متلازمة داوون
أطفال متلازمة داون والتحرش الجنسي
ويسود الآن توجه مؤداه أن الأطفال والمراهقين البالغين المعاقين ذهنياً مستهدفون بصفة خاصة للإساءة الجنسية والاستغلال الجنسي، وهم بحاجة إلى خدمات التدخلTharinger, Horton & Millea, 1990) . ويرجع هذا الاستهداف للاستغلال الجنسي - من وجهة نظر ثارينجر وهورتون و ميلا (1990) - إلى عدة عوامل تشمل اعتمادهم على القائمين بالرعاية طوال حياتهم ، والمكانة الضعيفة نسبياً فى المجتمع، وعدم الأمان الانفعالى والاجتماعى ونقص أو غياب التربية الجنسية والمعلومات عن الإساءة الجنسية أو الاستغلال الجنسي. ويضاف إلى ذلك أن بعض المدربين والقائمين بالرعاية لايدركون جيداً المعنى الوظيفى للصحة العقلية والانفعالية للمعاقين ذهنياً ، وهم بحاجة للتدريب والتأهيل فى هذا المجال الخدمى. فهم عليهم واجبات تشمل ليس فقط حماية هؤلاء الأفراد المعاقين ذهنياً من الاستهداف للاستغلال الجنسي ، وإنما أيضاً تزويدهم بالتدخلات الملائمة إذا حدث استغلال جنسى ، وأن يحترموا حقهم فى الحصول على المعرفة - الملائمة ارتقائياً - عن الجنس والإساءة والاستغلال الجنسى ، وأن يسمحوا لهم بالإشباع وتحقيق الذات جنسياً بصورة مناسبة وبطرق شرعية.
لاشك أن ظهور السلوك الجنسى لدى الأفراد ذوى متلازمة داون قد يُزعج الآباء والقائمين بالرعاية الذين يخشون – ونحن نتفق معهم فى ذلك – على أبنائهم من أن تجعلهم الإعاقة مستهدفين لكل من الحمل غير المرغوب والاستغلال أو التحرش الجنسى والأمراض المنتقلة جنسياً ( Van Dyke et al. , 1995 ) . والحقيقة أننا رغم اتفاقنا معهم فى ذلك إلا أن مثل هذا الأمن الجنسى قد لا يتحقق حتى فى غياب كل من الإعاقة العقلية والجسدية ( Grant , 1995 ) . ويبدو أن إعطاء ارشادات للمراهقين ذوى متلازمة داون تدور حول السلوكيات الجنسية والاجتماعية الملائمة قد تيسر انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى البلوغ . ولعل شبح الخوف من الحمل غير المرغوب هو الذى دعَّم ظهور توجه يدعو إلى إجراء عمليات تعقيم للمعاقين ذهنياً حتى يمكن التحكم فى النشاط الجنسي لديهم. وقد عرض جيامى (Giami,1998) تفصيلاً للخلفية التاريخية والاجتماعية والنفسية لهذا التوجه. وباستخدام عينة مكونة من (397) إمرأة معاقة ذهنياً ( ستين منهن ذوات إعاقة بسيطة ، و 176 ذوات إعاقة متوسطة ، و161 ذوات إعاقة شديدة) تتراوح اعمارهن بين 16-46 عاماً ملحقين أو يتلقون خدمات من (41) مؤسسة فى بلجيكا، وجد سرفايز و ليتش و جاكوس وروسوكس (Servais , leach ,& Jacques&Roussaux,2004) أن 22.2% منهن قد أُجريت لهن عمليات تعقيم ، وهى نسبة تختلف جوهرياً عن نسبة انتشار هذه العمليات لدى الجمهور العام فى بلجيكا (7% فقط). وكانت العوامل التى ترتبط بهذه النسبة المرتفعة لدى المعاقات ذهنياً تشمل الإقامة فى مؤسسة ، ونسبة الذكاء ، وتلقى خدمة تربوية أو نفسية أو طبية أو ماشابهه فى مؤسسة محظور فيها الجماع الجنسي أو تشترط اتخاذ اجراءات لمنع الحمل لدى المترددين عليها أو المقيمين بها .