تشخيص الاعاقة
المحاضرة الخامسة
تشخيص الإعاقة العقلية
تشخيص الإعاقة العقلية:
-
تشخيص المعوق عقليا مهمة ليست سهلة, هذا وتختلف سلوكيات الأطفال باختلاف درجة إعاقتهم البسيطة, أو المتوسطة, أو الشديدة , لذا يتطلب الأمر جهوداً وطاقات لملاحظة الأعراض الداخلية والخارجية ودراسة نشأتها وتطورها, ويتضمن التشخيص وصفاً دقيقاً لحالة الشخص, وتحديداً لمستوى تخلفه ونوعه.
-
كما وتعتبر عملية التشخيص والتقييم للمعوقين عقلياً من أهم الموضوعات في هذا المجال لما يترتب عليها من نتائج .
إذ أن التقييم (التشخيص) يهتم بثلاث نواحي أساسية وهي :
-
1- تحديد ما إذا كان الطفل معوقاً عقلياً أم لا .
-
2- تصنيف الطفل المعوق عقلياً ضمن فئات الإعاقة العقلية .
-
3- تحديد إمكانات الطفل المعوق ونقاط القوة والضعف لديه حتي يمكن تنمية قدراته.
المعايير الأساسية في تشخيص الإعاقة العقلية:
-
عرفنا فيما سبق التخلف العقلي على أنه حالة تتميز بمستوى عقلي وظيفي دون المتوسط (يقل عن متوسط الذكاء بانحرافين معياريين أو أقل من 70)، ويصاحب هذه الحالة خلل واضح في السلوك التكيفي للفرد، ويبدأ أثناء فترة النمو (منذ الميلاد وحتى سن 18 سنة).
-
من خلال هذا التعريف للإعاقة العقلية يتبين لنا أنه توجد ثلاثة معايير أساسية لتشخيص الإعاقة العقلية وهي:
أولاً: مستوى عقلي وظيفي دون المتوسط أقل من 70:ويقاس المستوى العقلي بواسطة اختبارات القدرة العقلية (اختبارات الذكاء المقننة) والذي يقل عن متوسط الذكاء بمقدار انحرافين معياريين أقل من 70، إذا قيس الأداء علي اختبار من اختبارات القدرة العقلية العامة، مثل اختبار ستانفورد – بينيه، واختبار وكسلر لذكاء الأطفال، اختبار جود أنف هاريس، واختبار مكارثي للقدرة العقلية للأطفال.
ثانياً: قصور في السلوك التكيفي:
-
يعرف السلوك التكيفى على أنه كفاءة الفرد في تلبية احتياجاته المادية والاجتماعية للبيئة التي يعيش فيها.
-
أما معايير السلوك التكيفي فهي:
-
1- النضج : ويعني معدل نمو المهارات في سن الطفولة المبكرة مثل الجلوس والحبو والمشي والكلام والقدرة علي التحكم في الإخراج ... الخ , ويمكن قياس ذلك وغيره من مظاهر النمو الحسي والحركي خلال السنتين الأوليتين من حياة الطفل وعليه فإن التأخر في اكتساب مثل هذه المهارات يعتبر مؤشر علي وجود حالة تخلف عقلي في سنوات ما قبل المدرسة .
-
2- القدرة علي التعلم : وهي قدرة الطفل علي اكتساب المعلومات كوظيفة من وظائف الخبرة التي يتعرض لها الطفل في حياته، والصعوبات في التعلم تظهر بوضوح في المواقف الأكاديمية في المدرسة ويعتبر القصور في القدرة على التعلم مؤشرا أيضا للاستدلال على حالات التخلف خلال سنوات المدرسة .
-
3ـ التكيف الاجتماعي : ويعني قدرة الطفل على تكوين علاقات شخصية أو اجتماعية مع غيره في حدود المعايير الاجتماعية المرغوبة معتمدا بذلك على نفسه ودون مساعدة أحد.
