القياس والإحصاء
المدخل إلى الإحصاء
-
مفهوم القياس :
من أكثر تعريفات القياس قبولا, تعريف ننال لي (في: فؤاد أبو حطب, آمال صادق 1996), حيث أن القياس في العلم هو " قواعد استخدام الأعداد بحيث تشير إلى الأشياء بطريقة تدل على كميات من خاصية "، وتشير كلمة " قواعد " إلى أن إجراءات استخدام الأعداد يجب أن تصاغ صياغة صريحة وأن يعبر عنها تعبيراً واضحاً، أما كلمة "خاصية " فتدل على أن القياس يهتم بصفة معينة من صفات الأشياء في العلوم الطبيعية أو سمات الأشخاص في العلوم الإنسانية، فنحن لا نقيس الطفل وإنما نقيس ذكاءه، وتدل كلمة " الأعداد " على كميات من الصفة أو الخاصة وليس مجرد الاكتفاء إلى الأشياء أو الأشخاص. [1]
ويهدف القياس بشكل رئيس إلى الوصول لأعداد تمثل خصائص أو سمات الأشخاص أو الأفراد أو الأحداث طبقاً لقواعد مصاغة صياغة محددة واضحة.
وبالرغم من أن القياس مطلبا للإحصاء، إلا أن لكل منهما مفهوم وإجراءات مختلفة، فالقياس هو تعيين أرقام أو مستويات مختلفة للسمة المقاسة باختلاف الأفراد، وغالبا يستخدم أدوات مقننة، مثل الاختبارات التي تقيس الجانب العقلي المعرفي ، أما الإحصاء فهو يستخدم هذه الأرقام أو المستويات ويتعامل معها بأساليب معينة، مثل مقاييس النزعة المركزية، تناسب مشكلة البحث وفروضه، وبذلك يكون القياس هو عملية التوصل إلى الأرقام التي نستخدمها في التحليلات الإحصائية.
ويعتمد القياس على مفهوم السمة كمتغير نفسي، لذلك تتباين أنواع القياس ومستوياته وفقاً لنوع المتغير وطبيعته والهدف من عملية القياس ، فلكي نجري عملية القياس بالدقة المطلوبة يجب أن نراعي مستوى قياس المتغير. [2]
-
البيانات والمتغيرات والمقاييس :
من الصعب وضع حد فاصل بين أنواع البيانات والمتغيرات والمقاييس.
-
البيانات وأنواعها :
يوجد 3 أنواع من البيانات هي :
-
البيانات النوعية: هي التي تكون في صورة غير عددية مثل لون العيون وفصائل الدم والجنسية، ونحصل على هذا النوع من البيانات عندما يمكن تصنيف السمة وفقا لأصناف أو أنواع وليس بقيم عددية، حيث يكون التغير فيها تغيراً من حيث النوع، ولا يمكن تقسيمها بحسب الأصغر والأكبر تحت تقسيم واحد، أي أن الاختلاف يكون في النوع وليس في الدرجة.[3]
البيانات الكمية: عندما تكون السمة تحت الدراسة قابلة للقياس على مقياس عددي فان البيانات التي نحصل عليها تتألف من مجموعة من الأعداد، وتسمى بيانات كمية أو عددية، ويكون التغير فيها تغيراً من حيث المقدار، أي يمكن ترتيب هذه البيانات بحسب مقاديرها، وقد يكون المتغير في هذه البيانات الكمية متصلاً أو غير متصل.
ج- البيانات المستقلة والبيانات المرتبطة: إذا كانت جميع القياسات لا تؤثر بعضها على بعض الآخر فان البيانات الناتجة عنها يمكن أن نطلق عليها بيانات مستقلة، أما إذا تطلبت إحدى تجارب التعلم مثلاً عدة محاولات من جانب المفحوص وحصلنا على قياس معين للمفحوص عقب كل محاولة فإن البيانات الناتجة تكون مرتبطة، حيث أن الدرجة التي يحصل عليها عقب إحدى المحاولات تعتمد على المحاولات السابقة.[4]
-
المتغيرات وأنواعها:
يقصد بالمتغير أي خاصة يمكن قياسها وتتباين قيمها من فرد إلى آخر أو مجموعة إلى أخرى، فنوع الفرد، وعمره الزمني، وطوله، وعدد الكلمات التي يتذكرها، واتجاهاته نحو قضية اجتماعية وغير ذلك تعد متغيرات .[5]
-
تصنيف المتغيرات:
-
المتغيرات النوعية: هي التي تصنف الأفراد أو الأشياء، حسب صفات أو أسماء مختلفة. وتعتبر تلك المتغيرات متغيرات تصنيفية تتضمن سلسلة من الفئات المنفصلة، التي لا تخضع للترتيب فيما بينها.
