التعلم الإلكترونى
التعلم الإلكترونى
لقد شهد العقد الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادى والعشرين تقدماً هائلاً في مجال التكنولوجيا عامة وتكنولوجيا المعلومات والحاسبات والاتصالات بصفة خاصة - ومازال ينمو حتى يومنا هذا - وافرز هذا العصر العديد المزيد من الوسائل التكنولوجية الحديثة التى جعلت العالم قرية كونية صغيرة، كما لعبت تكنولوجيا الحاسبات ممثلة فى الإنترنت دوراً كبيراً في نقل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية من الشمال إلى الجنوب مروراً بالشرق والغرب في نفس اللحظة، مما ألقى بثقله على كافة الأنظمة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية لكل المجتمعات.
وبتزاوج وتلاحم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وانتشار الحاجة الملحة للتعلم مدى الحياة، والابتعاد عن القوالب الجامدة للتعليم المرتبط بالمكان والزمان المحددين، وللتغلب على قصور الإمكانات المتاحة للتعليم التقليدى الراهن والرغبة فى التعلم المرن المتسم بالديناميكية، بزغ التعلم الإلكتروني الحديث.
وتقوم فلسفة التعلم الإلكترونى على إتاحة التعليم للجميع، وذلك للعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية بين جميع المتعلمين دون التفرقة بين الجنس أو العرق أو النوع أو اللغة، والوصول إلى الطلاب الذين يعيشون في مناطق نائية ولا تمكنهم ظروفهم من السفر أو الانتقال إلى المؤسسات التعليمية، وأيضاً من أجل السماح للطلاب غير القادرين أو المعوقين وذوى الاحتياجات الخاصة بالحصول على فرص تعليمية وهم في أماكنهم, هذا إضافة إلى ما يتيحه هذا النظام من مساعدة الطلاب على التقدم في الدراسة وفقا للمعدل الفردي المناسب لكل طالب على حدة. (Moti , Frank et al,2003,57).
- ماهية التعلم الإلكترونى:
يعرف التعلم الإلكترونى على أنه: طريقة ابتكاريه لإيصال بيئات التعلم الميسرة والتى تتصف بالتصميم الجيد والتفاعلية والتمركز حول المتعلم، لأى فرد فى أى مكان وزمان، عن طريق الانتفاع من الخصائص والمصادر المتوافرة في العديد من التقنيات الرقمية سوياً مع الأنماط الأخرى من المواد التعليمية المناسبة لبيئات التعلم المفتوح والمرن.
كما يعرف التعلم الإلكترونى بأنه: استخدام الوسائط الإلكترونية لنقل المحتوى التعليمي إلى الطلاب خارج الحرم الجامعى أو داخله هدف إتاحة عملية التعليم لكل أفراد المجتمع ورفع كفاءة وجودة العملية التعليمية وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية وتدريب الطلاب على العمل بإيجابية واستقلالية. (إيهاب السيد أحمد، 2005، 68).
ويعرف التعلم الإلكترونى على أنه: استخدام جميع الوسائط المتعددة بما فيها شبكة المعلومات الدولية وما تتمتع به من سرعة فى تدفق المعلومات فى المجالات المختلفة لتسهيل استيعاب الطالب وفهمه للمادة العلمية وفق قدراته وفى أى وقت شاء. (محمد العطروزى، 2001، 5).
كما يعرف التعلم الإلكترونى بأنه: ذلك النوع من التعليم الذى يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال واستقبال المعلومات واكتساب المهارات والتفاعل بين المتعلم والمعلم وبين المتعلم والمؤسسة، وربما بين المؤسسة والمعلم، ولا يستلزم هذا النوع من التعليم وجود مباني مدرسية أو صفوف دراسية، بل إنه يلغى جميع المكونات المادية للتعليم. (الغريب زاهر، 2001، 152).
- مبررات التعلم الإلكترونى:
- نمو المعرفة المستمر وما ترتب على ذلك من تقادم ما سبق تعلمه، وهو ما أوجد حاجة شديدة لتطور نماذج التعليم السائد في كثير من دول العالم .
- قدرة التكنولوجيا المتقدمة فى تغيير أنماط الوظائف التعليمية التى تقدمها مؤسسات التعليم فردياً وتقليدياً.
- تحقيق ديمقراطية التعليم عن طريق توفير الفرص المتساوية والعادلة للمتعلم.
- التوقع بأن تطوير تجارب ونماذج التعلم الإلكترونى سوف يسهم في تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية، وتنمية متطلبات الإبداع لدى المواطنين.
- إدراك المتزايد من قبل كثير من المؤسسات والمنظمات التعليمية القائمة أن تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سوف يعود بالنفع عليها ويؤدى إلى زيادة مشاركتها فى سوق التعليم الذى يتسم بالتنافس على المستوى العلمي. (إسماعيل محمد إسماعيل، 2004، 395).
- تغيرات سوق العمل الأمر الذي يتطلب عمالاً على مستوى عالٍ من المهارات العلمية والفنية، ولا يمكن للتعليم التقليدى أن يفى بهذه المهارات المتجددة يوماً بعد يوم, فضلاً عن ترك العمال والموظفين لأعمالهم من أجل الحصول على شهادات علمية أو تلقى دورات تدريبية لرفع مستوياتهم المهنية، أما في بيئة التعليم الإلكترونى فيمكن للعمال الحصول على المعلومات والمعرفة من أي مكان فى العالم وفى أى وقت.
- زيادة الطلب على التعليم حيث يزداد سكان العالم يوماً بعد آخر ومن ثمَّ تزداد نسبة الإقبال على التعليم, ولا يمكن للمؤسسات التقليدية أن تستوعب كل هذه الأعداد الغفيرة, أما التعليم الالكتروني فيزيد من طاقة وقوة المؤسسات الاستيعابية لتلك الأعداد الكبيرة.
- مبررات اجتماعية؛ عادة ما يأتى المتعلمون من مناطق جغرافية واسعة وبعيدة عن مكان الحرم الجامعى مثلاً، الأمر الذي يوجد صعوبة بالغة في سفر هؤلاء الطلاب إلى تلك الجامعات أو ترك مواطنهم الأصلية والإقامة بمكان الجامعة, ومن ثمَّ يجدون صعوبة كبيرة في التكيف مع تلك المجتمعات الجديدة.
- مواكبة التطورات العلمية الحديثة، حيث يعتبر التقدم التكنولوجي أحد الاتجاهات المؤثرة على التعليم بصفة عامة والتعليم من بعد بصفة خاصة, فالبني التحتية في نمو مستمر حيث تتضاعف سرعة الحاسبات الآلية في حين تنخفض تكلفتها إلى حد ما, وكذلك الاتصالات الشبكية فائقة السرعة في توسع مستمر.
- التعليم الالكتروني سبيل إلى التنمية الشاملة، يصف برنامج الأمم المتحدة للتنمية عملية التنمية على أنها عملية تذهب وراء تحسين جودة الحياة، إنها تتضمن تربية أفضل، ومستويات أعلى في الصحة والغذاء, وتقليل معدلات الفقر، وبيئة أنظف، و زيادة تكافؤ الفرص، وحرية فردية أكبر وتسهيلات الحياة الثقافية، والتي تعتبر جميعاً غايات مرغوب فيها. وحيث أن هناك علاقة بين التربية والتنمية فقد جعل ذلك الأمر العديد من منظمات الأمم المتحدة التربوية والعلمية والثقافية، تتداخل فيما بينها من أجل السياسات التنموية.(John.P & Sally. M,2001) .