السلوك العلدواني
السلوك العدواني Aggressive Behavior
أعداد
د. منى توكل
سلوك يصدره الفرد لفظيا أو بدنيا أو ماديا، صريحا أو ضمنيا، مباشرا أو غير مباشر ناشطا أو سلبيا، يترتب على هذا السلوك إلحاق أذي بدني أو مادي أو نقص للشخص نفسه صاحب السلوك أو للآخرين فيرى" Scott " بأنه النزعة إلى ابتداء المقاتلة، وهو استجابة مرهونة بعدة عوامل تشمل الوراثة والسمات الفسيولوجية والأخلاقية والاجتماعية والحضارية وطبيعة السلوك المثالي والواقعي (موسى، 2000: 56)؛ ويعتبر من الأعراض الأولية للاضطراب النفسي، وهو عام ومستمر دون سبب، ويمثل استجابات عنيفة تضم الشعور بالغضب والعداء، وقد يكون وسيلة لتعويض الشعور بالنقص أو فقدان احترام الذات وعدم الأمن؛ وعرفه سعفان(2001: 215) بأنه سلوك يهدف لإيذاء شخص آخر، وقد يكون موجهاً للآخرين أو للممتلكات أو للذات أو للحيوانات، وثمة اضطرابات سلوكية أخرى ترتبط به كالسرقة وتجاهل حقوق الآخرين والكذب الناتج عن الكراهية والحقد والذي يظهر بشكل واضح مع بداية الطفولة المتأخرة .
العدوان هو إلحاق الأذى بالآخرين سواء بدني أو لفظي ويرى " أدلر " أنه مظهر لإرادة القوة بينما يعتبره " دولارد " وكثره من السلوكيين فعلاً يمثل استجابة دف إلى إلحاق الأذى بكائن أو بديله، ويرى " فرويد " أن العدوان ليس بالضرورة أن يكون ناجماً عن إحباط إذ هو مظهر لغريزة الموت مقابل الحياة (الشربيني، ٢٠٠٠: ٧٣)
والعدوان متعلم أو مكتسب عبر التعلم و المحاكاة نتيجة للتعلم الاجتماعي.كما أن هناك العدوان الفردي الذي يقوم به شخص واحد ضد شخص آخر، والعدوان الجمعي وهو العدوان الذي يقوم به أشخاص، ضد شخص واحد أو أكثر، ويسمى العدوان عندما يوجه إلى الآخر سادية، وعندما يرتد إلى صاحبه " مازوشية. ويتصف السلوك العدواني لدى الفرد بتجاهل احتياجات ورغبات و مشاعر الآخرين، كذلك يتسم بقيام الفرد بالتمسك بآرائه وحقوقه على حساب أراء و حقوق الآخرين، بل مع (عدم إعطاء الآخرين الحق في أن يفعلوا مثله. (أبو النصر، ٢٠٠٥: ٤٧)
ويلاحظ لدى الطلبة ثلاثة أنواع من العدوان:
-
عدوان ناتج عن استفزاز: حيث يدافع الطالب عن نفسه ضد اعتداء أقرانه.
-
عدوان ناتج عن غير استفزاز: يهدف الطالب من خلاله إلى السيطرة على أقرانه أو إزعاجهم أو إغاظتهم أو التسلط عليهم.
-
العدوان المصحوب بنوبة الغضب: فيلجأ الطالب من خلاله إلى تحطيم الأشياء من حوله، ويبدو وكأنه لا يستطيع أن يضبط غضبه (يحيى، ١٤٢٨: ١٦٢).
مظاهر السلوك العدواني
يرى بطرس (١٤٢٨: ٢٤٨) أن هناك سمات للسلوك العدواني في المدرسة من أهمها ما يلي:
-
إحداث فوضى في الصف عن طريق الضحك والكلام واللعب وعدم الانتباه.)
-
التهريج في الصف .
-
الاعتداء على المعلمين وعدم احترامهم.
-
العناد والتحدي.
-
الإيماءات والحركات التي يقوم ا الأطفال والتي تبطن في داخلها سلوكاً عدوانياً.)
-
التدافع القوي بين الطلاب أثناء الخروج من قاعة الصف
-
تخريب أثاث المدرسة ومقاعدها والجدران ودورة المياه
-
إشهار السلاح الأبيض أو التهديد باستعماله أو استعماله
-
استخدام المفرقعات النارية داخل المدرسة أو خارجها
-
الإهمال المتعمد لنصائح وتعليمات المعلم والأنظمة وقوانين المدرسة
-
الاعتداء على الزملاء
-
استعمال الألفاظ البذيئة وإحداث أصوات مزعجة في الصف .
