الوقاية من الاعاقة
المحاضرة العاشرة
الوقاية من الإعاقة العقلية
أهمية الوقاية من الإعاقة:
-
الواقع أنه مهما بدت عملية الوقاية صعبة وشاقة إلا أن أهميتها تظهر واضحة حين نعلم أن نسبة التخلف العقلي تقدر بحوالي (2-3%) من مجموع سكان العالم وأن هذه النسبة تشكل عبئا اقتصادياً وسيكولوجياً واجتماعياً على هذه المجتمعات وربما يتضاعف هذا العبء في المجتمعات النامية.
-
إن التقدم الذي أحرز في مجال الكشف عن أسباب التخلف العقلي في السنوات الأخيرة قد ساعد مساعدة كبيرة وفعالة في وضع سبل الوقاية والعلاج في بعض الحالات, فقد ساعد تطور الخدمات الصحية وبرامج تنظيم الأسرة والخدمات الاجتماعية والتربوية على تطوير بعض وسائل الوقاية وتجنب أشكال الإعاقة المختلفة ومن بينها التخلف العقلي، هذا وتوجد مستويات مختلفة للوقاية من الإعاقة العقلية.
مستويات الوقاية من الإعاقة:
تقسم الوقاية من الإعاقة إلى ثلاث مستويات وهي:
- الوقاية الأولية:
وهي الإجراءات والتدابير التي تتخذ قبل حدوث المشكلة, وتعمل على منع حدوثها, وذلك بتوفير الخدمات والرعاية المتكاملة الصحية, والاجتماعية والثقافية, في البيئات والأسر ذات المستويات المتدنية اجتماعياً, واقتصادياً, والتحصين ضد الأمراض المعدية وتحسين مستوى رعاية الأم الحامل, وتوعيتها بأسباب الإعاقة وكفالة الرعاية اللازمة للأطفال الرضع, والإرشاد الجيني، وتوجه نحو والدي الشخص المصاب بالإعاقة, أو الشخص الذي قد تتطور حالته وينتج عنها إعاقة عقلية.
- الوقاية الثانوية:
وهي الإجراءات والتدابير التي تكفل التقليل من الاستمرار أو تعمل على شفاء الفرد من بعض الإصابات التي يعاني منها, أي تحول دون تطور الإصابة إلى إعاقة من خلال الكشف المبكر, وتوجه نحو الشخص الذي ولد مصاباً بحالة قد تسبب إعاقة عقلية, والخدمات المقدمة في هذا المستوى منها العلاج السريع والإسعافات الأولية الفورية للكسور أو حوادث السيارات, واتخاذ إجراءات وقائية لحالات الصرع, وتوفير العلاج النفسي, والخدمة الاجتماعية, ومكاتب التوجيه والإرشاد الأسرى.
- الوقاية من الدرجة الثانية:
وهي الإجراءات والتدابير الوقائية التي تحد من المشكلات المترتبة على الإعاقة العقلية, وتعمل على تحسين مستوى الأداء الوظيفي للفرد, وتساعد على التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية عند حدوث الإعاقة, حيث تعنى بجميع أشكال الرعاية والخدمات الصحية والاجتماعية, والتعليمية والتدريبية, والتأهيلية, والتشغيلية التي تبذل في رعاية المعوقين بحيث لا يتفاقم قصور الطفل, أو تزيد المشكلات لديه, وتوجه للفرد الذي يعانى فعلاً من إعاقة عقلية, وذلك عن طريق الإسراع بدراسة الحالة, أو رسم البرنامج التأهيلي الطبي, والتربوي, والاجتماعي, والمهني, وتنفيذ هذه البرامج, وعلاج الآثار النفسية للمعاق.
أهم مبادئ الوقاية من الإعاقة:
إن من أهم مبادئ الوقاية من الإعاقة ما يلي:
-
التعرف على الأسباب ومنع حدوثها .
-
رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسر.
-
التوعية الأسرية من خلال الإرشاد الأسرى, والإرشاد الجيني, والإرشاد الصحي.
-
توعية المجتمع.