المتغيرات الكمية: هي ذلك المتغير الذي يمكن التعبير عنه كمياً مثل العمر, وهذه المتغيرات تختلف فيها الفئات فيما بينها في درجة أو كمية أو تكرار وجود الصفة, وبالتالي يمكن ترتيب المفردات طبقاً لهذا النوع من المتغيرات من الأكبر إلى الأصغر والعكس، ويمكن تصنيف المتغيرات الكمية إلى متغيرات متصلة ومتغيرات منفصلة.
المتغيرات المتصلة: هي متغير كمي تختلف قيمه أو يمكن أن تأخذ قيمه صغيرة أرقاماً لا نهائية، أو ينحصر مداه داخل فترة مغلقة أو مفتوحة من مجموعة الأرقام الحقيقية, فالعمر مثلاً هو متغير متصل, كما أن المتغير يكون متصلا عندما يكون للرقم العشري أو الكسور بصفة عامة معنى.
المتغيرات المنفصلة: وهي متغيرات كمية تأخذ فيها قيم المتغير قيماً محددة أو أرقاماً منفصلة دون كسور, غير أنها تحمل قيماً بينها ترتيباً بين هذه القيم أو الفئات وتشبه المتغيرات المنفصلة المتغيرات النوعية و المتغيرات الرتبية من حيث أنها تسمح بتقسيم الأفراد في فئات منفصلة, ويكون المتغير منفصلا عندما يأخذ قيماً قابلة للعد, أي أنها تكون محدودة أو معدودة.
المتغير الثابت: ويقصد به خاصية معينة تأخذ قيمة ثابتة لدى جميع أفراد مجموعة معينة , فمستوى الصف الدراسي في الدراسة يمثل خاصية ثابتة لدي جميع تلاميذ الصف الثالث, ومن ثم يعتبر ثابتاً وليس متغير حيث أن جميع أفراد هذه الدراسة تشترك في هذه الخاصية بدرجة واحدة.
المتغيرات التابعة: هي الظاهرة محل البحث, حيث يهدف الباحث إلى معرفة التغيرات التي تحدث فيها نتيجة لمتغيرات أخرى يطلق عليها متغيرات السبب أو المتغيرات المؤثرة, فإذا كان هدف الباحث معرفة اثر أسلوب التدريس على التحصيل الدراسي للمتعلم, فإن التحصيل الدراسي هو المتغير التابع, وأسلوب التدريس هو المتغير المستقل.
المتغيرات المستقلة: هي المتغيرات التي لها تأثير في المتغير التابع, ويكون التغير في المتغير التابع يفسر بالتغير في المتغير المستقل, والمتغيرات المستقلة هي التي يهتم الباحث بدراسة أثرها على متغيرات أخرى تابعة في البحوث التجريبية أو شبه التجريبية.
المتغيرات الخارجية: هي متغيرات لا يهتم الباحث بدراستها ولكنها قد تؤثر على متغيرات الدراسة المستقلة أو التابعة أو كليهما.[6]
ويمكن تصنيف المتغيرات في البحوث النفسية والتربوية والاجتماعية إلى:
-
المتغير المستقل: هو ذلك المتغير الذي يبحث أثره في متغير آخر.
المتغير التابع: هو ذلك المتغير الذي يرغب الباحث في الكشف عن تأثير المتغير المستقل عليه.
المتغير المعدل: هو ذلك المتغير الذي قد تغير في الأثر الذي يتركه المتغير المستقل في المتغير التابع.
المتغير المضبوط: هو ذلك المتغير الذي يحاول الباحث إلغاء أثره على التجربة, ويقع تحت سيطرته.
5- المتغير الدخيل: هو ذلك المتغير المستقل غير المقصود الذي لا يدخل في تصميم النتائج, أو يؤثر في المتغير التابع, كما لا يمكن ملاحظته أو قياسه.[7]
-
مستويات القياس:
-
مقياس التصنيف أو المقاييس الاسمية.
مقياس الترتيب أو المقاييس الرتبية.
مقياس الفترة أو مقاييس المسافة.
