التقييم النفسي للصم
التقييم النفسي للصم
يرى الباحثون أن الدراسات التي أجريت علي السمات الشخصية والاجتماعية للمعوقين سمعياً
قد أظهرت أنهم يعانون من عدم الثبات أو عدم الاتزان الانفعالي، بالإضافة إلي
العصابية، وسوء التوافق الاجتماعي، وذلك بدرجة أعلى مما يعتبر عادياً أو سوياً في
حال المقارنة بمن يتمتعون بحاسة السمع. وقد أوضحت دراسة " بنتنر" أن
المعوق سمعياً أميل الي الانطواء، وأقل حباً للسيطرة. كذلك أيدت بحوث "
سبرنجر" أن المعوق سمعياً إنساناً عصابياً.
والطفل المعوق سمعياً قد يتأثر بنفس العوامل التي يتأثر بها
الطفل ذو السمع العادي. وبصفة عامة، فإن الأطفال المعوقين سمعياً هم أشخاص يعانون
من مشكلات انفعالية أكثر من أقرانهم السامعين العاديين، ذلك أن الشعور بالعجز
والارتباك والاكتئاب و العزلة والانسحاب كلها تميز استجابات نفسية واجتماعية
للأطفال المصابين بفقدان سمعي شديد. كما أن نتائج الدراسات أشارت الي أن السلوك
العصابي، والشعور بالقلق والتهديد و الخوف وعدم الاستقرار والارتباك، كلها سلوكيات
تميز الأطفال المعوقين سمعياً، أضف الي ذلك أن تدني تقدير الذات يثير القلق، ويؤدي
بالشخص المعوق سمعياً الي افتراض مؤداه أن الآخرين لديهم أفكار ومشاعر لا وجود لها
في الحقيقة.
والخلاصة
أنه فيما يتعلق بالنمو الانفعالي – كأحد مكونات النمو النفسي -لدى المعوقين سمعياً
، نجد أن هذا المظهر المهم من مظاهر النمو يتأثر الي حد بعيد بهذه الإعاقة، وذلك بسبب افتقاد المعوق سمعياً
الي التواصل اللغوي مع الآخرين؛ نظراً إلى أنه من الصعوبة بمكان كبير أن نتخيل حجم
المعاناة التي عاني منها المعوق سمعياً منذ أن كان طفلاً وليداً، فقد حرمته إعاقته
من متعة وجود الأطفال من حوله، ومن سماع مختلف الأصوات الصادرة عن الطبيعة من حوله
، علاوة على أن الطفل المعوق سمعياً مطالب بأن يتشرب ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه،
وبيئته تتحدث لغة لا يمكنه سماعها، وهذا يشكل أعباءً انفعالية شديدة الوطأة عليه.
ومن خلال الدراسات التي تناولت طبيعة النمو الانفعالي لدى
المعوقين سمعياً في حال مقارنته بطبيعة النمو الانفعالي لدى العاديين، استخلص كل
من " أحمد اللقاني وأمير القرشي" ( 1999: 112-113) خصائص النمو
الانفعالي للصم في النقاط التالية:
(1) يعاني
الصم من بعض المخاوف المرضية.
(2) ينخفض
مستوى النضج الانفعالي لدى الصم.
(3) الأصم
أكثر عصابية وانطوائية.
(4) يميل
الصم الي الإشباع المباشر لحاجاتهم.
(5) يتأثر النمو الانفعالي بدرجة كبيرة بطبيعة العلاقة التي
تربط الأصم بالوالدين.
(6) تنتشر
بعض المشكلات السلوكية لدى التلاميذ الصم . والتي تتمثل فيما يلي:
السرقة، والكذب الانتقامي، والعدوانية ، وسرعة
الانفعال والغضب، والعناد وعدم الامتثال للأوامر ، والحساسية الزائدة في تعامله مع
الآخرين، والوشاية بالآخرين، وإتلاف و تدمير ممتلكات الغير، وتقلب المزاج، والشذوذ
الجنسي.