برامج الوقاية من الإعاقة العقلية:
من برامج الوقاية من الإعاقة العقلية وأكثرها أهمية نذكر منها:
- برنامج الإرشاد الجيني:
وهو برنامج يساعد الوالدين الذين يستعدون للزواج, أو الأسر التي لديها طفل معوق, بإعطائهم المعلومات حول الصفات السائدة والمتنحية والعوامل الوراثية واختلاف العامل الرايزيسي بين الأم وأبنها, وهو برنامج توعوي.
- برنامج العناية الطبية أثناء الحمل:
وهو برنامج لتوعية الأمهات الحوامل بالنسبة للتغذية المناسبة والأمراض المعدية والعناية الطبية وتجنب الأدوية والأشعة والمخدرات, والتدخين، والراحة النفسية.
- برنامج توعية الأمهات حول أهمية الولادة في المستشفي:
من أسباب الإعاقة العقلية الولادة في المنزل بسبب قلة التجهيزات الطبية في المنزل وقلة النظافة وعدم القدرة على تفادى الاختناق وغيرها.
- برنامج توعية الوالدين حول أهمية التشخيص المبكر:
يجب توعية الأمهات حول المظاهر غير المطمئنة لدى الطفل منذ ولادته, وأن اكتشاف مثل هذه الإعاقات مبكراً يساعد في تقليلها أو إنقاذها مثل (اضطرابات التمثيل الغذائي).
دور الأسرة في العملية الوقائية من الإعاقة العقلية:
إن أفضل طريقة لمواجهة مشكلة الإعاقة, هي في منع حدوثها من الأساس. وذلك من خلال الوقاية منها, بتجنب الأسباب والعوامل المؤدية إلى حدوث الإعاقة والسعي لولادة كل طفل ولادة سليمة منذ البداية.
ولكي يتجنب الآباء والأمهات مشكلة إنجاب أطفال معاقين, عليهم مراعاة ما يلي:
-
التأكد من التاريخ الاجتماعي لسلالة كلا الزوجين, وخلوه من حالات الإعاقة, قبل أن يقررا الإنجاب.
-
يفضل استشارة الأخصائيين في الإرشاد الجيني, إذا تأكد الزوجان من وجود حالات من الإعاقة في سلالة أحدهما, أو الاثنين معا, لنتعرف على الأسباب لضمان ولادة كل طفل سليم في المستقبل بإذن الله.
-
تحليل دم كل من الزوجين, والتأكد من أن دم الأم لا يحمل العامل (الرايزيسي-(RH وإذا حدث وثبت أن الأم تحمل هذا العامل, فمن الواجب حقنها بالحقنة المضادة بإشراف الطبيب خلال (72) ساعة من الولادة .
-
تجنب الإنجاب إذا كان عمر الأم دون (16) عاماً أو أكثر من (40) عاماً, ومن الأفضل إجراء فحص طبي, يقرر فيه الطبيب المختص, أن لا مانع الإنجاب.
-
تجنب الحمل بعد الإجهاض مباشرة.
-
ترك فترة زمنية بين حمل وآخر, بحيث لا تقل الفترة بين نهاية الحمل وبداية الحمل الثاني عن سنتين على الأقل.
-
الامتناع عن الإجهاض المفتعل, باستعمال الأدوية والطرق الشعبية.
-
يفضل تلقيح الأم ضد الحصبة الألمانية بفترة شهرين قبل الحمل على الأقل.
-
خضوع الأم الحامل للإشراف الطبي, خلال أشهر الحمل, وتطبيق كافة التعليمات الطبية الصادرة عن طبيبها المختص.
-
يجب أن تحصل الأم الحامل على الغذاء الصحي المتوازن الغني بالبروتينات والفيتامينات والأملاح.
-
يجب أن تمتنع عن أخذ الأدوية أو الفيتامينات كيفيا, بل تفعل ذلك بأمر الطبيب.
-
الامتناع عن الإدمان على التدخين أو الكحول كلياً.
-
المحافظة على صحة الأم الحامل, وتجنب إصابتها بالأمراض الفيروسية، وفي حالة تعرضها لذلك يجب أن تمتنع عن أخذ أي دواء إلا بأمر الطبيب.
-
إن الحالة النفسية للأم خلال مرحلة الحمل تؤثر على النمو العقلي والجسمي للجنين, وتعتبر من العوامل المسببة لإعاقته. لذا يفضل مراعاة الحالة النفسية للأم الحامل, وتخفيف الضغوط النفسية عليها خلال مرحلة الحمل.