الموهبة والتفوق
الموهبة والتفوق
أولا::مفهوم الموهبة:
1- التعريف اللغوي
:الموهبة كما وردت في المعاجم العربية مأخوذة من الفعل ( وهب ) أي أعطى شيئاً مجاناً، فالموهبة إذن هي
العطية للشيء بلا مقابل .
2-التعريف الاصطلاحي للموهبة: تعرف على أنها: القدرة
على التفكير والأداء لدى الفرد بمستوى
عال ، فمثلا
الطفل الذي يتكلم بقدرة وسرعة تفوق بقية الأطفال في كافة المجالات .
ثانيا:نسبة انتشار الموهوبين:
قد قسم( دن لوب) المتفوقين عقلياً إلى ثلاث مستويات هي :
1- فئة الممتازين (الأذكياء): وهم الذين تتراوح نسب ذكائهم بين ( 120
أو 125 ) إلى (135 أو 140 ) إذا طبق عليه اختبار استانفورد - بينية ، ويشكلون ما
نسبته 0.5 % إلى 10 % من المجتمع.
2- فئة المتفوقين (الموهوبون): وهم ممن تتراوح نسبة ذكائهم بين ( 135
أو 140 إلى 170) على نفس المقياس السابق . ويشكلون ما نسيته 1% - 3% من المجتمع .
3- فئة المتفوقون جداً ( العباقرة ) : وهم الذين تبلغ نسبة ذكائهم (
170 فما فوق ) على نفس المقياس السابق ، وهم يشكلون 0.00001 أي ما نسبته واحد في
كل مائة ألف من المجتمع أي نسبة قليلة جداً .
ثانيا:أهمية
الكشف والتعرف على الموهوبين:
1- يساعد التعرف على
الموهوبين على تقدم المجتمع بما يقدمونه
من أعمال وإنجازا ذات قدرة وكفاءة .
2- ينبغي أن تتاح لكل فرد في المجتمع الفرصة لتطوير إمكاناته إلى الحد
الأعلى الذي يستطيع استثمار مواهبه في حل المشكلات التي تواجهه .
3- إن الإنجازات التي يمكن أن يحققها الموهوبين تزيد عن تلك التي
يحققها عدد مماثل من العاديين ، سواء من الناحية الكميه أو الكيفية .
4- إن الاكتشافات العلمية
الحديثة التي غيرت تاريخ البشرية وأتاحت للإنسان فرصة التحكم والسيطرة على كثير من
ظروف البيئة في شتى مجالات الحياة في العلم والطب والاقتصاد والصناعة وغيرها ،
إنما هي من عمل وإنجازات الموهوبين.
ثالثا:طرائق
اكتشاف الموهوبين والمتفوقين :
* : تقديرات المعلمين وترشيحاتهم : وهي
من أهم الطرائق للكشف عنهم ، فالمعلمين هم الأكثر التصاقا بالتلاميذ ومعايشة لهم
في المدرسة والأقدر على تقويم أدائهم المدرسي ، وهي من الطرائق الثابتة والفعالة،
فالمعلم يستطيع أن يلاحظ العديد من الخصائص والسمات التي تدل على وجود الموهبة عند
التلميذ ، والتي لا تستطيع الاختبارات الموضوعية في الذكاء التعرف عليها
* : التحصيل الدراسي : فهو يعبر عن
المستوى العقلي الوظيفي للفرد وتعتبر درجات التلميذ في سجله الدراسي وسيلة سهلة
للتعرف على التلاميذ الذين حققوا تفوقاً دراسياً عالياً ؟، مع ما عليها من مآخذ
ومالها من سلبيات .
*ً: اختبارات الذكاء :وهي عدة أنواع منها :
1- اختبارات الذكاء الفردي : ومن أهمها اختبار (ستا نفورد- بينيه )واختبار
(وكسلر )لذكاء الأطفال المعدل.
2- اختبار الذكاء الجمعي : الذي يطبق على مجموعة من الطلاب كاختبارات(
تور انس) .
3-اختبار التفكير ألابتكاري : الذي يقيس القدرات التي تشمل التفكير
التباعدي والتفكير ألابتكاري الذي يمثل أعلى وأهم الوظائف العقلية ، ومنها اختبار (جيلفورد)
.
