محاضرة 2 اضطرابات
محددات الاضطرابات السلوكية
اعداد
د. منى توكل السيد
أشار كيرك " Kirk أن الاضطرابات السلوكية تتألف من أفعال لها أثر معوق لتوافق الطفل أو تتدخل وتعطل حياة الآخرين " وأوضح " Pate " أن الطفل يكون مضطرباً حين يبلغ درجة من عدم الملاءمة، والانتظام في حجرة الدراسة العادية فيشتت بقية التلاميذ ويعطل المدرس ويعرضه لضغط مفرط وغير ضروري ويؤدي لمزيد من اضطراب وانزعاج الطفل ذاته ،وأضاف إلى تلك المحددات ثلة من السمات التي قد يظهر بعضها لدى الطفل ومنها تدني مستواه العلمي دون أسباب عقلية أو حسية أو صحية، وعجزه عن تكوين علاقات بين شخصية جيدة أو مستمرة مع من حوله، عدم ملاءمة سلوكه ومشاعره مع مواقف حياته، الشعور بالكدر والتعاسة وظهور أعراض نفسجسمية لديه بدرجة ملحوظة وعبر فترات زمنية مختلفة(هنلي وآخرون، 2004: 78)
بينما لخص (يوسف، 2000: 35) المحددات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار عند الحكم على الاضطرابات السلوكية فيما يأتي:
-
أن تظهر هذه الاضطرابات عادة في مرحلة مبكرة من حياة الفرد، خاصة مرحلة الطفولة والمراهقة سواء استمرت أو اختفت فيهما أو تعدتهما لمراحل تالية .
-
أن تكن وظيفية وليست عضوية .
-
أن تكون أولية وليست ثانوية كأعراض لاضطرابات أخرى .
-
أن تكون ذات ثبات وبقاء نسبي .
-
ألا تقتصر على الأشكال العدوانية والعنيفة
-
ألا تحدد بانتهاكها للقيم والمعايير السائدة .
-
أن تكون قابلة للملاحظة والقياس .
-
أن تكون من أشكال السلوك الإرادي الخاضع للتحكم والمرشد بالبصيرة والذكاء .
تصنيف الاضطرابات السلوكية:
مع أن " الهدف من عملية تصنيف الاضطرابات السلوكية هو المساعدة في تنظيم المعلومات التي من شأنها أن تساهم في وصف الظاهرة السلوكية وتحديد أبعادها؛ مما يؤدي إلى تقديم الخدمات العلاجية المناسبة؛ " إلا أن عملية التصنيف لم تكن بالأمر اليسير؛ وذلك لأنه ثمة تداخل كبير بين أعراضها وأعراض المرض النفسي والعقلي، كما أنه لم يكن بالإمكان إيجاد تصنيفات تفصل بينها وبين الاضطرابات النفسية بل إن بعض التصنيفات اعتبرتها إحدى مجموعات الاضطراب النفسي أو العقلي، هذا بالإضافة إلى ضرورة توخي الدقة والحذر في عملية التشخيص والتصنيف للاضطرابات السلوكية، فليس بالأمر الهين الحكم على الطفل بأنه مضطرب سلوكياً فقد تصدر عنه بعض السلوكيات التي يعتبرها الراشدون اضطراباً مع أنها عندما تصدر عنه فإنها تكون شيئاً مقبولاً لتناسبها مع عمره والمتطلبات العقلية والسلوكية والانفعالية, والاجتماعية لمرحلة النمو التي يمر بها (Bazaurs, 1971: 56)؛ وفي الاتجاه الآخر يوجد ثمة تصرفات كثيرة تصدر عن الأطفال ولا تمثل جزءاً من مقتضيات النمو الانفعالية أو الاجتماعية أو العقلية، وهي بحاجة إلى التشخيص المبكر وتتطلب التدخل العلاجي، وهذا ما يمكن تقريره استناداً إلى تلك البحوث التي تدرس مراحل النمو عند الأطفال في مجتمعات مختلفة (إبراهيم وآخرون، 1993: 24)
وفيما يلي عرضاً لبعض تصنيفات الاضطرابات السلوكية
يضع " عكاشة" (2003: 727- 729) تصنيفاً عاماً للاضطرابات الإنمائية والنفسية والسلوكية في الأطفال، فكان من بينها الاضطرابات السلوكية والانفعالية ذات البداية المتعلقة بالطفولة أو المراهقة وتشمل اضطراب فرط الحركة واضطراب المسلك والاضطرابات المختلطة في المسلك والانفعالات والاضطرابات الانفعالية المحددة ذات البداية في الطفولة كالقلق، وتنافس الأخوة، واضطرابات الأداء الاجتماعي؛ مثل الصمت الاختياري واضطرابات اللوازم، واضطرابات السلوك والمشاعر كالتبول اللاإرادي غير العضوي واضطراب الأكل والوحم في الطعام غير المغذي واضطراب الحركة النمطية والتمتمة والقلقلة .
