العلاقات الإرشادية
التوجيه والارشاد النفسي (المحاضرة الخامسة)
الفصل الثالث
العلاقات الإرشادية
مقدمة
يحتاج الأفراد ذوي الحاجات الخاصة إلى الإرشاد بسبب ما يعانوه من ضغوط وإحباط وحاجات تختلف عما يحتاجه الأفراد العاديين. ولعل أهم الأهداف التي يحققها الإرشاد لذوي الحاجات الخاصة وأسرهم يمكن تلخيصها فيما يلي:
- توفير الدعم الاجتماعي والانفعالي لهم ولأسرهم.
- تعليم وتثقيف الفرد وأسرته من خلال البرامج التدريبية الفردية والجماعية.
- مساعدتهم في علاج المشاكل السلوكية والانفعالية ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي.
. - المساهمة في تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتطوير مهاراتهم الحياتية التي تساعدهم على الاستقلال إلى أقصى درجة يستطيعونها.
- مساعدة أفراد الأسرة والمحيطين بذوي الحاجات الخاصة في تحقيق الفهــــم الأفضل لمشكلاتهم.
- توعية ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم بالامتيازات والتشريعات الممنوحة لهم,مثل قانون رعاية المعاقين الأردني رقم (12) لسنة 1993.
- تعريفهم بالمؤسسات التربوية والاجتماعية الصحية التي تخدم أفراد هذه الفئات.
- تعريفهم بالمهن المتوفرة في البيئة المحلية وأماكن التدريب المناسبة لهم لتوفير الاستقلال الاقتصادي لذوي الحاجات ما أمكن ذلك (يحيى،2010).
خصائص المرشد الفعّال
حتى يتمكن المرشد من تحقيق هذه الأهداف لا بدّ له من خصائص شخصية ومهارات خاصة وخبرة. تذكر يحيى، خوله (2010) الخصائص الشخصية للمرشد الفعال وهي:
الكفاءة العقلية:
على المرشد أن يتمتع بقاعدة معرفية حول أهم النظريات الإرشادية , كما عليه ان يتمتع بالرغبة والقدرة على التعلم , كم علية أن يتخذ الإجراء الصحيح بسرعة.
الحيوية والنشاط: تستزف عملية الإرشاد طاقة المرشد انفعاليا وجسديا وعلى المرشد أن يكون نشيطا خلال جلساته وان يحتفظ بهذا النشاط أطول وقت ممكن .
الوعي بالخبرات الثقافية:
تعني قدرة المرشد على الشعور بالراحة خلال تعامله مع الأفراد من الشعوب الأخرى والمختلفة ثقافيا عن ثقافته.
المرونة:
لا يكون المرشد الفعال مقيدا بمجموعة من الاستجابات المحددة , وإنما يكيف ما يفعله وفقا لما يلبي حاجات مسترشديه.
الدعم:
يشجع المرشد مسترشديه على اتخاذ قراراتهم المستقلة , كما يساعدهم على التسلح بالأمل والقوة في حياتهم , ويتجنب المرشد أن يقوم بدور المنقذ لهم .
الشعور بالمودة نحو الآخرين:
أن يتمتع المرشد بالرغبة في العمل على تحقيق مصلحة المسترشدين من خلال أساليب بناءة تشجع استقلالهم .
الوعي الذاتي:
وهذه الخاصية تنبع من معرفة المرشد بذاته وبما يحمله من اتجاهات , وقم ومشاعر ومن قدرته على إدراك العوامل التي تؤثر عليه .
قام كل من (Shertzer&Stone,1980) بوضع مجموعة من الخصائص والكفاءات التي يجب أن يتمتع بها المرشد لتكون عملية الإرشاد ناجحة وتقع هذه الخصائص في مجموعات هي :
الاتجاهات والمعتقدات :
تعتبر شخصية المرشد عنصر أساسي وجوهري في أي علاقة إرشادية واهم خاصية يجب أن تتوفر في المرشد هي الاهتمام Caring, فكما قال ورن Wrenn المرشد شخص متعلم ويتمتع بمعرفة واسعة ولكنه شخص مهتم بمساعدة الناس فكل الناس يستطيعون تعلم كما أن اعتقادات المرشد حول طبيعة الإنسان تؤثر على الطريقة التي يستجيب بها ويتعامل من خلالها مع المسترشدين.
العرق الجنس العمر:
يعتقد فونتريس Vontress أنه من الصعب على مرشد أبيض البشرة أن يحافظ على علاقات جيدة مع مسترشدين من البشرة السوداء وبصورة مماثلة قد يجد المرشد أسود البشرة صعوبة في التواصل مع مسترشدين لون بشرتهم بيضاء .
كما تم إجراء عدة دراسات حول طبيعة تأثير جنس المرشد على فعالية الإرشاد وفي النهاية تم التوصل إلى أن جنس المرشد عامل ثانوي في عملية الإرشاد فالخصائص الشخصية للمرشد تعتبر أهم وذات تأثير أكبر على فعاليته من جنسه .
الخبرة الجانبية, القدرة على الإقناع :
تعرف الخبرة على إنها : حصول المرشد على التدريب وعلى خبرة رسمية تدل على معرفة جيدة والفكرة الأساسية هي انه كلما كان المرشد مؤهلا أكثر ويتمتع بالخبرة أكثر كلما أدرك المسترشد على انه شخص مساعد ومؤهل.
وقد قام لاكروس LaCosse بتعريف القدرة على إنها: الدرجة التي يستطيع فيها المرشد إن يؤثر ويحث المسترشد على القيام ببعض التغييرات في اتجاهاته وسلوكاته والتي قد تكون مفيدة له.
القدرة على تحمل الغموض :
يعرف بودنر Budner القدرة على تحمل الغموض بأنها : "الميل إلى إدراك الغموض على أنه موقف مرغوب" . والموقف الغامض هو الموقف الذي لا يمكن تصنيفه أو الحكم عليه من قبل الفرد بسبب غياب المؤشرات الكافية . وقد أورد كل من تاكر وسنايدر Tucker & Snyder أن المرشدين الذين يتمتعون بمستوى عال من القدرة على تحمل الغموض يظهرون سلوكات فعالة أكثر من المرشدين الذين يتمتعون بمستويات متدنية من القدرة على تحمل الغموض إثناء المقابلة الإرشادية.
الغطرسة والتكبر والتشبث بالرأي :
يعتبر المرشدون المتكبرون أقل فعالية لأنهم يكونون أكثر نقداً لمسترشديهم وأقل تقبلاً وتعاطفاً معهم .