الإرشاد الأسرى
الإرشاد الأسرى:
مفهومة ، نظرياته ، أهدافه ، فنياته
هناك العديد من التعريفات
تناولت مفهوم الأرشاد الأسرى منها ما يلى:
يعرف ولمان Wolman (1973) يعتبر
الإرشاد النفسي الأسرى بأنة هو الإرشاد الذي يتناول
العمليات التي تتم داخل الأسرة كوحدة، تشتمل على مجموعة من الأفراد، وفيه تلتقي الأسرة
مع المرشد لمناقشة ديناميات كل فرد من حيث علاقاته وتفاعلاته مع باقي أعضاء الأسرة،
ويعرف حامد زهران (1980) الإرشاد الأسرى بأنه عملية مساعدة أفراد الأسرة (الوالدين
والأولاد وحتى الأقارب) فرادى أو كجماعة، في فهم الحياة الأسرية ومسئولياتها
لتحقيق الاستقرار والتوافق الأسرى، وحل المشكلات الأسرية وفي قاموس بنجين،
يذهب ربر Reber (1985) إلى أن الإرشاد الأسرى مدخل شامل للعديد من المداخل الإرشادية ،
يتناول الأسرة كوحدة كلية إرشادية ، والتركيز على أفرادها الذين
يتلقون الإرشاد0
وفي موسوعة علم النفس
لكورسينى Corsini (1996) يُعرف الإرشاد الأسرى بأنه محاولة
لتعديل العلاقات داخل النسق الأسرى، باعتبار أن المشكلات الأسرية ما هي إلا نتيجة لتفاعلات
أسرية خاطئة وليست خاصة بفرد معين في الأسرة، فالمريض-الفرد صاحب المشكلة - عبارة عن
حالة داخل نسق أسرى مضطرب يحتاج إلى الإرشاد فضلاً عن إرشاد الأنساق الفرعية له، فالمشكلة
هي النسق الأسرى ذاته وليس الفرد... كذلك، يعرف قاموس علم النفس لسيزرلاند Sutherland (1996) الإرشاد الأسرى بأنه الإرشاد الذي يتناول فيه الأسرة كجماعة، وتبذل فيه الجهود
لتحسين فهم الجماعة لنفسها، ولبعضهم البعض والتفاعل فيما بينهم، ويذهب علاء الدين
كفافي (1999) إلى أن الإرشاد الأسرى هو المدخل الارشادى الذي يتخذ من الأسرة نقطة
انطلاقه ومحور ارتكازه، وليس الفرد الذي حُدد كمريض فقط، بل إن الأسرة ككل تحتاج إلى
الرعاية بعد تشخيصها جيداً0
ويعرف الإرشاد الأسري في
مجال المعوقين سمعياً بأنة مجموعة من التوجيهات العلمية التي تقدم
لأسرة المعوق خاصة الوالدين بهدف تدريب وتعليم أفراد الأسرة علي اكتساب المهارات والخبرات
التي تساعدها في مواجهة مشكلاتها المترتبة علي وجود طفل أصم أو ضىعيف السمع لديها سواء
ما يتعلق منها بأساليب التنشئة الاجتماعية ، أو ما يتعلق بتأهيله وكل ما من شأنه يحقق للمعوق
أقصي استفادة من قدراته 0
وفيما يتعلق بنظريات الإرشاد
الأسري ، يرى فاروق صادق (2000) إن من أهم
التوجهات المعاصرةالإرشادية في التربية الخاصة لأسر الأطفال ذوى الإعاقة السمعية ما يلي :
التوجه التكاملي، التوجه النفسي التحليلي، توجه
