العالم العربي وشبكات التواصل الاجتماعي
العالم العربي وشبكات التواصل الاجتماعي
دخلت خدمة الإنترنت إلى العالم العربي في مرحلة متأخرة عن كثير من دول العالم الأخرى وبشكل خاص الدول العربية. وقد كانت الكويت من أوائل الدول التي أدخلت الإنترنت وذلك عام 1992م تلتها مصر والإمارات العربية المتحدة في عام 1993م فالجزائر والمغرب عام 1994م (كاتب، سعود، 1997م ). أما المملكة العربية السعودية فلم تدخلها الإنترنت إلا عام 1988م، هذا العام والذي سبقه شهدا أيضا نمواً متزايداً في أعداد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي حيث ارتفع عدد المستخدمين من 150 ألف مستخدم في بداية عام 1977م إلى أكثر من 356 ألف مستخدم في نهاية هذا العام، أي بنمو قدرة 237%. وفي نهاية عام 1998م تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية 700 ألف مستخدم أي بزيادة قدرها 197% عن العام السابق.
وفي عام 2009م أشار تقرير للشبكة العربية لحقوق الإنسان إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وصل إلى 58 مليون مستخدم معظمهم من الشباب، وأن عدد الهواتف الجوالة بلغ حوالي 176 مليوناً، وعدد خطوط الهاتف الأرضي حوالي 34 مليون خط.
وذكر التقرير أن مصر هي البلد العربي الأكبر من حيث عدد مستخدمي الإنترنت بحوالي 15 مليون مستخدم، وأن عدد المدونات العربية بلغ حوالي 600 ألف مدونة منها 150 ألف مدونة نشطة. ووفقاً للتقرير فإن الشريحة الأكثر استخداماً للمدونات هي الفئة العمرية بين 25-35 عاماً بنسبة 45%ويمثل المدونون العرب فوق 35 عاما نسبة 9%.
التقرير أشار أيضاً الى أن الاناث يمثلن 34% من المدونين العرب. وتوجد أكبر نسبة للإناث مقارنة بالذكور المدونين في مصر والسعودية من الفئة العمرية بين 18-24-عاماً، حيث تمثل الاناث في مصر 47% تليها السعودية بنسبة 46% من المدونات الإناث.
وأشار التقرير الذي صدر عام 2009م إلى أن عدد مستخدمي فيسبوك في العام العربي يبلغ حوالي 12 مليون مستخدم. هذا الرقم أرتفع إلى 27,711,503 مستخدم بنهاية ربيع 2011م وفقاً لتقرير كلية دبي للادارة الحكومية[1].
كلية دبي للإدارة الحكومية أصدرت العددين الأول والثاني من سلسلة تقاريرها ربع السنوية والتي تسلط الضوء وتحلل إستخدامات وشبكات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية، ووفقاً لذلك التقرير فإن معدلات إختراق شبكات التواصل الاجتماعي وتقنيات الويب 2.0 في تزايد مطرد في المنطقة العربية والتي يمثل جيل الشباب فيها ممن تتراوح أعمارهم بين 15- 29سنة حوالي ثلث عدد السكان. هذه الشريحة من السكان سوف تصبح خلال سنوات قليلة قادمة مواطنين نشطين ورواد أعمال أو موظفين في القطاع الخاص أو الحكومة. ومن المتوقع لشبكات التواصل الاجتماعي أن تزيد من رغبة المواطنين في المنطقة العربية في المشاركة وتخفف من الاقصاء الممارس بحق بعضهم، كما أنها ستفتح أفاقاً وفرصاً جديدة على المستويات التجارية والتنموية.
ووفقا لتقرير كلية دبي للإدارة الحكومية فإن الثورتين الشعبيتين في تونس (ديسمبر 2010م) ومصر (يناير 2011م) هما مثالان أساسيان للنمو في إستخدامات التواصل الاجتماعي بين المواطنين وفي التغير في أنماط تلك الاستخدامات، فعلى سبيل المثال نمى استخدام الفيسبوك في تونس خلال الأسبوعين الأولين من يناير 2011م بنسبة 8% كما تغير نوع الاستخدام بشكل ملحوظ من مجرد الاستخدام للأغراض الاجتماعية إلى الأغراض السياسية.
وعلى المستوى العالمي تعتبر الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول العربية إستخداما للفيسبوك كنسبة لعدد السكان، كما أنها ضمن أكثر عشر دول في العالم استخداما للفيسبوك بنسبة اختراق 45%.
إستخدام الفيسبوك وباقي شبكات التواصل الاجتماعي تنمو بشكل متسارع في المنطقة العربية وذلك بسبب ارتفاع شريحة الشباب التي تبدي اهتماماً كبيراً بالتعامل مع هذه الشبكات. وبناءً على ذلك فإن هناك مساحة كبيرة لمزيد من النمو في إستخدام الشبكات الاجتماعية في المنطقة العربية في المستقبل المنظور.
وتمثل حاليا شريحة الشباب (15-29 سنة) حوالي 75%من مستخدمي فيسبوك في العالم العربي.
نسبة عدد مستخدمي فيس بوك الذكور إلى الإناث في العالم العربي هي 1:2، وذلك بشكل يختلف عن الوضع العالمي الذي تزيد فيه بنسبة الإناث عن الذكور في استخدام الفيسبوك.