انتشار غير العادي
التوجيه والإرشاد النفسي والأسري لذوي الاحتياجات الخاصة (المحاضرة الرابعة)
العلاقة بين الإرشاد وذوي الحاجات الخاصة
انتشار الأطفال غير العاديين:
إن التقديرات المنتشرة لأي إعاقة سوف تتنوع طبقاً للطريقة التي تحدد الحالة على أساسها وكذلك الطريقة التي من خلالها نصف الطلبة والمعايير المستخدمة للتعرف على نسبة الانتشار المرتفع للمعاقين والتي تختلف من بلد لأخرى وهكذا فإن عدد الطلاب المتعارف على أنهم معاقون تعليمياً وعاطفياً ومعاقون عقلياً ويعانون من إعاقات اللغة يختلفون طبقاً للظروف وكذلك المعايير المستخدمة.
. أما بالنسبة لواقع التربية الخاصة في البلاد العربية ونسبة الانتشار للأطفال غير العاديين فانه لا توجد في معظم الدول العربية إحصاءات دقيقة تظهر عدد المعوقين في المجتمعات العربية ومما يؤكد ذلك إحصاءات المشروع الوطني في المملكة العربية السعودية الذي يقدر عدد المعوقين بحوالي 500.000 معوق وربما يرجع هذا الارتفاع إلى الأتي:
ارتفاع مستوى الأمية بين النساء.
انخفاض مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية .
انخفاض مستوى المعيشة في بعض البلدان العربية وانتشار الفقر.
انتشار زواج الأقارب في المجتمعات العربية وعدم إلزامهم بالفحص الطبي قبل الزواج .
تأثير الإعاقة على الطفل في المراحل المختلفة من النمو:
1- ما قبل السنة:
يحتاج الطفل الرضيع لمن يتجاوب مع احتياجاته، فهو بحاجة لمن يطعمه عندما يشعر بالجوع، ولتدفئته عندما يشعر بالبرد، لجلبه وسط التفاعلات العائلية عندما يشعر بالملل، وإعطائه الهدوء والسكينة عندما تصبح المثيرات البيئية كثيرة... الخ وكذلك يحتاج للتفاعل واللعب مع من حوله. هذا النوع من التجاوب والتفاعل هو الذي يبني الرابطة القوية بين الطفل و والدية، ويؤدي إلى شعور الطفل بالطمأنينة والمحبة.
2- ما قبل المدرسة:
هذه المرحلة من عمر الطفل الطبيعي تتمثل بتعلم الطفل المشاركة التعاون والسيطرة على الانفعالات، والانتظار لتلبية طلباته ورغباته. وفي الوقت ذاته يطور الطفل الشعور بالفخر من خلال استقلاله بكثير من النشاطات الحياتية اليومية وكل هذا ينمي عنده رغبة المبادرة المحاولة. يحتاج أهالي الأطفال المعاقين إلى الإرشاد لمساعدة أطفالهم بالحصول على درجة من الاستقلالية في النشاطات المختلفة. وفي هذه السنوات يحتاج الأطفال أيضاً على التأكيد بأنهم ليسوا ملامين على المشاكل التي يعانون منها. فيعمل المرشدون هنا على تنبيه الأهل لملاحظة أيّة مؤشرات تدل على الخوف أو الشعور لديه. وإذا كان الطفل لديه صعوبات في الاتصال اللغوي فإن تطمين الطفل بالوسائل العاطفية مثل حمله وإعطائه الحنان يكون له التأثير الإيجابي الكبير.
3- مرحلة المدرسة:
يتعلم الطفل كثيراً من المهارات في هذه المرحلة، ويتطور لديه الشعور بالكفاءة الذاتية، ويبدأ تبلور وتكوين مفهوم الذات لديه. بالطبع يتأثر مفهوم الذات لدى الطفل المعاق سلبياً كلما أحس بالعجز أثناء محاولة أداء المهام الوظائف المختلفة. كذلك يتأثر سلبياً عندما يحاول القيام بعمل معين ويتقدم آخرون لمساعدته بأكثر مما يحتاج. وعندما يعطى الطفل مهماتٍ أو عملاً أقل من قدراته بحيث لا يعطيه أي حافز أو تحدي فإنه يتأثر سلبياً أيضاً.
ويساعد المرشد الأهل هنا بوضع الأهداف المعقولة والمتناسبة مع قدرات الطفل. كذلك يساعدهم على محاولة اكتشاف وتنمية جوانب معينة أو قدرات إيجابية لدى الطفل بحيث تنمي ثقته بنفسه وشعوره بالكفاءة الذاتية.
مرحلة المراهقة:
في هذه المرحلة تزداد استقلالية الطفل ويبدأ بتكوين شخصيته الذاتية. وتتطور شخصية الطفل المعاق مع إدراك أعمق لقدراته، وتزداد حاجته إلى الانتماء لمجموعة مع رغبته في اكتشاف العالم خارج نطاق أسرته. إن ردود الفعل السلبية التي يواجهها من قبل الأصدقاء والآخرين في المجتمع تولد عنده مشاعر العداء أو الكره أو العنف. وقد يبدأ بإظهار هذه المشاعر لمن حوله وأحياناً لأقرب وأكثر الناس محبة له في أغلب الأحيان، مما يضطر الطفل في النهاية لكبت هذه الأحاسيس مدركاً المدى الطويل لمعاناته وضرورة تحليه بالصبر والقوة.
إن كل ما يواجهه المعاق من الأصدقاء والآخرين يولد لديه الشعور بالإحباط والغضب والخذلان واللجوء إلى الانسحاب الاجتماعي. وقد يضع الطفل الحواجز لمن يحاول التقرب منه مظهراً بأنه لا يأبه بصداقته؛ إنما تكون هذه محاولة منه لحماية نفسه من أذى المواجهات التي قد تظهره عاجزاً أو غير قادر. ويجب أن يبدأ إرشاد الطفل بإشعاره بالتقبل والأمان وكسب ثقته. ثم مساعدته على وعي ما يراوده من أحاسيس ومشاعر قد يكون مدركاً أو غير مدرك لوجودها. وأحيانا يخفي الطفل هذه المشاعر حتى لا يتسبب في زيادة قلق والديه عليه. من ثم يعمل المرشد على مساعدة الطفل على التعرف على مصادر الاحباطات المختلفة، ويساعده على إيجاد الوسائل أو الطرق المناسبة لمعالجة الاحباطات أو الحد منها.
يتضح مما تم استعراضه بأن الأطفال المعاقين وأسرهم غالباً ما يكونون بحاجة إلى جملة من الخدمات الإرشادية لمساعدتهم على التكيف والتعايش مع الإعاقة ويوجه الإرشاد نحو ثلاثة أهداف رئيسية هي:
1- تقديم المعلومات والحقائق المتعلقة بالإعاقة.
2 - تقديم الخدمات النفسية العلاجية التي تساعد الفرد في فهم أبعاد المشكلات التي يواجهها، وتساعده كذلك في التعبير عما يدور في داخله من انفعالات وعواطف.
3- تدريب الأفراد ومساعدتهم في تطوير المهارات الضرورية واستخدامها لحل مشكلاتهم.