"بووين"، التوجه البنائي، التوجه التفاعلي الجشطلتى، التوجه المعتمد على شبكة
العلاقات الاجتماعية للأسرة، التوجه السلوكى0
وعلي الرغم من تعدد نظريات
الإرشاد الأسرى استقر الباحث - في ضوء التراث البحثي والتوجهات المعاصرة في التربية
الخاصة - على تناول النظريات التالية:-
1-نظرية
الإرشاد الأسري البنائي " النظرية البنائية " Structural family
counseling
ترجع أصول النظرية البنائية
في الإرشاد الأسرى إلى بداية الستينيات من القرن العشرين ، والتي
ارتبطت بأبحاث سليفادور منيوشن Minuchin, S وتقوم هذه النظرية على أساس أن معظم الأعراض تنتج نتيجة
لفشل البناء داخل النسق الأسرى، فالأعراض الفردية - على حد
تعبير منيوشن - لا يمكن أن تفهم جيداً إلا من خلال النظر إلى نماذج التفاعلات داخل
الأسرة، فالتغييرات البنائية لابد أن تحدث في الأسرة قبل إمكانية تحسين أو
خفض الأعراض الفردية0 ( Corey,1996 )
وبالتالي فالنظرية البنائية
تنظر إلى الفرد صاحب العرض (المشكلة) على أنه بمثابة مؤشر لبناء أسرى يعانى من خلل، ولإحداث
تغيير لدى الفرد، ينبغي أن يحدث التغيير ضمن بناء الأسرة وما يتضمنه من أنساق
فرعية0 وبالتالي فالمعاق سمعياً الذي يعاني من اضطراب في الشخصية ما هو إلا مؤشر لبناء
أسري يعاني من خلل في أنساقه الفرعية، الأمر الذي يستدعى التدخل لتغيير بناء تلك
الأنساق0
ويذكر كوري Corey (1996) بعض
أهداف التوجه الأسرى البنائي منها ما يلي :
1- تقليل أعراض اختلال الأداء،
وإحداث تغيير بناء في النسق الأسرى، عن طريق تعديل القواعد الإجرائية للأسرة،
وتغيير النماذج التفاعلية الحاكمة للقواعد0
2- خلق بناء هرمي فعال، يتحمل
فيه الآباء مسئولية أطفالهم، مع إتاحة الفرصة للأطفال للتعبير عن آرائهم بدرجة
تتلاءم مع نضجهم0
3- زيادة التفاعل بين أفراد
الأسرة، عن طريق فك/ حل الحدود الجامدة والتحرك نحو الحدود الواضحة0
ولتحقيق الأهداف السابقة،
يذهب منيوشن Minuchin (1974) إلى أنه بعد أن ينشئ المرشد علاقة حميمة مع الأسرة، تشعر
من خلالها بأنه يعمل لصالحها، يشكل المعالج والأسرة علاقة
إرشادية فعالة لتحقيق ما يلي :
- تحرير حامل العرض (الطفل
صاحب المشكلة) من أعراضه
- خفض الصراع والضغط لدى
جميع أفراد الأسرة0
- تعلم طرق جديدة للتغلب على
المشكلة0
وفيما يتعلق بفنيات
النظريـة البنائيـة ، يرى كوري Corey (1996) أن النظرية البنائية قد استفادت من فنيات العديد من المداخل الإرشادية الأخرى، وأقترب
بالتدريج من الانتقائية في فنياته ومن أهم فنيات الإرشاد الأسرى البنائي : الخريطة
الأسرية، تمثيل الأدوار، إعادة الصياغة.
