التقييم والتشخيص في التربية الخاصة
المحاضرة السادسة
الكشف والتقييم في الطفولة المبكرة
يرتبط
الكشف المبكر ارتباطا وثيقاً بالوقاية من الإعاقة فالكشف المبكر يتطلب تنفيذ حملات
توعية واسعة النطاق بغية تشجيع المجتمع على التعرف إلى الأطفال المرشحين لبرامج
التدخل المبكر , علاوة على ذلك فإن الكشف يسعى إلى فرز الأطفال المعوقين ويستهدف
الوصول إلى الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة على اعتبار أن التدخل المبكر الموجه
نحوهم قد يحول دون تفاقم مشكلاتهم وبالتالي الوقاية من حدوث الإعاقة لديهم .
وبما
أن الكشف المبكر يركز على استخدام الاختبارات والمقاييس الصحية والنمائية للتعرف
على الاعتلال بعد حدوثه فهو غالباً ما يعامل بوصفه وقاية ثانوية وليس وقاية أولية , ولكن التوجه
الحديث نحو تنفيذ برامج التوعية المجتمعية وإجراء البحوث من أجل تحديد عوامل الخطر
المرتبطة بالإعاقة أصبح يعمل بمثابة حافز
وقد
كان من الطبيعي أن يقود الإهتمام ببرامج التدخل المبكر إلى تطوير أدوات الكشف
المبكر عن التأخر النمائي وحالات الإعاقة حيث بالكشف المبكر يتم تحديد الفئات
المستهدفة من برامج التدخل .
ولكن
التساؤلات حول مصداقية أدوات الكشف المبكر عن الإعاقة وحول الأخطاء التي قد ترتكب
في تنفيذ برامج الكشف ألقت بظلال من الشك على عمليات التعرف المبكر .
فنسبة
حدوث الأخطاء سواء ما يتعلق منها بالفشل في التعرف على بعض الأطفال المعوقين (
التطمين الخاطئ ) أو بتصنيف بعض الأطفال غير المعوقين على أنهم معوقون ( التحذير
الخاطئ ) تشكل مصدر عدم ارتياح .
وفي
الواقع فإن عدة دراسات بينت أن أدوات الكشف المبكر المتوفرة غالباً ما تفتقر إلى
الخصائص السيكومترية التي ينبغي توافرها في المقاييس النفسية والتربوية فإن مجال
التدخل المبكر مجال بالغ التعقيد وقد ينطوي بحد ذاته على أخطاء متنوعة في الكشف والتشخيص
فالفروق الفردية في معدلات النمو وفي طبيعة التغيرات النمائية في مرحلة الطفولة
المبكرة تفرض قيوداً قد تحول دون التنبؤ
الصادق بالنمو المستقبلي وبالتالي تحديد مدى الحاجة الفعلية إلى التدخل المبكر .
ومن
القضايا الهامة التي تشتغل المتهمين ببرامج التدخل المبكر القضية المتعلقة بتحديد
الأهلية , ومن الواضح أن هذه القضية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالمعايير المعتمدة
لإصدار الأحكام المهنية على نوعية الأداء الذي يجب أن يظهره الفرد ليتم اعتباره
معوقاً أو متأخر نمائياً .
وقد
تمثلت الممارسات في هذا المجال لعقود طويلة في تصنيف حالة الفرد ضمن فئة محددة
بناء على اختلاف نموه عما يعتبر نمواً عادياً أو متوسطاً وبوجه عام فإن الاختلاف
عن النمو الطبيعي
الأطفال
ذوي الاحتياجات الخاصة ببرامج التدخل المبكر المفهوم والصعوبات :
يشير
مصطلح child find إلى التعرف على الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية
الخاصة وإذا لم يتم تحديد هؤلاء الأطفال وقياسهم فقد لا تعرف احتياجهم أو يلتفت
إليها .
وقد
تنتج عن ذلك إعاقات ثانوية وآثار سلبية على كل من التعلم والنمو والتي يمكن
تلاشيها في حالة عمل الإصلاحات المناسبة فالأطفال ذوي الإعاقات يتشابهون في بطرق
عديدة مع أقرانهم وينبغي النظر إليهم وفقاً لذلك .
وهنا
تأتي أهمية الانتباه إلى الحاجات الخاصة للأطفال وفهمها لتطبيق عمليات التخطيط
والتنفيذ للخبرات التربوية التي ترفع فرصتهم للنجاح .
إن التعرف على الأطفال ذوي الاحتياجات
الخاصة يكون في الغالب عملاً معقداً ومتشبعاً تتمثل الصعوبة الكبرى لهذا العمل في
مستوى الطفولة المبكرة حيث أن كثيراً من وسائل القياس والتشخيص والتسجيل لا يتناسب
مع العمل في مجال الصغار .