*:
ترشيح الآباء والأصدقاء. وتعني أن الطفل يقضي معظم وقته مع
أسرته ولا سيما الأب وألام ، فهم يعرفون قدراته وإمكانياته العقلية والجسمية، أما
الأصدقاء فهم كذلك لهم دور كبير في اكتشاف الموهوبين من خلال معرفتهم الكاملة
بخصائصهم الجسمية والعقلية والاجتماعية باعتبارهم يقضون اغلب أوقاتهم معهم.
وهناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الأخطاء عند اختيار الموهوبين ومنها:
1-أخطاء مصدرها
القياس النفسي والتربوي وعدم دقة الحسابات لاستخراج درجة الذكاء .
2-أخطاء مصدرها عدم التوافق بين أساليب الكشف
وطبيعة البرامج التربوية .
3-أخطاء مصدرها أسلوب معالجة البيانات المتجمعة
عند استخدام محكات متعددة في التعرف على التلاميذ الموهوبين
4-أخطاء
مصدرها الإجراءات المتبعة في المؤسسة التربوية كإعداد البرامج والتحيز لفئة
اجتماعية على حساب فئة أخرى .
5- أخطاء
مقصودة أو غير مقصودة كالجهل أو ضعف الخبرة عند لجان الاختيار .
6-أن المعلم
قد يبحث عن قدرات معينة في التلميذ ظناً منه أن تلك القدرات هي من سمات التلميذ
الموهوب .
7-أن بعض
التلاميذ الموهوبين لا يكشفون عن ذكائهم في الصف فلا يدرك المعلم مواهبهم .
8-يظن المعلم أحياناً أن التلميذ الموهوب يجب
أن ينحدر من بيئة مركزها الاجتماعي فوق المتوسط ، لذا نجد أن بعض المعلمين يهمل
أبناء الطبقة الفقيرة .
9- تكدس
الصفوف وازدحامها بأعداد كبيرة من التلاميذ ، وازدياد نصاب المعلم من الحصص
التدريسية ، هذا يجعل من الصعوبة على المعلم الإلمام بتلاميذه من حيث مواهبهم
وميولهم .
رابعا: السمات او الخصاص التي يمكن من خلالها التعرف على
التلميذ الموهوب
* : السمات التعليمية 1- يميل
إلى التفوق ويحب المناقشة. 2-لديه
حصيلة لغوية كبيرة في سن مبكرة.3- لديه
حصيلة كبيرة من المعلومات وعن مواضيع شتىّ .4-قوي
الذاكرة 5-لديه
القدرة على إدراك العلاقات السببيّة بين الأشياء.6-يتمتع
بسعة الخيال ودقة الملاحظة.7-لا يمل من العمل المستمر ولديه
القدرة على تركيز الانتباه لمدة أطول من العاديين.8-كثير
القراءة والمطالعة لمواضيع تفوق عمره الزمني.
*: السمات الدافعية: 1-يعمل
على إنجاز كلّ ما يوكل إليه من أعمال في الوقت المناسب وبدقة.2-يحب العمل بمفرده
ويحتاج إلى قليل من التوجيهات.3-غالباً ما يكون متعصباً لرأيه وعنيداً.4-يستطيع أن
يكتشف الخطأ ويميز بين الخطأ والصواب والحسن والسيئ.5-يميل إلى أداء الأعمال
الصعبة ولا يحب الأعمال الروتينية.6-يهتم بأمور الكبار التي لا يبدي من هو في سنه
أي اهتمام بها.
*
: السمات الإبداعية: 1-محب
للاستطلاع ودائم التساؤل.2-مغامر
ومجازف.3-يحاول
إيجاد أفكار وحلول لكثير من المسائل.4-يتمتع بسعة الخيال وسرعة البديهة.5-حساس وعاطفي.6-ذواق للجمال وملم بالإحساس الفني
ويرى الوجه الجميل للأشياء.7-لا يخشى الاختلاف مع الآخرين.8-يتعصب لرأيه
وله أسلوب الخاص في التفكير والتنفيذ.9-يتمتع بروح الفكاهة والدعابة.
* : السمات القيادية :1-كفء في تحمل
المسئولية وينجز ما يوكل إليه.2-ذو ثقة كبيرة بنفسه ولا يخشى من التحدث أمام
الجمهور.3-محبوب بين زملائه.4-لديه القدرة على القيادة والسيطرة.5-يشارك في معظم
الأنشطة المدرسية والاجتماعية.6-يتمتع بالمرونة في التفكير.7-يستطيع العمل في
بيئات مختلفة.8-يبدأ الأعمال الجديدة من نفسه.
