تعريف الاختبار
تعريف الاختبار النفسي :
تعددت التعريفات حول مفهوم الاختبار النفسي ، ومنها تعريف انستازى حيث يعرف الاختبار النفسي بأنه : " مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك " ، وتعريف كرونباك حيث يعرفه بأنه : " طريقة منظمة للمقارنة بين سلوك شخصين أو أكثر ".
بالنسبة لاستخدام كرونباك لعبارة " طريقة منظمة " في تعريفه السابق للاختبار النفسي أكثر دقة من كلمة " مقياس " في تعريف انستازى للاختبار النفسي وذلك لأن في قول انستازى نوع من عدم التمييز بين المصطلح "اختبار" Test والمصطلح " مقياس " Measure. فعلى الرغم من تداخل معانيهما ، إلا أنهما ليسا مترادفين.
حيث نجد أن لفظ " مقياس " أكثر عمومية لأنه يستخدم في كل ميادين البحث السيكولوجي عندما نسعى للحصول على أوصاف "كمية". كما في بحوث الإدراك والإحساس والمجال السيكوفيزيائى العام. أي أن اللفظ يستخدم فى الأغراض السيكولوجية العامة ، بل وفى صميم علم النفس التجريبي ، فكثيراً ما نقيس التعلم أو الاستجابة أو المثير وتستخدم في هذه الأغراض المقاييس الفيزيائية.
بينما يطلق على " المقياس " لفظ " اختبار " في مجال استخدامه في ميادين علم النفس الفارق وحده ، ولذا فإن مقاييس العتبات الفارقة أو التعليم أو الإدراك يمكن أن تستخدم " كالاختبارات " إذا تحول اهتمامنا بها إلى ميدان الفروق الفردية، إلا أن الاختبار يتكون في العادة من عدد الأسئلة أو المفردات التي لا تأخذ صورة مقاييس النسبة هذه ، وإنما قد تكون من نوع مقاييس المسافة أو الرتبة.
ويتضح مما سبق أنه ليست جميع المقاييس اختبارات إلا عند الاهتمام بعلم النفس الفارق. وفى هذه الحالة يحل لفظ اختبار ومقياس كل منهما محل الآخر. ومن ناحية أخرى ليست جميع الاختبارات مقاييس ، في كل الأحوال يتطلب نوعاً من الوصف الكمي ، فقد نجد بعض الاختبارات التي لا تعطى درجة للمفحوص ولكن يستخدمها الأخصائي النفسي لمساعدته للوصول إلى وصف لفظي أو كيفي للمحفوص (مثل طرق الملاحظة). وفى هذه الأحوال لا يتطلب الأمر استخدام المقاييس في أي مستويات من المستويات.
وبما أن الاختبارات فى جوهرها تعتبر أدوات الدراسة العلمية للفروق الفردية ، فإنها تسعى إلى المقارنة كما يقول "كرونباك فى تعريفه" إلا أن هذه المقارنة لا تتضمن المقارنة بين الأفراد فى ضوء " معيار Norm " فحسب ، وإنما تتضمن أيضاً المقارنة داخل الأفراد فى ضوء "مستوى" Standard أو "محك" Criterion حيث إن هذه المقارنة لا تكون فى عينة من السلوك فقط كما فى الاختبارات المنسوبة إلى المعيار، وإنما تشمل أيضاً المقارنة فى "كل" السلوك ، كما فى الاختبارات المنسوبة إلى المحك ، وسنحاول أن نحدد ما المقصود بكل من المعيار ، والمستوى ، والمحك.
أولاً : المعيار : هو أساس الحكم على أداء المفحوصين والمقارنة بينهم في ضوء أدائهم الفعلي ، ويأخذ الصيغة الكمية في أغلب الأحوال ، ويتحدد في ضوء الخصائص الواقعية لهذا الأداء ، ولذا نستخدم المتوسط الحسابي لدرجات عينة التقنين معياراً لوصف الأداء العادي في الاختبار ، وفى ضوء ذلك تتحدد الأوضاع النسبية للأفراد فنقول إن هذا الفرد أعلى من المتوسط أو أقل من المتوسط أو متوسط.
ثانياً : المستوى : إن المستوى يتشابه مع المعيار في أنه أساس للحكم على الأداء في ضوء هذا الأداء ذاته ، إلا أنه يختلف عن المعيار في جانبين هما :
1- إن المستوى قد يأخذ الصورة الكمية أو الكيفية.
2- إن المستوى يتحدد في ضوء ما يجب أن يكون عليه الأداء ، وليس ما هو عليه بالفعل.
ومثل هذه المستويات ما نجده في نظم الامتحانات المعتادة حين نقارن درجات التلاميذ في هذه الامتحانات بنظام النهايات الصغرى والكبرى ، أو حين تتحدد تقديرات النجاح قبلياً في صورة ضعيف ومقبول وجيد وممتاز في ضوء نسب مئوية من النهاية العظمى للمادة الدراسية توضع مقدماً ولا تحسب بالطرق الإحصائية في ضوء الأداء الفعلي في الامتحانات. وهذه جميعاً وسائل غير دقيقة في تحديد المستوى. بينما أفضل الطرق فتكون حين يقارن الأداء كما يحدده الاختبار بمستوى الاتقان أو التمكن الذى يحدده الهدف التربوي أو التعليمي أو المهني. ويمكن تحديد هذا المستوى بالفعل في ضوء ما يجب أن يكون عليه الأداء.
ثالثاً : المحك : هو أساس خارجي مستقل للحكم على الأداء في الاختبار. وهذه المحكات قد تكون كمية أو كيفية. فعلى سبيل المثال إذا أردنا أن نحكم على نجاح برنامج تعليمي أو تدريبي في تحقيق أهدافه يمكن مقارنة أداء التلاميذ في الاختبارات التحصيلية المرتبطة بهذا البرنامج بمستويات الكفاية الإنتاجية التي تتحدد في الميدان الفعلي للعمل.
وبذلك يمكن تعريف الاختبار النفسي بأنه "طريقة منظمة للمقارنة بين الأفراد أو داخل الفرد الواحد في السلوك أو في عينة منه في ضوء معيار أو مستوى أو محك".