أسباب السلوك العدواني
١. الإحباط الذي ينشأ عن العدوان، قد يدفع الطفل نحو مهاجمة الشخص أو الموضوع الذي يعترض طريقه .
٢. التقليد والمحاكاة للسلوك العدواني .
٣. التسامح من قبل الوالدين إزاء الاتجاهات العدوانية .
٤. حرمان الطفل من العاطفة .
5. الشعور بالنقص النفسي أو التحصيل الدراسي أو الجسمي. (الحريري؛ ورجب، ١٤٢٨: ٧٤)
بينما يضيف (بطرس، ١٤٢٨: 251) أسباب ذاتية تتمثل في:
١. حب السيطرة والتسلط.
٢. ضعف الوازع الديني .
٣. معاناة من بعض الأمراض النفسية .
كما وضع أسباب اقتصادية تتمثل في:
١. تدني مستوى الدخل الاقتصادي للأسرة .
٢. الشعور بالجوع وعدم مقدرته على الشراء .
٣. ظروف السكن السيئ.
تأثير وسائل الإعلام الذي يظهر من خلال:
١ . تقليد السلوك العدواني لدى الآخرين من خلال مشاهدة أفلام العنف والرعب .
٢ . مشاهدة المجازر المروعة والحروب المدمرة.
مواجهة السلوك العدواني:
-
إن فهم المعلم لأسباب العدوان يعتبر الخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها المعلم إزاء ذلك العدوان
-
إعداد برنامجاً محددًا يتضمن ألواناً مختلفة من أوجه النشاط ليذيب فيه هذا العدوان .
-
إشباع حاجات الطالب الجسمية والنفسية ومساعدته على إثبات وجوده.
-
تقليل النماذج العدوانية، فالمعلم الذي يسعى إلى معالجة الطالب من السلوك العدواني عليه أن يكون ودودًا ومتسامحاً، لا يلجأ إلى العقاب أو الشدة في ذلك، إضافة إلى توفير نماذج تشجع على أنماط السلوك المقبولة.
-
الاهتمام بالذي وقع عليه العدوان.
-
عدم الاستجابة لحاجة الطفل بعد العدوان وحرمانه من أي مكسب يحصل عليه بالثورة حتى لا يعزز السلوك العدواني لديه.
-
اللجوء للعقاب حتى يقترن العدوان بنتائج سلبية مع محاولة البعد عن الأساليب المؤلمة في العقاب.
٨- يستحسن استخدام أسلوب الحرمان المؤقت، ولا بد أن يعرف أن سلوكه العدواني غير مقبول(أسماء الحسين، ١٤٢٦: ١٥٦)
ويمكن علاج مشكلة العدوان من خلال:
١ - إشباع حاجات الطفل النفسية.
٢ - مد جسور التواصل والتعاون بين البيت المدرسة، في جو يسوده الحب، ويغلفه الاحترام، خالي من العقاب البدني المؤلم، لان العنف لا يولد إلا عنف.
٣- التقليل من فرص التعرض لنماذج عدوانية، وتشجيع أنماط السلوك المقبول، وتشديد الرقابة على المؤسسات الإعلامية فيما تبثه وفيما تصدره .
٤ - تشجيع الطفل العدواني على تفريغ هذه الطاقة العدوانية بالرياضة البدنية، أو الأنشطة الصفية.
-
العناد والتمرد
من المتوقع أن يلجا الطفل إلى نوبات الغضب والبكاء، ثم سيلجأ إلى الطرف الأخر مستمدا حمايته على أمل أن يجيبه إلى ما يريد، في هذه الحالة قد تجاب رغباته تحت تهديد سلاح الغضب والعناد؛ فيتعلم الطفل انه كلما أراد تحقيق شيئ وقوبل بالرفض، فعليه أن يلجا إلى السلاح الفعال، لأنه يتوقع أن التراجع سيكون شيمة أبوية كليهما أو أحداهما، ثم يبدأ الطفل في تعميم سلوكه( مختار، 1999: 40)
ويبدوا أن التوازن ما بين بعض درجات العناد للوالدين وتحقيق ذات الطفل تكون ضرورية للتطور الصحي للطفل، والعناد في الأطفال يمكن أن يظهر في أي سن وفى كل وقت في الأولاد والبنات، هناك عدة مواقف والذي يكون فيه دور الوالدين واضح في الثورة والعناد القيود الشديدة من الوالدين والتي تنشا من شعور الآباء بالذنب أو التدليل أو القلق في نوع التربية والانفتاح الشديد والذي يؤدى إلى حرمان الطفل من الغرض لكي يتعلم مفاهيم صحيحة في المعاملة والمجتمع . عدم الثبات والذي يصل أن يكافأ الطفل لتصرف معين ويعاقب لنفس التصرف في اليوم التالي.