و فيمايتعلق بدور المرشد
الأسري في النظرية البنائية ، ذكر جلادنج Gladding,1988) ) أن اندماج المرشدين في العمل مع الأسر يساعدهم على رسم خريطة
للبيئة الأسرية تحدد فيها أولاً العوامل التي تسهم في اضطراب الأداء الأسرى، ثم
بعد ذلك توظيف الفنيات التي تساعد الأسرة على تغيير الطرائق التي يتعاملون بها0
وبالتالي، يلعب المرشد
الأسري البنائي العديد من الأدوار في الجلسة الأسرية بهدف التعرف على العرض الأسرى، وكيفية مواجهته، وتدريب
أعضاء الأسرة على الحوار والتفاعل الأسرى، وملاحظة المرشد لتلك التفاعلات،
وتشجيعها، وتتعاظم تلك الأدوار في أسرة المعاق سمعياً ودور المرشد في ملاحظة أنماط التواصل
واتجاهات أعضاء النسق تجاه المعاق سمعياً0
2- نظرية
التواصل لساتير :
تعد فريجينا ساتير SatirV (1983) رائدة
هذه النظرية في الإرشاد الأسرى مؤكدة على أهمية الترابط الأسرى في نموذج أطلقت عليه
" الإرشاد الأسرى المشترك " Conjoint Family
counseling ،وتؤكد هذه
النظرية على التواصل والخبرة الانفعالية للأسرة، والطلاقة في التعبير والابتكار وانفتاح الفرد
على الآخرين وخوض المخاطر، مما يشكل محاور أساسية في نظرية التواصل0 ( Corey,1996 )
وتهتم ساتير بتدريب الأسر
على السيطرة على المشاعر الشخصية، والاستماع إلى بعضهم البعض، وتدعيم الصلة، وإبداء
الوضوح، ومناقشة الاختلافات بموضوعية، فضلاً عن تأكيدها على مهارات التواصل لمساعدة
أعضاء الأسر ليصبحوا أكثر وعياً،وبالتالي يتضح أن إتباع الأسرة والمرشد لاستراتيجيات
ساتير، وتحرير أعضاء الأسرة أنفسهم من الماضي، وتحسين العلاقات فيما بينهم،
يسهم في تكوين أسرة ذات تفاعل إيجابي يضفي على أعضائها - أو بمعنى أخر أنساقها
الفرعية - مناخاً صحياً ينعكس على ذوات أعضائها0
لذلك يرى أصحاب هذا الاتجاه،
أن الإستراتيجية الجوهرية لفهم كيفية تفاعل أعضاء الأسرة يتم من خلال تحليل
عملية التواصل بين أعضاء الأسرة، ويركز المرشد الأسرى على :
أ- كيفية إرسال
واستقبال أعضاء الأسرة الرسائل0
ب- طرق التواصل داخل النسق
الأسري ذاته0
ويذهب ميرو وكوتمان & Kottman Murro (1995) إلى أن اتجاه ساتير يهدف إلى إعادة بناء أساليب التواصل الأسرية السالبة،
المتمثلة في أسلوب المصلح، اللوام المحلل للمسئولية، المثير للربكة .. والتي توصف
بأنها غير فعالة، وتعوق التواصل المباشر المفتوح، وحث الأسرة على تقليل الرسائل
الخفية Hiddenmessages0
عموماً، تتمثل الأهداف
الأساسية لهذا الاتجاه، في حث الأسرة على التواصل الواضح، وانتشار الوعي Expanding of awareness، وتعزيز احتمالات النمو، وخاصة
تقدير الذات، والتوافق مع المتطلبات الحياتية، وتسهيل عمليات التغير، هذا بالإضافة
إلى الأهداف التالية التي حددتها ساتير (1983) وهى كما يلي :
1- يجب أن يكون كل عضو في الأسرة قادراً على تدوين ما يراه، أو ما
يسمعه أو ما يشعر به، أو ما يفكر فيه بأمانة0
2- يجب أن تتخذ شئون الأسرة من
خلال احتياجات الأفراد، واتخاذ آرائهم في تلك الاحتياجات0
3- التمايز، يجب الاعتراف به
صراحة، واستخدامه للنمو داخل الأسرة0
4- تقوية وتعزيز مهارات التكيف
في الأسرة(satir & Bitter ,1991)0
ومن أهم فنيات نظرية التواصل
لساتير : تجسيد الأسرة ، إعادة بناء الأسرة ، الجينوجرام ، تحليل الأجزاء0
وفيما يتعلق بدور المرشد في
نظرية التواصل ، يؤكد كورى Corey (1996) على أن المرشد يلعب دوراً هاماً في توجيه وإرشاد أعضاء
الأسرة، خلال عملية التغير، فالمرشد يعمل كمسهل Facilitator وأداة
للتغير في العملية الإرشادية ، لذلك يعد المرشد من وجهة نظر ساتير نموذجاً
للتواصل الفعال ومصدراً شخصياً لنمو هذا التواصل في الأسرة، وذا قدرات خاصة في
ملاحظة الموقف الأسرى....وأن حدوث التغير في العلاقات الأسرية مسئولية المرشد وأعضاء
الأسرة أيضاً