وأورد " الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، (1994 "(DSM-IV تصنيف الاضطرابات السلوكية تحت مجموعات كبرى تحمل عنوان الاضطرابات التي تشخص عادة في المهد والطفولة والمراهقة، وكان من بينها صعوبات التعلم، اضطراب المهارات الحركية، اضطرابات التواصل، والاضطرابات النمائية المنتشرة كالذاتوية أو الإجترارية واضطراب عدم التكامل الطفولي.
وصنفت في الدليل العالمي العاشر لتصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية لهيئة الصحة العالمية، (1992) كواحدة من مجموعات الاضطرابات النفسية الشخصية والسلوكية (يوسف، 2000: 50)
وقد صنفت الاضطرابات السلوكية تصنيفا آخراً كما يلي:
-
حسب شدة الاضطراب:
-
الاضطرابات السلوكية البسيطة: وتضم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية ويمكن للمعلم في المدرسة أن يقدم لهم المساعدة من خلال البرامج الإرشادية .
-
الاضطرابات السلوكية المتوسطة: وتضم الأطفال الذين يعانون من مشكلات انفعالية، ويحتاجون خدمات فريق التقييم المختص، والى المعلم مختص في التربية الخاصة لمساعدتهم (الظاهر، 2004:79)
-
تصنيف النفسي التربوي:
-
يعتمد هذا التصنيف على وجود مشاكل في مجالات الحياة المختلفة ومنها:
-
الأسرة والتفاعل مع أفرادها والآخرين .
-
مشكلات في الانفعال (الهياج، ثورات الغضب) الصراخ وغيرها
-
مشكلات في المدرسة مثل الهروب والتشتت وتدنى مستوى التحصيل الدراسي .
-
الصحبة السيئة .
-
مشكلات تكيفيه غير آمنة مثل الإكتئاب والقلق والسلوك وإيذاء الذات والعدوان .
-
مشكلات مع الرفاق والإخوة بشكل متكرر وغير طبيعي .
-
عدم القدرة على تكوين صداقات .
-
عدم القدرة على تعلم مهارات حل المشكلات .
-
تدنى مفهوم الذات .
-
ظهور المشكلات الانسحابية (العزلة والانطواء)
-
ظهور مشكلات عدوانية متكررة في سلوكه .
-
الأنانية والاعتماد والفوضوية .
-
عدم تقبل التغيير والتجديد .
-
وجود صراعات وقلق . (العزة،2002: 40)
يتضح مما سبق؛ أنه يمكن تصنيف الاضطرابات السلوكية إما استناداً لدرجة الاضطراب وحدته، أو إلى طبيعة الاضطراب السلوكي سواء كان مسلكياً كاللازمات العصبية والنشاط الزائد والعدوانية واضطرابات التواصل والكلام، أو انفعالياً وجدانياً كالقلق والاكتئاب والانسحاب الانفعالي، أو ذهنياً كاضطراب التفكير، هذا وقد تصنف تلك الاضطرابات وفقاً لسبب أو تاريخ ظهورها .