ثالثاً: أن يظهر خلال مراحل النمو (منذ الميلاد وحتى سن 18 سنة):
أي أن يظهر التخلف العقلي أثناء فترة النمو, وقد تم اختيار سن (18) سنة كحد نهائي لظهور التخلف العقلي، لأن النمو العقلي للفرد ينمو عن هذا السن (18 سنة)، مما يساعدنا على تمييز حالات التخلف العقلي عن الحالات الأخرى مثل الجنون (المرض العقلي).
الفريق متعدد التخصصات:
إن تشخيص حالة التخلف العقلي يترتب عليها مستقبل الطفل وعلاقته مع أسرته لذا فإن عملية التشخيص لا يقوم بها شخص واحد بل أن هناك فريقاً من الأخصائيين بحيث يتم جمع المعلومات عن النواحي الجسمية والنفسية والثقافية والاجتماعية وغالباً ما يكون الفريق مكوناً من :
-
1- الطبيب : ويقوم بفحص حالة الطفل الجسمية وما يتصل بالجهاز العصبي والحواس , وكذلك فيما يتعلق بجوانب الصحة العامة وذلك لتقديم ما يلزم من علاج , وتحديد الأمور التي يعانيها وأسبابها وتطورها , والعلاجات التي يحتاج إليها .
-
2- الأخصائي الاجتماعي : ويقوم بتقديم تقرير عن البيئة التي يعيش فيها الطفل والخبرات التي مر بها وتاريخ الحالة والأمراض التي أصيب بها أو أصيبت بها الأم أثناء الحمل , ومدى التكيف الشخصي مع الأسرة ومع الجيران ومع المدرسة .
-
3- الأخصائي النفسي : ويقدم تقريراً عن مستوى قدرات الطفل ومهارته وحالته النفسية والانفعالية, وذلك بإجراء الاختبارات النفسية والمقابلات الإكلينيكية لجمع المعلومات عن التاريخ التطوري . وجمع الملاحظات التي تفيد في تشخيص مستوى النمو الذهني وسمات الشخصية , والمهارات الحركية والخبرات التحصيلية .
-
4- أخصائي التربية الخاصة : ويكون عمله في محاولة وضع مخطط لنوع الخدمات التربوية التي يحتاجها الطفل (الخطة التربوية الفردية) وذلك في حدود ما حصل عليه من معلومات من الطيب والأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي .
-
5- أخصائي التأهيل المهني : ويكون عمله في مراحل متقدمة وخاصة بعد أن يصبح الطفل في الرابعة عشرة من عمره وهي السن التي يتسنى فيها عملية التأهيل.
-
وعلى أخصائي التشخيص أن يقوم بتجميع المعلومات عن السلوك التكيفي للطالب عن طريق الاجتماع مع العديد من الأشخاص والتباحث معهم حيث أنه من غير المحتمل أن يعرف شخص واحد كيف يتصرف الطالب في جميع الحالات والمواقف.
خطوات التعرف علي الطالب المتخلف عقليا :
يقوم فريق التقييم متعدد التخصصات بالخطوات التالية لتشخيص حالة التخلف العقلي:
1. إجراء تقويم تربوي شامل.
2. الحصول على التاريخ التطوري من الوالدين وأولياء الأمور.
3. الحصول علي النتائج من الفحوص الجسمية المتضمنة النواحي البصرية والسمعية والحركية والعصبية.
4. الاتساق في انخفاض نتائج الطفل في اختبارات القدرات العقلية من جهة ومقياس السلوك التكيفى من جهة أخرى بدرجة واحدة.
5. تقرير فيما إذا كان التخلف قد لوحظ أثناء فترة النمو.
6. تقرير فيما إذا كان الأداء التربوي والنمو الطبيعي متأثراً بشكل عكسي.
7. مراجعة التعريفات والإجراءات القانونية التي تخص التقويم التربوي للمعوقين عقليا والتحقق من مدى تطبيق الإجراءات المطلوبة في تقييم.
8. مراجعة جميع المعلومات التي تستخدم لمعرفة فيما إذا كان الطالب معوقاً عقلياً أم لا.