الطريقة الطولية
منهج الدراسات السببية
المقارنة
يفضل
بعض الباحثين استخدام المنهج التجريبي حينما يدرسون أسباب حدوث ظاهرة ما، ولكن
الكثير من مشكلات العلوم الإنسانية لا يمكن حلها بواسطة المنهج التجريبي .
ولذلك
فإن منهج الدراسات السببية المقارنة كأحد
المناهج الوصفية ويحاول الكشف عن الظاهرة المراد دراستها من خلال التوصل إلى إجابة
عن المشكلات التي تظهر خلال تحليل العلاقات ، وذلك بالإجابة عن كيف ؟ ولما تحدث هذه الظاهرة ؟
وتهتم
الدراسات السببية المقارنة بمقارنة جوانب التشابه والاختلاف بين الظاهرات لكي تكشف
أي العوامل أو الظروف التي تصاحب أحداثاً أو ممارسات معينة ، حين تكشف معظمها عن
حقيقة وجود علاقة ما ، وذلك من خلال دراستها بتعمق أكثر ، بهدف معرفة ما إذا كانت
هذه العلاقة قد تسببت الظاهرة أو تسهم فيها أو تفسيرها .
ثالثاً : منهج دراسة
النمو والتطور :
تعتبر
دراسات النمو من الدراسات التطورية الوصفية التي تتناول الوضع القائم للظاهرات
والعلاقات المتبادلة بينها ، كما تهتم أيضاً بالتغيرات التي تحدث نتيجة لمرور
الزمن وذلك لوصف المتغيرات في تطورها عبر فترة زمنية تمتد شهور أو سنوات .
ودراسات النمو والتطور تدرس بطريقتين:
الطريقة الطولية.
الطريقة المستعرضة.
الطريقة
الطولية :
يقوم
الباحث بسلسة من الملاحظات المخططة والمنظمة لقياس حالات النمو لمجموعة من
التلاميذ في أعمار مختلفة ، وذلك بقياس عدد من المتغيرات لهؤلاء التلاميذ وهم في
سن الثامنة وتكرار القياس لنفس المتغيرات لنفس مجموعة التلاميذ وهم في سن التاسعة
ثم العاشرة ، ثم الحادية عشر ثم الثانية عشر ثم يحدد ويسجل التطور الحادث لنمو كل
تلميذ من تلاميذ المجموعة سابقة التحديد خلال هذه السنوات .
ومثالاً لذلك :
عند
قياس مستوى اللياقة البدنية بمجموعة اختبارات محددة لمجوعة معينة من التلاميذ في
الصف الرابع الابتدائي، ثم قياسها وهم في الصف الخامس، ثم وهو في الصف الأول
الإعدادي، ثم وهو في الصف الثاني الإعدادي، فإنه يمكن تحديد مستوى اللياقة البدنية
لكل تلميذ من تلاميذ المجموعة المنتقاة كل على حدة خلال هذه السنوات المحددة،
وبهذا نجد أن الطريقة الطولية تحدد النمو والتطور الفردي لكل حالة يتم تناولها
بالملاحظة والدراسة والقياس.
الطريقة
المستعرضة :-
أما
في الطريقة المستعرضة فإن الباحث يقوم بدراسته دون أن ينتظر التلاميذ عينة البحث
حتى يكبروا، أي أنه بدلا من تكرار
الملاحظة والقياس لنفس المجموعة من التلاميذ من عينة البحث، فإنه يواجه دراسته
بالملاحظة والقياس لمجموعة مختلفة من التلاميذ وكل مجموعة مختارة من مستوى عمري
معين ثم تحلل البيانات المتجمعة من هذه المجموعات للتوصل إلى تطورات النمو في كل
جانب من جوانبه.
ومثالاً لذلك :
عند قياس مستوى اللياقة البدنية ، فإن الباحث
يقوم باختيار عينة من التلاميذ من كل مستوى عمري أي مجموعة من الصف الرابع متوسط
العمر (10 سنوات) ومجموعة من الصف الخامس متوسط العمر (11سنة) ومجموعة من الصف
الأول إعدادي متوسط العمر (12 سنة) ويقوم بقياس مستوى اللياقة البدنية بمجموعة من
الاختبارات ، ثم بعد جمع البيانات تحسب متوسط اللياقة البدنية لكل مجموعة على حدة
أس في كل سن على حدة تسجل هذه المتوسطات التي توضح مستوى اللياقة البدنية من سن 10
سنوات إلى 12 سنة .
وعادة
ما تقيس وتصف الدراسات التي تستخدم الطريقة المستعرضة عوامل ومتغيرات قليلة لعينات
كبيرة العدد وذلك عندما يقيس الباحث الوزن وبعض أطوال وبعض محيطات جسم التلميذ ـ
فإنه يختار عينة تقدر بعدة ألاف من التلاميذ من سن 10 سنوات إلى سن 12 سنة وذلك
لكي يحصل على معايير النمو بالنسبة لهذه المتغيرات.
أما في الدراسات الطولية فإن الباحث يلاحظ ويقيس
مجموعة كبيرة من المتغيرات لعدد قليل من التلاميذ .
وعلى
الرغم من أن الطريقتين الطويلة والمستعرضة وسائل لاكتشاف طبيعة نمو الكائن
الإنساني إلا أن الطريقة الطولية أكثر
الطرق قبولاً أما الطريقة المستعرضة فإنها أكثر استعمالاً لقلة الوقت والتكاليف ،
ولذلك يستخدمها الكثير من الباحثين .
يواجه
الباحث الذي يستخدم الطريقة الطولية صعوبات في جمع البيانات من أفراد عينة البحث
عبر السنوات المحددة للدراسة لاحتمال انتقال أو مرض او موت بعضهم ، كما أن قلة عدد
أفراد العينة لا يعطي صورة دقيقة للمدى الكبير في الفروق الفردية بين التلاميذ تلك
الفروق الفردية التي أوضحتها بيانات الطريقة المستعرضة .
وأخيراً
يمكن القول بأنه بالرغم من وجود بعض نواحي القصور في كل من الطريقة الطولية
والطريقة المستعرضة ، إلا إن لكل طريقة قيمتها العلمية وكل منها تكمل المعلومات
والبيانات الخاصة بالنمو والتطور التي تقدمها الطريقة الأخرى