النمو النفسي
النمو النفسي
من مقال لـ آمال داود المحمداوي، طالبة دكتوراه
كلية التربية الأساسية /الجامعة المستنصرية
تستهدف دراسة النمو النفسي في جوهرها الوصف الدقيق لسلوك الإنسان المجرد وتفسير أنماطه، وذلك بهدف فهم الإنسان ومقارنته بغيره حتى نتمكن من الحكم عليه من ناحية السواء أو عدم السواء ومن ثم تشخيص مشكلات نموه الجسدي والنفسي.
ويجب أن نضع في الاعتبار أن النمو الجسدي والنفسي متدرج، ودراسة النموالجسدي تتبعها دراسة النواحي الوراثية والتكوين الجسمي وما يحتويه من عمليات بيولوجية وفسيولوجية وكيميائية. وقد كان لظهور مدرسة التحليل النفسي الفضل الأكبر في أن دراسة سلوك الراشدين يكون أكثر دقة إذا ما درسنا حياة الفرد خلال مرحلة الطفولة ونمو الشخصية وتكوينها في الطفولة يلعب دوراً حيوياً في إحداث المشكلات الاجتماعية مستقبلاً.
والطفولة المبكرة مسألة شغلت تفكير الفيلسوف اليوناني أفلاطون حيث أشار إلى ضرورة اكتشاف الاستعدادات البارزة لدى الطفل والعمل على توجيهه في ضوئها إلى المجال الذي يتناسب معها. اختلف العلماء حول تعريف النمو النفسي كظاهرة نفسية شأنهم شأن كل الظواهر النفسية الأخرى كاختلاف مستويات التعلم ودرجات الذكاء وغيرها .
علم النمو النفسي:-
هو ذلك الفرع من فروع العلم الذي يبحث في خصائص ومعايير نمو الأفراد من النواحى الجسمية والعقلية والإنفعالية والاجتماعية. ويمكن القول بأن علم النمو النفسي هو تطبيق الأسس والنظريات النفسية في مجال دراسة النمو الإنساني .
النمو النفسي:-
هو عملية تحقيق الشخص لذاته سواء أكان شخصاً عادياً أم ذوي الفئات الخاصة .النمو النفسي ليس وصفاً للخصائص وإنما إعادة صياغة الخصائص بما يمكن أن يوظفها الشخص ليحقق ما يريد. هدف النمو النفسي هو تحقيق الذات بحيث يوظف الشخص إمكاناته توظيفاً أمثل بحيث يكون لدى الشخص وعي بقدراته الحقيقية على أرض الواقع .
بعض الطرق العلمية لدراسة النمو النفسي :-
إن دراسة ظاهرة النمو النفسي بصورة علمية تقتضي ملاحظة الأطفال ملاحظة دقيقة، أي ملاحظتهم بطريقة موضوعية بناء على محاور سلوكية (مثل التعاون مع الآخرين، العدوانية ... إلخ) على سبيل المثال لا الحصر، ثم صياغة هذه الملاحظات صياغة علمية، أي صياغة قابلة للتحليل الموضوعي لسمات الشخصية، والتي تؤدي بنا في نهاية الأمر إلى بناء نظريات من شأنها تمكيننا من تفسير سلوكهم ومن ثم التنبؤ بهذا السلوك للحالات المشابه حال وقوعها.
وهناك طرق علمية لبحث ظاهرة النمو النفسي وهي :-
1) الطريقة التجريبية :-
قد يرى البعض أن الكثير من مشكلات النمو لا يكون من الميسر أو المناسب استخدام الطريقة التجريبية فيها، وذلك لأنه يصعب تعريض الأطفال لمؤثرات مثل فقدان الحب أو فقدان الأمن لنرى أثرها على شخصية الطفل او توافقه الذاتي أو الاجتماعي. إن تعرض الاطفال لمثل هذه التأثيرات غير المرغوب فيها قد تؤثر فيهم تأثيراً سيئاً، ورغم ذلك فان المنهج التجريبي يمكن أن يكون له فوائد متعددة في مجال دراسة النمو النفسي في المراحل المتقدمة من عمر الأطفال .
2) الطريقة الاكلينيكية :-
يمكن استخدام هذه الطريقة لدراسة ألعاب الاطفال الذين يبدو أن النمو عندهم انحراف عن خطه الطبيعي واللعب يكتشف حياة ذلك الطفل لأنه في لعبه يكشف عن دوافعه الشعورية واللاشعورية وهذا الأسلوب يصلح في ملاحظة الطفل العادي وغير العادي . مما يجعلنا نحلل سلوك الطفل بدقة وموضوعية .
3) الطريقة التأريخية :-
قد يحتاج الباحث الى ان يقارن بين أطوال مجموعة من الأطفال وأجدادهم أو بين نتائج مجموعة من الأطفال ومجموعة أخرى سبقوهم في نفس المدرسة أو الفصل مع نفس المدرس أو المدرسين ومع نفس المناهج ليتعرف على النواحي السلبية والايجابية في المناهج أو في طريقة التدريس .
الخلاصة :-
يتبين أن الطريقة الاكلينيكية والطريقة التاريخية هي الأنسب لدراسة مراحل النمو للأطفال بالسن المبكرة حيث تتيح للباحثين دراسة النمو الجسماني والتطور البيولوجي بالمقارنة مع الأجداد ودراسة التطور النفسي من خلال الملاحظات المدروسة في الطريقة الاكلينيكية. وخلال هذه المرحلة تستبعد الطريقة التجريبية لما لها من أثر سيء على الطفل بالسن المبكرة.
إيمان الحوطي