العنف المدرسي
العنف المدرسي
التطور والمفهوم :
لقد تزايد العنف المدرسي في الآونة الأخيرة ، الأمر الذي جعل الباحثين والتربويين والسياسيين
يواصلون جهودهم لتبصير الجهات المعنية بآثاره وأسبابه وكيفية الحد منه. ولقد تطور
مصطلح العنف المدرسي School violence خلال
العشر سنوات الماضية، ويمكن تعريفه بصورة مبدئية بأنه مفهوم مركب يتضمن سلوكاً
إجرامياً وعدوانياً معاً في المدرسة موجه إلي الأشخاص أو الممتلكات مما يعوق
التنمية وعملية التعلم ، ويشكل ضرراً على المناخ المدرسي ، الأمر الذي يجعل
المدرسة لا تقوم بدورها الثقافي وكمنظمة تعليمية.
ويواجه اليوم عدد كبير من المدارس في معظم بلدان العالم ظاهرة العنف المدرسي. وتعود هذه
المشكلة إلي عام 1950 ، حيث كتب جون وليامز John Williams بأن هناك تزايداً ملحوظاً في السلوك المضاد
للمجتمع لدى الشباب. وبعدها قام قسم الأبحاث في مؤسسة التعليم القومية National
Association’s Research Division بإجراء
دراسة قومية عنوانها "النظام في المدارس العامة" وقد أقرت هذه ا لدراسة
وجود مشكلتين مروعتين لدى الشباب في أمريكا هما: العنف المرتكب ضد المعلمين،
والاستعمال المتزايد للمواد المخدرة من قبل الطلاب. وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً
كتب " جون وليامز " مرة أخرى وأقر أن المشكلة أسوأ مما كانت عليه عام
1950. وعند عقد مقارنة بين العنف المدرسي قديماً في عام 1950 ، والعنف المدرسي عام
1990 ، نجد استحداث الأسلحة وانتشار الضغائن بين بعض الطلاب وبعضهم الآخر حتى أن
بعضهم ينتظر الآخر في نهاية اليوم الدراسي لحسم أي خلاف أو مشكلة حدثت منذ عدة
شهور سابقة. (Hoffman, 1996, P.7)
ولقد أظهرت النتائج الإحصائية التي أجرتها الهيئة العليا للمدارس القومية عام 1994 عن العنف
في المدارس بأمريكا على عينة قوامها 2.216 موظف إداري ، أن 54% من موظفي مدارس
الضواحي وأن 64% من موظفى مدارس المدن قد ذكروا أن أحداث العنف في مدارسهم في سنة
1993 تفوق بكثير الأحداث التي حدثت قبلها بخمس سنوات. (National School Board Association, 1994) وكانت هذه البداية منذ التسعينيات في الاهتمام
بهذه الظاهرة.
وينبغي ألا نتصور أن معظم الطلاب بالمدارس يتسمون بالعنف المدرسي. فبصفة عامة توجد ثلاث
مجموعات من الطلاب في المدرسة: 80% من الطلاب نادراً ما يقومون بتعدي القواعد
والانحراف عن المبادئ ، 15% يقومون بتعدي القواعد على أساس منتظم عن طريق رفض
قواعد الفصل المدرسي ومقاومة الضوابط ، وهؤلاء الطلاب يستطيعون عمل فوضى في نظام
التعليم يوثر على أداء جميع الطلاب الآخرين. أما الـ 5% الأخيرة من الطلاب يكونون
دائماً في تعد للقواعد وكسر للقوانين ، وهؤلاء الطلاب يكونون أكثر ميلاً لارتكاب
أفعال العنف داخل المدرسة وخارجها. (Crwin & Mendler, 1988)