التطبيقات التربوية
التطبيقات التربوية في التعلم (عوامل تحسين التعلم)
تعرضنا في السابق للشروط الأساسية في عملية
التعلم من حيث ضرورة وجود دافع معين يدفع المتعلم نحو موضوع التعلم، ومن حيث وصول
المتعلم مستوى معين من النمو أو النضج الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي
يجعل المتعلم يتحكم في المادة المتعلمة. وان التعلم لا يتم إلا عن طريق الممارسة ،
بمعنى أن المتعلم يبذل نشاطا حقيقيا وجهودا ذاتية لكي يحقق النتيجة المرجوة. هذه
الشروط تمثل أركانا أساسية لا يتم التعلم بدونها. وهي وان كانت ضرورية لكي تحقق
عملية التعلم أغراضها، إلا أن هناك عوامل أخرى تفيد في الإسراع بالعملية وفي تثبيت
نتائجها وتهيئ للفرد فرصا اكبر للتعلم، وهي عوامل تفيد المدرس في التعرف عليها،
لأنها تساعده على توجيه عملية التعلم توجيها سليما وتحقيق أفضل النتائج. كما تفيد
المتعلم في التعرف عليها لأنها تساهم في تحسين أدائه وتعلمه .
ويحسن أن نوضح فبل أن نتعرض لهذه العوامل والمؤثرات، أن عملية
التعلم ليست بالعملية السهلة، وأن مواقف التعلم بطبيعتها مواقف معقدة تتضمن العديد
من العوامل والمؤثرات، ومع أنها تتفاوت في درجة صعوبتها إلا انه من النادر(وخاصة
في مواقف التعلم المدرسية) أن نجد مواقف يستطيع التلميذ أن يسيطر عليها بعد محاولة
أو محاولتين وإنما اغلبها من النوع الذي يحتاج إلى جهود عديدة قبل الوصول
إلى النتيجة المرجوة. ومن ثم فان ما يؤثر من العوامل في موقف من المواقف قد لا
يؤثر بالضرورة في مواقف أخرى. فتعلم قصيدة من الشعر يمكن تجزئتها إلى أبيات، أو
مجموعة من الأبيات ودراسة كل مجموعة على حدة. وهي ما نطلق عليه اسم الطريقة
الجزئية أو(الكلية ـ الجزئية) في التعلم، لا يفيد في تعلم نظرية هندسية أو التعرف
عليها والإلمام بها إلا على أساس وحدتها.
وبالمثل قد نستمر في تعلم موضوع ما ساعات وساعات بدون أن نشعر
بالملل، أو بحاجتنا إلى الراحة لميلنا للموضوع الذي نتعلمه أو لرغبتنا في الانتهاء
منه. بينما نمل بعد فترة وجيزة من التدريب على موضوع آخر ونجد أنفسنا في حاجة إلى
الراحة قبل أن نستمر في العمل من جديد .وتسمى الطريقة الأخيرة من طرق العمل باسم
المجهود الموزع مقابل المجهود المستمر الذي يمثل الطريقة الأولى عندما نستمر في
العمل بلا انقطاع .. الخ .