكمن في المعلمين وذلك بتشجيع للطفل بالاندماج في البيئة المدرسية والمشاركة الفعلية في الأنشطة والترحيب به كعضو جديد في هذه الأنشطة وتدعيمه ايجابياً بالتشجيع والترحيب.