مقياس النسبة.[8]
ويمكن تلخيص خصائص مستويات القياس واستخداماتها في الجدول التالي:
نوع المقياس: |
العمليات الرياضية: |
الخصائص: |
الاستخدام: |
أمثلة: |
|
المقاييس الاسمية: |
العد |
عدد لا يدل على كم أو مقدار (أعداد منظمة), تستخدم الأعداد في تصنيف الأشياء أو الأماكن أو الأحداث ولكن لا يمكن إجراء العمليات الحسابية الأربع على هذه الأعداد. |
وضع الأشخاص في فئات, عد عدد الحالات في كل قسم أو فئة أو عدد الأقسام المختلفة. |
نوع المهنة, نوع الجنس, الجنسية, الديانة. |
|
المقاييس الرتبية: |
الترتيب |
كم لا يشار إليه بعد (قيم منفصلة) (الأول- الثاني -..إلخ) (ممتاز- جيد جداً- جيد- مقبول- ضعيف- ضعيف جداً) (موافق جداً- موافق – لا رأى لي- معارض- معارض بشدة),أو يساوي أو أصغر من, وهنا تستخدم العمليات الحسابية لمقارنة الرتب. |
ترتيب الأشخاص في خاصية معينة, رفع الأشخاص في أي مقياس متصل لا تتوافر فيه المسافات المتساوية.(أ) أكبر من (ب), (ب) أكبر من (ج), إذن (أ) أكبر من (ج). |
المستوى الاقتصادي الاجتماعي, تقدير المرشح للعمل أثناء المقابلة, درجات التلاميذ في اختبار تحصيلي غير مقنن, تقدير الطلاب في الامتحانات. |
|
مقاييس المسافة: |
الجمع الضرب الطرح |
عدد يدل على كم أو مقدار (قيم متصلة),تسمح بمقارنة مدى الفروق بين قياسين, تستخدم الأعداد في ترتيب الأشياء أو الأشخاص ترتيباً تنازلياً أو تصاعدياً، تستخدم الأعداد في مقارنة قياسات أو درجات الأفراد . |
وضع الأشخاص في مقياس متصل يتألف من مسافات متساوية وله صفر اعتباطي, درجة الشخص (أ) تفوق درجة الشخص (ب) بمقدار 20 درجة مثلاً في الاختبار (س) |
درجات المفحوصين في الاختبارات النفسية أو التحصيلية المقننة, مقياس فهرنهيت للحرارة. |
|
مقياس النسبة: |
جميع العمليات الرياضية |
عدد يدل على كم أو مقدار (قيم متصلة), يتوفر صفر مطلق, وهنا يسمح بإجراء العمليات الحسابية المختلفة, تستخدم الأعداد في تحديد علاقات دقيقة بين الأشياء أو الأحداث أو الأشخاص. |
وضع الأشخاص في مقياس متصل يتألف من وحدات متساوية وله صفر مطلق, الطول 180سم ضعف الطول 90سم. |
زمن الرجع البصري, الوزن, الطول, الزمن, مقياس كلفن للحرارة. |
|
هذا الجدول على وفق ما عرضه كل من: (فؤاد ابو حطب, آمال صادق, 1996, صلاح علام,2000)
-
علاقة مستويات القياس بالأساليب الإحصائية:[9]
يمكن توضيح العلاقة بين الإحصاء ومستويات القياس في الجدول التالي:
الإحصاء : |
المقاييس الاسمية: |
المقاييس الرتبية: |
مقاييس المسافة: |
مقياس النسبة: |
الوصفي: |
التكرارات النسبة المئوية الأعمدة البيانية المنوال |
التكرارات النسبة المئوية الأعمدة البيانية الوسيط نصف المدى الربيعي ارتباط سبيرمان |
التكرارات النسبة المئوية المدرج / المضلع المنوال, الوسيط المتوسط , التباين الانحراف المعياري ارتباط بيرسون |
التكرارات النسبة المئوية المدرج / المضلع المنوال, الوسيط المتوسط , التباين الانحراف المعياري ارتباط بيرسون |
الاستدلالي: |
مربع كاى |
مان ويتني/فريدمان ولكوكسون كروسكال واليز |
اختبار ت تحليل التباين |
اختبار ت تحليل التباين |
1 ) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص31
2 ) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص32
[3] ) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص33
[4] ) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص34
6) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص35,36
[7]) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص38
[8]) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص38:44
[9]) الشوربجي،ابوالمجد؛حسن،عزت(2012).القياس والاحصاء النفسي والتربوي. الرياض:مكتبة الرشد العالمية.ص45,46