خامسا:دور الأسرة والمدرسة
في رعاية الطلبة الموهوبين
1-العمل على إشباع الحاجات النفسية للطالب وتوفير مناخ أسري آمن.
2- تنشئة الطالب من قبل والديه على التسامح والتقبل والتشجيع
والشورى والاستقلال.
3- إثراء البيئة الأسرية بالخبرات والمصادر الحسية والثقافية التي
تمكنه من زيادة وعيه بالمثيرات الخارجية.
4- العمل
على تأصيل السمات الشخصية والخصائص المساعدة أو الميسرة للموهبة.
5- استخدام مناهج دراسية على درجة كافية من المرونة تسمح باستثمار
استعدادات الطالب وتنميتها.
6- إثراء المناهج الدراسية بالموضوعات المناسبة لذوي المواهب الخاصة
وتهيئة النشاطات المدرسية المتعددة لتنشيطها.
7- السماح للطالب بالتجرد والإبداع في
الاستجابات والأفكار الجديدة دون خوف، مع توقع احتمالات الفشل الذي يجب تقبله
والتعلم منه.
8- العناية ببرامج التوجيه والإرشاد النفسي والمدرسي لمساعدة
المتفوقين عقلياً على فهم ذواتهم وإدراك جوانب تفوقهم.
9- تدريب المعلمين على استخدام الأساليب
التعليمية وتزويدهم بالخبرات والمهارات اللازمة لجعلهم أكثر كفاءة في تعليم
الموهوبين.
10- تطوير
أساليب الامتحانات والتقويم لتصبح أكثر فاعلية في الكشف عن استعدادات الطلاب
ومواهبهم بدقة.
سادسا:أساليب رعاية الموهوبين وتنميتها :
1- الأساليب الإثرائية: وتعني
إيجاد برامج ونشاطات تعليمية أعلى من مستوى متوسط الطلاب. وتقدم هذه البرامج
في حصص النشاط أو تقدم في المساء أو في الصيف،ويجب أن تكون هذه البرامج غير عادية
تدرب الطلاب على التفكير، مثل استخدام طريقة العصف الذهني و أسلوب
حل المشكلات وتدريب الطلاب على طرائق التفكير الإبداعية.
2- الإسراع : وتعني نقل الطالب من صف إلى صف
آخر قبل أن يكمل السنة بحيث يختصر الموهوب المرحلة الابتدائية في خمس سنوات أو
المرحلة المتوسطة في سنتين.
3- المدارس الخاصة بالموهوبين : وتعني المدارس التي تركز على
بعض فروع المعرفة مثل الرياضيات والعلوم والتقنية أو الفنون الجميلة. ويجري في تلك
المدارس بحوث عن الموهوبين كما تقوم بتدريب المعلمين الجدد لمدة سنة ويحصلون على
إجازة في تعليم الموهوبين.
سابعا:المشاكل التي تواجه الموهوبين :
فيما يلي
استعراض لأهم مشاكل التلاميذ الموهوبين والمبدعين وأسباب ذلك ، حسب ما أوضحته
نتائج الدراسات العديدة التي أجريت في هذا المجال وهي :
1 -
إن بعض المعلمين أو المدرسين لا يرتاحون للموهوبين والمبدعين لأنهم يعانون
من نقص أعدادهم بشكل يجعلهم قاصرين
وعاجزين عن التعامل مع ظاهرة الإبداع
2- إن الموهوبين لا يحبون الانقياد و التبعية
لبعض المدرسين ، كما أنهم مندفعون ومن ذوي الأفكار الغريبة ، وغير تقليديين ،
ويبحثون عن التغيير في المجالات التي تتطلب إظهار روح المغامرة .
3 – صعوبة تعامل الموهوبين والمبدعين مع الآخرين ،إذ أن المجتمع لا
يثق فيمن يقومون بأعمال غريبة ، كما يرفض قبول السلوك الذي يخرج عن الإجماع ،
فغالبا ما يشعر الموهوبون بالرغبة في البعد عن الآخرين والركون إلى جو العزلة
والانطواء . .